تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح منتدى الدوحة في دورته العشرين، التي تعقد تحت شعار «التحول إلى عصر جديد»، حيث ألقى كلمة تناول فيها التحديات التي تواجه عالم اليوم، في مرحلة مفصلية على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ما يتطلب مراجعات جذرية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن، محذرا من أن الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين الدول، وفي المجتمع الواحد، تنبئ بخلل جسيم في الاقتصادات الكلية، حيث أكد، في هذا الصدد، أن العدالة الاجتماعية هي صمام الأمان الحقيقي للمجتمعات، كما حذر من الأصوات الشعبوية ذات النبرة الإقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي، ومن هذه الظواهر الإقصائية التي أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة ظاهرة الإسلاموفوبيا، مطالبا بوقفة حازمة وجادة ضدها كتلك التي شهدها العالم ضد التمييز العرقي، وضد العداء للسامية.
الحرب الأوكرانية كانت الحاضر الأكبر في الكلمة السامية، حيث أعرب سموه عن الأسف لتقلص المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة، والتي بدأت في التنامي لتصل إلى واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية.
كما أكد صاحب السمو تضامن قطر مع الملايين من الأبرياء واللاجئين ضـحـايـا هـذه الحـرب غـير العادلة والحسابات الجيوسياسية، مذكّرا بالملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ويعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، ومثلهم كثير من الشعوب الأخرى، كالشعب السوري والشعب الأفغاني اللذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهما.
كلمة صاحب السمو تاريخية في ظرف دولي مفصلي، نأمل أن تشكل بداية حقيقية لعودة الوعي العالمي بأهمية الحوار، باعتباره الوسيلة المثلى لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، بعيدا عن لغة الحرب والسلاح، التي لم تنتج سوى الدمار والموت والخراب على مر التاريخ.
بقلم: رأي الوطن