+ A
A -
يعقوب العبيدلي
أخونا وصديقنا الحبيب وزميلنا الشيخ أحمد حسن الأنصاري (بو حسن) دائماً يردد على أسماعنا يومياً «اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة»، ما أجملها من دعوة مؤثرة تهز شغاف قلوبنا. إن الحديث عن الخاتمة تقف عنده العقول النيرة، والقلوب الحية، لأنه حديث عن النهاية، والمرحلة الأخيرة من حياة الإنسان، إنه حديث عن الصفحة الأخيرة، عن الحال التي سيقابل بها الإنسان ربه، ولأجلها نحلق في آفاق العمر على جناحي الخوف والرجاء، نرجو رحمة الله وفضله وتثبيته، ولهذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو ربه فيقول: (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة).
إن حسن الخاتمة يعني صفاء العقيدة، صفاء النية، نقاء القلب، قال صلى الله عليه وسلم (من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار).
ومن أراد حسن الخاتمة عليه بالأعمال الصالحة بأنواعها، والإقلاع عن الأعمال السيئة، فإن جاءه الموت أتاه على خير حال، والمعنى داوموا على الإسلام حتى الموت تقبضوا عليه، وللشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله كلام ثري جميل في حسن الخاتمة، يقول الشيخ رحمه الله: ليس المقصود من حسن الخاتمة أن تموت وأنت في المسجد، أو على سجادة الصلاة، أو تموت والمصحف بين يديك، فقد مات خير البرية جمعاء -صلى الله عليه وسلم- وهو على فراشه، ومات صديقه الصديق أبوبكر -رضي الله عنه- وهو خير الصحابة على فراشه، ومات خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على فراشه وهو الملقب بسيف الله المسلول والذي خاض 100 معركة ولم يخسر أياً فيها!! ولكن.. حسن الخاتمة أن تموت وأنت بريء من الشرك، حسن الخاتمة أن تموت وأنت بريء من النفاق، حسن الخاتمة أن تموت وأنت مفارقٌ كل بدعة، حسن الخاتمة أن تموت وأنت على الكتاب والسنة، حسن الخاتمة أن تموت وأنت خفيف الحمل من دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مؤدياً حق الله عليك وحق عباده عليك، حسن الخاتمة أن تموت سليم القلب طاهر النوايا وحسن الأخلاق؛ لا تحمل غلاً ولا حقداً ولا ضغينةً لمسلم، حسن الخاتمة أن تصلي خمسك، وتؤدي ما افترضه الله عليك، وآخر دعوانا اللهم أحسن خاتمتنا، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وردّنا إليك رداً جميلاً غير مخزٍ ولا فاضحٍ، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
23/03/2022
2302