أعلن سعادة السفير فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن دولة قطر وتركيا تتفقان في الرؤية المشتركة، وأنه حان وقت حل الأزمة السورية، ودعم مسار جنيف، رغم التحفظات على نتائجه وثماره، التي لم تكن عند المستوى المأمول منه، إلا أن استمراريته ضرورة، موضحا أن الدوحة وأنقرة، حريصتان على وحدة التراب السوري، والحيلولة دون مخططات التقسيم، التي لن تخدم سوى الكيان الإسرائيلي، الذي يسعى لخلق مناطق حدودية جديدة على نمط الجولان، مشيرا إلى أن الدعم القطري السخي، والإغاثات الإنسانية التي يقدمها القطريون، إلى السوريين، مازالت تتدفق بتعاون تركي، وعبر معابر وقنوات الأتراك، وكذلك منافذ حدودية أخرى سواء كانت في لبنان، أو الأردن.وأكد سعادة السفير فكرت أوزر، في تصريحات خاصة لـ الوطن، أن تركيا قادرة على تأمين وحماية أمن المنطقة، موضحا أن الإدارة الأميركية، وقعت في خطأ كبير حينما استعانت بتنظيمات مثل «بي كا كا»، التي تشكل تهديدا كبيرا لأمن الجمهورية التركية، بحجة محاربة تنظيم «داعش». وقال سعادة السفير فكرت أوزر، إنه قبل ثلاث سنوات، والجمهورية التركية تقترح على الولايات المتحدة الأميركية أن تتخلى عن المنطقة، وتخرج منها، وأن الجيش التركي قادر على أن يقوم بمهامه في تجفيف بؤر ومنابع العصابات الإرهابية، موضحا أن السياسة التي كانت تتبعها إدارة البيت الأبيض في الاستعانة بمنظمات مثل «بي كا كا» المحظورة من جانب تركيا، لمقاتلة تنظيم «داعش»، لم تكن قرارا صحيحا، حيث إنه تتم الاستعانة بعصابات إرهابية لقتال عصابات إرهابية. وأشار سعادة السفير فكرت أوزر إلى أن النجاحات الساحقة التي حققتها القوات التركية في قتال التنظيمات الإرهابية، وخاصة ما حدث من انتصارات كبيرة في عملية «غصن الزيتون» ودحر عصابات «واي بي جي»، بالإضافة إلى قتل نحو أكثر من أربعة آلاف من عناصر تنظيم «داعش»، في المنطقة الحدودية لتركيا، كانت رسائل قوية للجميع بقوة تركيا، وقدرتها على أن تحقق الأمن والاستقرار وتأمين المنطقة. وأشار سعادة السفير فكرت أوزر، إلى أنه عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعهده بسحب القوات الأميركية من المنطقة، وقد بدأت تركيا في الاستعداد من أجل وضع الخطط العسكرية، لتجفيف ما تبقى من جيوب لعناصر وخلايا التنظيمات الإرهابية، وإعادة الاستقرار، كما حدث في عملية «غصن الزيتون»، وغيرها، الذي يضمن تأمين البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم التي فروا منها خوفا من «داعش» وكذلك «واي بي جي». وأضاف سعادة السفير فكرت أوزر أن تركيا تراقب عن كثب، مسألة اتفاق الهدنة، والذي يسير بشكل طيب حتى الآن، وأن التدخل التركي يكون سريعا، في حال وجود أي مشاكل في هذه المناطق لضمان الاستقرار، والحفاظ على أمن السكان، مشيرا إلى أن ما يثار حول وجود خروقات للاتفاق، مجرد «بروباجندا»، تحاول تسويقها وترويجها عناصر «واي بي جي»، بهدف إثارة القلاقل، وإحداث الفوضى، لاستثمار ذلك لصالحها، لافتا إلى أن الجانب الروسي ملتزم حتى الآن بتعهداته وفقا لاتفاق «سوتشي»، وكذلك الجانب التركي متمسك بتنفيذ كافة الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان، بشفافية ووضوح. وشدد سعادة السفير فكرت أوزر، على أن الرؤية القطرية التركية واحدة، وهناك تفاهمات كبيرة بين الجانبين بشأن ضرورة حل الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، وأنهما حريصتان على ضمان وحدة واستقرار وسلامة التراب السوري، وعدم السماح بتنفيذ أي مخططات تستهدف التقسيم، لأن المستفيد الأول منه سوف تكون إسرائيل، التي تتربص بأراضي السوريين، من أجل خلق مناطق جديدة على نمط الجولان، لافتا إلى أن هذا مرفوض بشدة من الجانب التركي، وأن تقسيم وتفتيت الأراضي السورية، سوف يؤدي إلى عدم الاستقرار بالمنطقة، ويهدد أمن الدول المحيطة، ويسمح لعصابات ومنظمات إرهابية مثل «واي بي جي»، بأن يتمدد خطرها، خاصة أن هذه الجماعة التي لا يتجاوز تعدادها نسبة 10 بالمائة من السكان السوريين حاليا، تستولي على نحو ثلث أراضي سوريا في الوقت الراهن.الصلح خير ونوه سعادة السفير فكرت أوزر بأهمية الحوار، وإنجاح مسار المفاوضات لحل الأزمة السورية، قائلا: إن «الصلح خير»، ووقف نزيف دماء السوريين، خاصة بعد أن تحولت الساحة السورية، إلى ميدان لتصفية الحسابات الدولية، وفقا للمصالح والأهواء، موضحا أن الجمهورية التركية جهودها تتواصل، وبشكل دائم ومستمر، للوقوف بجانب السوريين ودعمهم، على المستوى الإنساني، والإغاثي، وتحتضن أراضي الأتراك نحو ثلاثة ونصف مليون سوري، وتقدم لهم كافة الخدمات الإنسانية، مطالبا المنظمات الأممية، وباقي دول العالم، القيام بالدور المطلوب منها، لوضع حد لهذه الأزمة التي طال أمدها، وتشكل خطرا كبيرا على المنطقة، التي تعاني الهشاشة بطبيعتها، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى نوايا صادقة من الجميع. وقد أشاد سعادة السفير فكرت أوزر، بالدور الذي تقوم به دولة قطر، وتنسيقها الدائم مع الجمهورية التركية، والتوافق في الرؤية المشتركة بين الجانبين، بشأن الحفاظ على وحدة سوريا، وسلامة أراضيها، وأن كلا من الدوحة، وأنقرة، تبذلان جهودا كبيرة ومخلصة من أجل التخفيف عن آلام الأشقاء السوريين، موضحا أن الدعم القطري مازال يتدفق، ويتواصل لإغاثة الشعب السوري، عبر الحدود والقنوات التركية، وكذلك عبر لبنان والأردن، بهدف تخفيف المعاناة عن السوريين. لافتا إلى أن كلا من دولة قطر، والجمهورية التركية، تتمسك بضرورة استمرار مسار مفاوضات جنيف، رغم ما يعتريه من عثرات، لوجود قناعة راسخة لدى الدولتين بأنه لا يوجد طريق آخر لحل الأزمة السورية، سوى الحل السياسي السلمي. ودعا سعادة السفير فكرت أوزر، قوى الائتلاف والمعارضة السورية، إلى ضرورة توحيد صفوفهم الداخلية، ونبذ الفرقة والخلافات، والابتعاد عن الانقسامات فيما بينهم، ووضع مصلحة سوريا، ووحدة ترابها، وعودة استقرارها، كأولوية أساسية، على حساب نظرة المصالح الخاصة الضيقة.كتب- محمد حربي