روى العلامة ابن كثير في رائعته البداية والنهاية طائفة من الأخبار حول أكلات قتلت أصحابها!
فذكر أن الإمام مسلم صاحب الصحيح، أشكل عليه حديث نبوي شريف، فحبس نفسه في غرفته، ومنع أهله من الدخول عليه، كي لا يشغله أحد عما هو فيه، وكانت عنده سلة تمر أُهدِيَتْ إليه، فكان طيلة ليله يأكل تمرة بعد تمرة، حتى أتى على السلة كلها، فمرض بسبب هذا ومات!
وقد قرأت في كتاب آخر أنه رحمه الله كان يُعاني من مرض السُّكري، ويبدو أنه لم يكن يعلم بسبب وضع الطب قديماً!
وقد أكل فقيه الأندلس الشهير، «بَقِيُّ بن مَخلد» لقمة هريسة، فإذا هي حارّة، فصاح صيحة عظيمة، ثم أُغمِيَ عليه إلى وقت الظهر، ثم أفاق، ثم لم يزل يشهد أن لا إله إلا الله، إلى أن مات في وقت السَّحَر.
سبحان من جعل لكل أجلٍ سبباً، وسبحان من لم يقصر حسن الخواتيم على الموت سجوداً، فالإمام مسلم وبَقِيّ بن مخلد أفنيا عمرهما لله، علماً وعبادة، مسلم الآن يتفيأ في قبره بظل الصحيح، تجري عليه حسنات جارية في كتابٍ وضعه من قلبه، فوضع الله تعالى له القبول في الأرض. وبقيّ بن مخلد جاء مشياً من الأندلس إلى بغداد ليتتلمذ على يد الإمام أحمد، ثم عاد حاملاً الحديث النبوي الشريف إلى الأندلس، فكان إمام السُّنَّة هناك، وشمس الدنيا!
نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحداً من خلقه!
نعم نستبشر بمن ماتَ ساجداً، أو بمن خرَّ ميتاً بعد لحظةٍ من صدقةٍ وضعها في يد فقير، وبمن كان على منبره يُحبب الناس بالله ثم فاضتْ روحه، وبمن ماتَ في سبيلِ اللهِ مقبلاً غير مدبر، وكل خلية فيه تقول: اللهم خذ من دمي حتى ترضى!
ولكن لا ننسى أن أبا بكرٍ مات على فراشه وهو خير الناس بعد الأنبياء، وخالد بن الوليد مات على فراشه أيضاً وهو الذي أفنى عمره يذود عن لا إله إلا الله!
إنَّ القضية لم تكن يوماً كيف مات َفلان وإنما كيف عاش!بقلم: أدهم شرقاوي
فذكر أن الإمام مسلم صاحب الصحيح، أشكل عليه حديث نبوي شريف، فحبس نفسه في غرفته، ومنع أهله من الدخول عليه، كي لا يشغله أحد عما هو فيه، وكانت عنده سلة تمر أُهدِيَتْ إليه، فكان طيلة ليله يأكل تمرة بعد تمرة، حتى أتى على السلة كلها، فمرض بسبب هذا ومات!
وقد قرأت في كتاب آخر أنه رحمه الله كان يُعاني من مرض السُّكري، ويبدو أنه لم يكن يعلم بسبب وضع الطب قديماً!
وقد أكل فقيه الأندلس الشهير، «بَقِيُّ بن مَخلد» لقمة هريسة، فإذا هي حارّة، فصاح صيحة عظيمة، ثم أُغمِيَ عليه إلى وقت الظهر، ثم أفاق، ثم لم يزل يشهد أن لا إله إلا الله، إلى أن مات في وقت السَّحَر.
سبحان من جعل لكل أجلٍ سبباً، وسبحان من لم يقصر حسن الخواتيم على الموت سجوداً، فالإمام مسلم وبَقِيّ بن مخلد أفنيا عمرهما لله، علماً وعبادة، مسلم الآن يتفيأ في قبره بظل الصحيح، تجري عليه حسنات جارية في كتابٍ وضعه من قلبه، فوضع الله تعالى له القبول في الأرض. وبقيّ بن مخلد جاء مشياً من الأندلس إلى بغداد ليتتلمذ على يد الإمام أحمد، ثم عاد حاملاً الحديث النبوي الشريف إلى الأندلس، فكان إمام السُّنَّة هناك، وشمس الدنيا!
نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحداً من خلقه!
نعم نستبشر بمن ماتَ ساجداً، أو بمن خرَّ ميتاً بعد لحظةٍ من صدقةٍ وضعها في يد فقير، وبمن كان على منبره يُحبب الناس بالله ثم فاضتْ روحه، وبمن ماتَ في سبيلِ اللهِ مقبلاً غير مدبر، وكل خلية فيه تقول: اللهم خذ من دمي حتى ترضى!
ولكن لا ننسى أن أبا بكرٍ مات على فراشه وهو خير الناس بعد الأنبياء، وخالد بن الوليد مات على فراشه أيضاً وهو الذي أفنى عمره يذود عن لا إله إلا الله!
إنَّ القضية لم تكن يوماً كيف مات َفلان وإنما كيف عاش!بقلم: أدهم شرقاوي