+ A
A -
مهنا الحبيل
باحث عربي مستقل
مدير المركز الكندي للاستشارات الفكريةشدني المسار الذي حُدّد في مسابقة شاعر الجامعة التي نظمتها وزارة الثقافة مع جامعة قطر، في ذات الوقت الذي كنت آمل أن يكون التعاطي مع المسابقة أوسع وأكثر تفاعلاً محلياً وعربياً، لكون هذا المسار الذي اختطته التجربة قد نقل التنافس من ميدان المفاخرة والانتماءات الضيقة إلى مفاهيم القيم الأخلاقية في حياة الإنسان وفي الشخصيات التي تُقدم للأجيال للتعلق بها.
ولذلك كان من الطبيعي أن يكون الزخم في المسابقة أقل من بعض المناسبات الشعرية والأدبية ذات الإثارة والعصبية، في المقابل يعطينا الموضوع إشارةً مهمة للمضّي في صناعة هذه المواسم والندوات العربية المفيدة لتطوير حضورها، وليس الانصراف عنها أمام الفعاليات السلبية للإعلام الآخر.
نجاحٌ مستحق نبارك فيه لكل الفائزين والمشاركين جميعاً، فالمشاركة هنا بحد ذاتها توقيع جميل في ميدان تنافس شريف، يساهم فيه الشباب وخاصة الجامعيون في دفع صاحبة الجلالة الحقيقية وهي اللغة العربية، التي أُنزل دستور الحياة الإنسانية وتبيان مفاصل الروح والكون وقصة الإيمان والعمران بلسانها، عبر كتاب الله العزيز، فالجميع ناجح والكل فائز.
هنا تأملت في المسارات التي حددت بها لجنة المسابقة أدوار التقدم، وهي إما أخلاق أو شخصيات أو قيم كبرى، وهو ما يعني أننا نخرج من الصراع الشرس الذي نعاني منه في عالم الانتماءات المتعدد، ولسنا في ذلك نلغي أحقية حضور الانتماء الخاص، ولا تأثير لغة الفخر والاعتزاز في ديوان العرب، فقد كان حاضراً في الجاهلية، وظل يراوح منذ صدر الإسلام وحتى غروب الوطن العربي، بعودة الجاهلية العنصرية الجديدة.
فهو حين يزداد عن حدوده يعزل الذات عن مكارم الأخلاق، وعن مبادئ الشراكة الوطنية مع أبن وطنه، والاخوّة الإسلامية والتضامن الإنساني الجامع، وفي كل ذلك يتوجه هذا الصدى إلى ضمير الشاب، فكلما ارتفعت لديه القيم ومرجعية المبادئ، كلما تخلقت فيه صفات الإنسانية الراشدة التي جاءت بها الرسالة الإسلامية، فتعززت جسوره مع أخيه في الوطن، أو أينما كان في هذه المعمورة، والمرجع هنا قرب مجلسه مع النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حدده بنفسه بأبي هو وأمي (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً).
وفوز أحد أبنائنا من نيجيريا الشقيقة بقسم الشعر الفصيح مدعاة للسعادة والتفاؤل، فالعروبة هنا عروبة لسان لا تعزل الناس عن أقوامهم ولا بلدانهم، وخاصة أشقائنا الأفارقة الذين اتحدنا معهم في الرسالة، واتحدنا مع غير المسلمين منهم، في أخوّتنا الإنسانية التي تُعظّم قيم الروح، وترفض الكولونيالية المتطرفة من عالم الشمال، وكانت قصيدة الفوز لطاهر مختار حسن عنواناً مهماً، في دقة البلاغة العربية وشاعريته، وهو يسبح بنا في قصيدة الفوز الأخيرة في المسابقة.
وجميل جداً أن يتقدم الصديق والشاب القطري المثقف المميز عبدالرحمن بن سالم النومان المري لمنصة الفوز بقصيدة نبطية ترتفع إلى سماء الفاروق، كما هي المشاركات الجزلة من زملائه وزملاء طاهر في المواقع الثلاثة أو في كل ميدان المسابقة.
عكس عبدالرحمن هنا عالمنا الحاضر الغائب، قصة العدالة السياسية وأصول العدالة الاجتماعية التي أسسها في ذلك الزمن البعيد سيدنا عمر الفاروق، عمر الإمامُ العادل الحجة على المسلمين، والحجة في يد المسلمين لصالح المفهوم العمراني المنقذ الذي تحتاجه البشرية.
تفاصيل كثيرة وأحداث عظيمة في سيرة الفاروق، تُبصّرنا إلى الطريق المختلف في الزمن الصعب الذي تعيشه البشرية، والبحث عن الإنقاذ في كوارث هذا العالم، والإشارة لها في مأزق حاضر العالم الإسلامي حكاماً وشعوباً، فنبارك لطاهر ولعبدالرحمن وأبارك بصدق وحب لوزارة الثقافة هذه الروح الجديدة التي تبعثها.
كنا في سماء الفاروق وكانت اللجنة من أبناء قطر في سماء أعيننا نسعد بهم وبحضورهم، وهي رسالة مهمة لأهمية حضور المبدعين القطريين في أورقة الفكر والأدب وفي حوارات المعرفة التي تعج بها جدليات عالم اليوم، جنباً إلى جنب مع الأشقاء العرب، مستحضرين أهمية التقدم إلى مناظرة الفكر العالمي اليوم، الذي يبصر مآلات أزمة هذا العالم، والتي من أهمها هدم ميزان المساواة وعرى الأخلاق وتنحية مفهوم الإيمان بالله العدل الرحيم القدير، والإسلام الذي حرّر عمر الفاروق من قبضة الجاهلية الشرسة إلى درة العدالة الرحيمة.
باحث عربي مستقل
مدير المركز الكندي للاستشارات الفكريةشدني المسار الذي حُدّد في مسابقة شاعر الجامعة التي نظمتها وزارة الثقافة مع جامعة قطر، في ذات الوقت الذي كنت آمل أن يكون التعاطي مع المسابقة أوسع وأكثر تفاعلاً محلياً وعربياً، لكون هذا المسار الذي اختطته التجربة قد نقل التنافس من ميدان المفاخرة والانتماءات الضيقة إلى مفاهيم القيم الأخلاقية في حياة الإنسان وفي الشخصيات التي تُقدم للأجيال للتعلق بها.
ولذلك كان من الطبيعي أن يكون الزخم في المسابقة أقل من بعض المناسبات الشعرية والأدبية ذات الإثارة والعصبية، في المقابل يعطينا الموضوع إشارةً مهمة للمضّي في صناعة هذه المواسم والندوات العربية المفيدة لتطوير حضورها، وليس الانصراف عنها أمام الفعاليات السلبية للإعلام الآخر.
نجاحٌ مستحق نبارك فيه لكل الفائزين والمشاركين جميعاً، فالمشاركة هنا بحد ذاتها توقيع جميل في ميدان تنافس شريف، يساهم فيه الشباب وخاصة الجامعيون في دفع صاحبة الجلالة الحقيقية وهي اللغة العربية، التي أُنزل دستور الحياة الإنسانية وتبيان مفاصل الروح والكون وقصة الإيمان والعمران بلسانها، عبر كتاب الله العزيز، فالجميع ناجح والكل فائز.
هنا تأملت في المسارات التي حددت بها لجنة المسابقة أدوار التقدم، وهي إما أخلاق أو شخصيات أو قيم كبرى، وهو ما يعني أننا نخرج من الصراع الشرس الذي نعاني منه في عالم الانتماءات المتعدد، ولسنا في ذلك نلغي أحقية حضور الانتماء الخاص، ولا تأثير لغة الفخر والاعتزاز في ديوان العرب، فقد كان حاضراً في الجاهلية، وظل يراوح منذ صدر الإسلام وحتى غروب الوطن العربي، بعودة الجاهلية العنصرية الجديدة.
فهو حين يزداد عن حدوده يعزل الذات عن مكارم الأخلاق، وعن مبادئ الشراكة الوطنية مع أبن وطنه، والاخوّة الإسلامية والتضامن الإنساني الجامع، وفي كل ذلك يتوجه هذا الصدى إلى ضمير الشاب، فكلما ارتفعت لديه القيم ومرجعية المبادئ، كلما تخلقت فيه صفات الإنسانية الراشدة التي جاءت بها الرسالة الإسلامية، فتعززت جسوره مع أخيه في الوطن، أو أينما كان في هذه المعمورة، والمرجع هنا قرب مجلسه مع النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حدده بنفسه بأبي هو وأمي (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً).
وفوز أحد أبنائنا من نيجيريا الشقيقة بقسم الشعر الفصيح مدعاة للسعادة والتفاؤل، فالعروبة هنا عروبة لسان لا تعزل الناس عن أقوامهم ولا بلدانهم، وخاصة أشقائنا الأفارقة الذين اتحدنا معهم في الرسالة، واتحدنا مع غير المسلمين منهم، في أخوّتنا الإنسانية التي تُعظّم قيم الروح، وترفض الكولونيالية المتطرفة من عالم الشمال، وكانت قصيدة الفوز لطاهر مختار حسن عنواناً مهماً، في دقة البلاغة العربية وشاعريته، وهو يسبح بنا في قصيدة الفوز الأخيرة في المسابقة.
وجميل جداً أن يتقدم الصديق والشاب القطري المثقف المميز عبدالرحمن بن سالم النومان المري لمنصة الفوز بقصيدة نبطية ترتفع إلى سماء الفاروق، كما هي المشاركات الجزلة من زملائه وزملاء طاهر في المواقع الثلاثة أو في كل ميدان المسابقة.
عكس عبدالرحمن هنا عالمنا الحاضر الغائب، قصة العدالة السياسية وأصول العدالة الاجتماعية التي أسسها في ذلك الزمن البعيد سيدنا عمر الفاروق، عمر الإمامُ العادل الحجة على المسلمين، والحجة في يد المسلمين لصالح المفهوم العمراني المنقذ الذي تحتاجه البشرية.
تفاصيل كثيرة وأحداث عظيمة في سيرة الفاروق، تُبصّرنا إلى الطريق المختلف في الزمن الصعب الذي تعيشه البشرية، والبحث عن الإنقاذ في كوارث هذا العالم، والإشارة لها في مأزق حاضر العالم الإسلامي حكاماً وشعوباً، فنبارك لطاهر ولعبدالرحمن وأبارك بصدق وحب لوزارة الثقافة هذه الروح الجديدة التي تبعثها.
كنا في سماء الفاروق وكانت اللجنة من أبناء قطر في سماء أعيننا نسعد بهم وبحضورهم، وهي رسالة مهمة لأهمية حضور المبدعين القطريين في أورقة الفكر والأدب وفي حوارات المعرفة التي تعج بها جدليات عالم اليوم، جنباً إلى جنب مع الأشقاء العرب، مستحضرين أهمية التقدم إلى مناظرة الفكر العالمي اليوم، الذي يبصر مآلات أزمة هذا العالم، والتي من أهمها هدم ميزان المساواة وعرى الأخلاق وتنحية مفهوم الإيمان بالله العدل الرحيم القدير، والإسلام الذي حرّر عمر الفاروق من قبضة الجاهلية الشرسة إلى درة العدالة الرحيمة.