سمير البرغوثي
كاتب فلسطينيفي أول زيارة لبغداد عام 1967، كل شيء كان يتغنى بالعروبة.. الجيش العراقي العربي.. الدينار العربي.. عندما رحل الفلسطينيون من الكويت عام 1990 وانقطع مصدر الدخل عن طالبين يتيمين كانا يدرسان في الجامعة ولم يتمكنا من سداد أقساطهما بعثت أمهما برسالة تلوم فيها العراق فقام السفير العراقي بسداد أقساط الطالبين في السنوات الأربع.. وحين تخرجا ذهبا ليشكراه فقال: لا شكر على واجب من موظف عروبة يخدم قضية عربية.
الكاتب السعودي «عبدالمحسن حليت» نقل على صفحته خبرا يقول «بلغني نبأ مؤلم بوفاة السفير العراقي السابق ر. ع والحزن والألم لهما قصة..
في عام 1994م، كنت في روما مع صديق لي عراقي يعيش هناك.. اسمه يوسف.. دار حديث بيننا عن العروبة.. وذكر لي يوسف قصة خلاصتها.. أنه خلال احتدام الحرب الباردة بين جناحي البعث العراقي والسوري وصل إلى إحدى العواصم الأوروبية شابان سوريان للدراسة.. ومكثا بأحد الفنادق الصغيرة، لكنهما تعرضا لسرقة أموالهما، مما جعل صاحب الفندق يهددهما إذا لم يدفعا ما عليهما من مبالغ.. وعلم السفير العراقي في تلك العاصمة بالأمر، فذهب إلى الفندق ودفع من ماله الخاص ما عليهما من مستحقات للفندق، ثم أخذ الشابين إلى فندق آخر، وظل يدفع تكاليف إقامتهما إلى أن انتهت إجراءات الجامعة. بعد مدة من الزمن علمَتْ وزارة الخارجية في بغداد عن القصة.. وأرسلتْ إلى السفير استفسارا حول ما فعله.. خصوصا أنهما مواطنان سوريان، وكانت الرسالة كلها انتقاد ولوم حول هذا التصرف، فما كان من ذلك السفير إلا هذه الإجابة:
سعادة وكيل الوزارة المحترم..
إنني أدرك تماما الوضع الذي نحن عليه مع النظام السوري، وأنا كسفير ملتزم بكل اللوائح المعمول بها.. لكنني لم ولن أنسى أنني عربي.
فخلال فترة شغلي الرسمي كسفير لم أفعل شيئا تجاه المواطنين العربيين السوريين، وحين تنتهي ساعات العمل أعود مواطنا عربيا ووقوفي مع هذين الشابين كان ضمن وقتي وليس وقت العمل، والمال من جيبي فأنا يا زميلي العزيز موظف عند عروبتي قبل أن أكون موظفا عند حكومتي، وأنا على استعداد لتحمل كامل المسؤولية بما في ذلك استقالتي فوراً.
وجاءه الرد بعد أقل من ساعة وبخط يد رئيسه صدام حسين قائلا: بيض الله وجهك.
{ هذه الرسالة تأثرت بها كثيرا وهي من أجمل ما وصلني أنقلها هنا لجمال ما فيها من إخلاص للعروبة.. وإذا عز العرب عز الإسلام.
كاتب فلسطينيفي أول زيارة لبغداد عام 1967، كل شيء كان يتغنى بالعروبة.. الجيش العراقي العربي.. الدينار العربي.. عندما رحل الفلسطينيون من الكويت عام 1990 وانقطع مصدر الدخل عن طالبين يتيمين كانا يدرسان في الجامعة ولم يتمكنا من سداد أقساطهما بعثت أمهما برسالة تلوم فيها العراق فقام السفير العراقي بسداد أقساط الطالبين في السنوات الأربع.. وحين تخرجا ذهبا ليشكراه فقال: لا شكر على واجب من موظف عروبة يخدم قضية عربية.
الكاتب السعودي «عبدالمحسن حليت» نقل على صفحته خبرا يقول «بلغني نبأ مؤلم بوفاة السفير العراقي السابق ر. ع والحزن والألم لهما قصة..
في عام 1994م، كنت في روما مع صديق لي عراقي يعيش هناك.. اسمه يوسف.. دار حديث بيننا عن العروبة.. وذكر لي يوسف قصة خلاصتها.. أنه خلال احتدام الحرب الباردة بين جناحي البعث العراقي والسوري وصل إلى إحدى العواصم الأوروبية شابان سوريان للدراسة.. ومكثا بأحد الفنادق الصغيرة، لكنهما تعرضا لسرقة أموالهما، مما جعل صاحب الفندق يهددهما إذا لم يدفعا ما عليهما من مبالغ.. وعلم السفير العراقي في تلك العاصمة بالأمر، فذهب إلى الفندق ودفع من ماله الخاص ما عليهما من مستحقات للفندق، ثم أخذ الشابين إلى فندق آخر، وظل يدفع تكاليف إقامتهما إلى أن انتهت إجراءات الجامعة. بعد مدة من الزمن علمَتْ وزارة الخارجية في بغداد عن القصة.. وأرسلتْ إلى السفير استفسارا حول ما فعله.. خصوصا أنهما مواطنان سوريان، وكانت الرسالة كلها انتقاد ولوم حول هذا التصرف، فما كان من ذلك السفير إلا هذه الإجابة:
سعادة وكيل الوزارة المحترم..
إنني أدرك تماما الوضع الذي نحن عليه مع النظام السوري، وأنا كسفير ملتزم بكل اللوائح المعمول بها.. لكنني لم ولن أنسى أنني عربي.
فخلال فترة شغلي الرسمي كسفير لم أفعل شيئا تجاه المواطنين العربيين السوريين، وحين تنتهي ساعات العمل أعود مواطنا عربيا ووقوفي مع هذين الشابين كان ضمن وقتي وليس وقت العمل، والمال من جيبي فأنا يا زميلي العزيز موظف عند عروبتي قبل أن أكون موظفا عند حكومتي، وأنا على استعداد لتحمل كامل المسؤولية بما في ذلك استقالتي فوراً.
وجاءه الرد بعد أقل من ساعة وبخط يد رئيسه صدام حسين قائلا: بيض الله وجهك.
{ هذه الرسالة تأثرت بها كثيرا وهي من أجمل ما وصلني أنقلها هنا لجمال ما فيها من إخلاص للعروبة.. وإذا عز العرب عز الإسلام.