يعقوب العبيدلي
بطولة كأس سمو الأمير شدت عشاق الكرة وجذبت غيرهم ممن ليست لهم علاقة بالكرة، وولّعت الشاشات والقنوات والفضائيات والمكاتب للحديث عنها وما تضمنته من مهارات وهجمات وركلات وأهداف ومراكز وبراعة وفنون ونتائج وانتصارات، وكانت فرصة ثمينة للتوقعات والمراهنات بين الزملاء والإخوة في الوزارات والمؤسسات، على جلب «السندويشات» أو «دهن العود» الفاخر العالي من محلات الغالي.
التحليل الكروي له مواصفات وتكتيكات وخبرات لا يجهلها المتمرس عاشق المباريات، عندنا محللون قطريون غاية في الروعة، فرسان للشاشات في البطولات والمباريات، وعندنا محللون على مستوى المكاتب في الوزارات والمؤسسات يمتلكون مواصفات لا تقل عن نظرائهم للقيام بدور الموجهين والمرشدين والمحللين لأداء الفرق. أعرف إخوة لي وزملاء رياضيين من فرط احترافيتهم في فن التوقع ظننت أنهم يتعاملون مع الجن في معرفة نتائج الفرق قبل المواجهة، استطاع بعض الزملاء بتحليلاتهم الموضوعية والمنطقية من وضعنا كمشاهدين ومتابعين للمباريات في قلب الحدث بواقعية لا عبث، وحصل ما توقعوه داخل الملعب، المدرب القدير حسن جوهر المسلماني من نادي الغرافة، والكابتن أحمد سلمان الشيب عاشق السد الزعيم، الكابتن والحكم حمد اليافعي عاشق الغرافة، والكابتن أحمد الجابر مشجع العربي فريق الأحلام الثائر الهادر الشاطر في تحليلاته الذي يتحفنا بالتفاصيل الدقيقة التي لا يمكن للمتابع البسيط مثلي الوقوف عليها في المباراة باعتبار أنني لا أملك نفس الخبرة التي يمتلكها زملائي المحللون الرياضيون الذين يمتلكون المؤهلات العالية والرصيد الكبير من الخبرة في التحليل والتفسير وسبر أغوار الفرق المنافسة.
إنني أجد في زملائي من الكباتن والمحللين لمباريات بطولة سمو الأمير المقدرة والكفاءة والقدرة على الإقناع ووضعنا كمشاهدين ومتابعين داخل إطار المباراة، والتعرف على الظروف المختلفة التي أسهمت في فوز فريق وخسارة الآخر، إلى جانب تحليل أداء المدربين ما بين النواحي الإيجابية والسلبية بصورة واضحة علمية صريحة ومقنعة وكل التفاصيل الفنية التي يحتاجها المتابع. أغبط زملائي المحللين باعتبارهم خبراء كرويين يتحفوننا بتحليلات غاية في الروعة، وتفاصيل لا يعلمها المتابع البسيط «من مثلي والحبل مثني» -مثل خليجي قديم- استوقفتني تحليلات (بو جوهر) الأخيرة قبل مباراة الغرافة والوكرة، والسد والدحيل، كما استوقفتني تحليلات الكابتن الشيب (بو سلمان) وحصل ما توقعوه بالضبط، رسموا سيناريوهات وتحققت.
الحمد لله أن بطولاتنا الكروية قوية جاذبة للجماهير، محفزة للمحللين، وتعد فرصة لنا نحن المتابعين للاستفادة من مراهنات الزملاء بالفطور ودحرجة السطور ودهن العود من الجابر الودود من الغالي للعطور، وكم كانت سندويشات صباح أمس لذيذة ومقنعة ومشبعة تدفع للمتابعة والتشجيع والاستفادة ولنا في زملائنا وإخواننا الكباتن والمدربين وعشاق الكرة وفرسانها خير شاهد ودليل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.