أحيا العالم أمس اليوم العالمي للمرأة، وإذا كنا نستذكر هذه المناسبة بكثير من التقدير والاحترام للمرأة، فإننا لا بد وأن نستذكر أيضا بكثير من العرفان، الدور البارز الذي تلعبه المرأة في قطر، بفضل توسيع خيارات مشاركتها، والاهتمام الكبير بقضية مساواتها، في إطار رؤية قطر الوطنية «2030» والاستراتيجيات التنموية المرتبطة بها، والتي وسعت خيارات المشاركة للنساء في مختلف مجالات التنمية، وأولت اهتماما كبيرا بتوفير العمل اللائق وفق خيارات تتيح للمرأة المواءمة بين أدوارها في الأسرة والحياة العامة، إلى جانب تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية.
كما لا بد أن نستذكر بكثير من العرفان المنظومة التشريعية القطرية التي عززت مكانة المرأة، وأكدت على قيم المساواة، لتصبح المرأة اليوم شريكا في صنع القرار بعد أن تبوأت مناصب قيادية في مختلف المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والدبلوماسية، ومرتكزا أساسيا في التنمية التي تشهدها البلاد.
إن أهم ما يميز التجربة القطرية هو ذلك التوافق والتكامل بين الأدوار التي تؤديها المرأة في المجتمع مع الحفاظ على قيمها وتقاليدها الأصيلة، إلى جانب أن هذه الأدوار لم تكن يوما من الأيام محل مساومة، أو مثار جدل، أو نقطة توتر وصراع مجتمعي، وهذا يعود إلى إيمان القيادة الحكيمة المطلق بدور المرأة، إلى جانب إيمان المرأة القطرية ذاتها بدورها، وثقتها المطلقة بقدراتها وإمكاناتها في مختلف ميادين التنمية.
لقد حققت المرأة القطرية منجزات في غاية الأهمية، وهي استطاعت أن تفعل ذلك بسبب إيمان مجتمعنا بدورها، بالإضافة إلى عاداتنا وقيمنا الإسلامية الرفيعة التي لطالما تعاملت مع المرأة باعتبارها شريكا للرجل، في العمل والإنجاز والإبداع، وعندما نحتفل مع العالم باليوم العالمي للمرأة، فإن من حقنا أن نفتخر بما أنجزناه مبكرا حتى تبوأت المرأة المكانة اللائقة التي تستحقها عن جدارة، وهذا ليس بغريب عن مجتمعنا، وليس بغريب أيضا عن ديننا الذي كرّم المرأة ورفع قدرها، وكما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ).
بقلم: رأي الوطن