تحتفل دولة قطر والولايات المتحدة اليوم بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، في ظل شراكة استراتيجية وطيدة ومتنامية في كافة المجالات تقوم على الثقة العميقة والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة، خدمة لمصالح البلدين والمنطقة والسلام والاستقرار العالمي والإقليمي.
بدأت هذه العلاقات رسميا في العام «1972»، لكن الجذور التاريخية لها تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي مع بدايات ظهور النفط بمنطقة الخليج العربي، وهي شهدت تطورات في غاية الأهمية، حيث ارتقت إلى شراكة استراتيجية، وباتت أقوى من أي وقت مضى، بفضل الحرص المتبادل على دعم وتطوير هذه العلاقات ودفعها وتفعيلها في كافة المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك، ولم يكن قيام الولايات المتحدة الأميركية بتصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا لها من خارج حلف «الناتو» وليد الصدفة، بل جاء تتويجا لخمسين عاما من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تعززت أكثر مع تواصل الزيارات المتبادلة بين البلدين وعلى أعلى المستويات، وقد نجحت الدولتان بإرساء قاعدة متينة لعلاقات سياسية إقليمية ودولية متميزة، وتفاهمات واتفاقيات وشراكة في مختلف المجالات.
لقد كانت زيارة العمل التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى لواشنطن خلال فبراير الماضي، والمباحثات التي جرت بإطارها مع فخامة الرئيس الأميركي جو بايدن، وعدد من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية، محطة متميزة بمسار العلاقات بين البلدين، حيث انتقلت بالشراكة الاستراتيجية بينهما إلى مرحلة جديدة، وفتحت آفاقا واسعة لتطوير التعاون الثنائي لمصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين، وتوطيد الأمن والاستقرار الإقليمي، وحفظ السلام العالمي، والمساهمة بحل قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما يتم تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين والشخصيات من الطرفين بشكل منتظم، لمتابعة آفاق التعاون الثنائي على كافة الأصعدة، السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والثقافية وغيرها، من أجل تحقيق كل ما من شأنه توسيع الشراكة والتفاهم بين بلدينا، خدمة للمصالح المشتركة وللأمن والسلم الدوليين.
بقلم: رأي الوطن