حمد حسن التميمي يعد مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم الرئيسية جدلية في علم الاجتماع بشكل عام والإنثربولوجيا بشكل خاص، إذ يمثل هذا المفهوم منبعاً من منابع الفكر الإنساني الذي أسهم منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا في مختلف جوانب الحضارة البشرية. ويختلف معنى الثقافة باختلاف استخدامها ووجهة نظر من يعرفها من المختصين، فهناك تباين ما بين إطلاق صفة الثقافة على الفرد، وإطلاق نفس الصفة على المجتمع، إلى جانب تعدد مصادر الثقافة وفروعها.
من بين أهم تعريفات الثقافة، التعريف المذكور في كتاب «الثقافة البدائية» لإدوارد تايلور الذي عدّها كلّاً ديناميكياً معقداً يشمل الفنون والمعارف والقوانين والمعتقدات والتقاليد والعادات التي اكتسبها الفرد من المجتمع بوصفه فرداً فيه، إلى جانب الفلسفة والأديان والأخلاق.
ومن أهم ما يميز ثقافة أي مجتمع، كونها تنتقل من جيل إلى آخر عبر التلقين والتربية بواسطة الأسرة والمدرسة والمعاهد والجامعات ودور العبادة. وبالتالي لا يمكن الفصل بين الثقافة والمجتمع، لأنهما يكملان بعضهما بعضاً، بمعنى أن كلاً منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به. فلا وجود للثقافة دون مجتمعات تحتضنها، ولا وجود لمجتمعات دون ثقافة تنظم مختلف جوانبها.
أما لو تحدثنا عن ارتباط الثقافة بالفرد، فنلاحظ أن صفة الثقافة ترتبط بالمعرفة، لهذا يعتبر الكُتّاب، والأدباء، والعلماء، والفنانون، ومن شاكلهم من النخبة المثقفة في المجتمع التي يُحترم صاحبها ويلقى قبولاً اجتماعياً، يجعله مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن الإسهام في تحسين المجتمع والنهوض بالثقافة والحضارة ككل، فضلاً عن تحمل مسؤولية هموم الناس الاجتماعية على وجه الخصوص. بمعنى آخر؛ كل مثقف يصبح دون أن يدري صاحب رسالة وقدوة للآخرين.
في العقود السابقة، كان لوصف المثقف وزن وقيمة كبيرة في حياتنا، أما اليوم فهناك عشرات الأشخاص الذين يدّعون الثقافة ويتعامل الواحد فيهم معها كما لو كانت سلعة أو منتجاً، وهو التاجر الذي يملك الأفضلية على غيره طالما يحتكرها لنفسه، ولا يجود بخيراتها إلا عندما يشاء!
أما الطامة الكبرى، فهي أنك تجده ينتقد هذا ويقزم ذاك، متفاخراً بنفسه كطاووس يزهو بريشه، كما يعتبر أنه دائماً وأبداً على صواب، وأنه ليس من حق أحد غيره الحديث عن الأمور الثقافية البتة، كأنه ألمّ بكل شيء في هذا العالم دوناً عن سواه. وإن طلب منه أن يجود ببعض ما عنده وأن يشارك عامة الناس ما انتفع به، تجده يتكبر ويتعالى كما لو أنه يخاطبهم من أعلى برجه العاجي، معتبراً جميع البشر أدنى منه مرتبة ومقاماً.
من هذا المنطلق، يجب أن ندرك جيداً أن الثقافة الحقيقية ليست محض علم ومعرفة وخبرات، بل هي مدى إسهام صاحبها في نمو المجتمع وأفراده، وإسهامه في مختلف الأصعدة، وحمله لهموم الناس.
لذا، ليس مثقفاً حقيقياً من يحتكر علمه، ويتعالى على الغير، ولا يقبل أن يسمع رأياً غير رأيه. ليس مثقفاً حقيقياً من يرفض مشاركة أفكاره ومعرفته، ويستخدم ما اكتسبه من علم ليبرز تفوقه على غيره، وينتقد فلاناً ويقزم علاناً حتى يبدو بمظهر العالم الذي لا مثيل له.
إن الثقافة كانت وما تزال ملكاً للجميع، ولا يحق لإنسان على وجه الارض أن يحتكرها لنفسه، لأنها بنت المجتمع، ونتاج التعاون المشترك بين البشر. لولا جهود من سبقونا، وتعاون الشعوب على مدار عقود مديدة لما وجد ذاك المثقف المتشدق المغرور علماً يكتسبه اليوم ليزيد من حصيلته المعرفية. إن العلوم كافة، والأدب والفنون وما شاكل ذلك، كلها نتاج البشرية جمعاء.
ولهذا كله، يجب أن يكون المثقف متواضعاً لا يتعالى على أحد، وأن يحمل على عاتقه مهمة التعبير عن هموم الناس، ومحاولة إصلاح المجتمع والنهوض به. المثقف الحقيقي هو المشكاة التي تنير دروب الآخرين، وليس تاجراً يحتكر بضاعته فيبيعها متى شاء، لأن الثقافة ليست حكراً على أحد، ولأن كل مثقف هو صاحب رسالة نبيلة يجب أن يعيش من أجلها وفي سبيلها.
من بين أهم تعريفات الثقافة، التعريف المذكور في كتاب «الثقافة البدائية» لإدوارد تايلور الذي عدّها كلّاً ديناميكياً معقداً يشمل الفنون والمعارف والقوانين والمعتقدات والتقاليد والعادات التي اكتسبها الفرد من المجتمع بوصفه فرداً فيه، إلى جانب الفلسفة والأديان والأخلاق.
ومن أهم ما يميز ثقافة أي مجتمع، كونها تنتقل من جيل إلى آخر عبر التلقين والتربية بواسطة الأسرة والمدرسة والمعاهد والجامعات ودور العبادة. وبالتالي لا يمكن الفصل بين الثقافة والمجتمع، لأنهما يكملان بعضهما بعضاً، بمعنى أن كلاً منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به. فلا وجود للثقافة دون مجتمعات تحتضنها، ولا وجود لمجتمعات دون ثقافة تنظم مختلف جوانبها.
أما لو تحدثنا عن ارتباط الثقافة بالفرد، فنلاحظ أن صفة الثقافة ترتبط بالمعرفة، لهذا يعتبر الكُتّاب، والأدباء، والعلماء، والفنانون، ومن شاكلهم من النخبة المثقفة في المجتمع التي يُحترم صاحبها ويلقى قبولاً اجتماعياً، يجعله مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن الإسهام في تحسين المجتمع والنهوض بالثقافة والحضارة ككل، فضلاً عن تحمل مسؤولية هموم الناس الاجتماعية على وجه الخصوص. بمعنى آخر؛ كل مثقف يصبح دون أن يدري صاحب رسالة وقدوة للآخرين.
في العقود السابقة، كان لوصف المثقف وزن وقيمة كبيرة في حياتنا، أما اليوم فهناك عشرات الأشخاص الذين يدّعون الثقافة ويتعامل الواحد فيهم معها كما لو كانت سلعة أو منتجاً، وهو التاجر الذي يملك الأفضلية على غيره طالما يحتكرها لنفسه، ولا يجود بخيراتها إلا عندما يشاء!
أما الطامة الكبرى، فهي أنك تجده ينتقد هذا ويقزم ذاك، متفاخراً بنفسه كطاووس يزهو بريشه، كما يعتبر أنه دائماً وأبداً على صواب، وأنه ليس من حق أحد غيره الحديث عن الأمور الثقافية البتة، كأنه ألمّ بكل شيء في هذا العالم دوناً عن سواه. وإن طلب منه أن يجود ببعض ما عنده وأن يشارك عامة الناس ما انتفع به، تجده يتكبر ويتعالى كما لو أنه يخاطبهم من أعلى برجه العاجي، معتبراً جميع البشر أدنى منه مرتبة ومقاماً.
من هذا المنطلق، يجب أن ندرك جيداً أن الثقافة الحقيقية ليست محض علم ومعرفة وخبرات، بل هي مدى إسهام صاحبها في نمو المجتمع وأفراده، وإسهامه في مختلف الأصعدة، وحمله لهموم الناس.
لذا، ليس مثقفاً حقيقياً من يحتكر علمه، ويتعالى على الغير، ولا يقبل أن يسمع رأياً غير رأيه. ليس مثقفاً حقيقياً من يرفض مشاركة أفكاره ومعرفته، ويستخدم ما اكتسبه من علم ليبرز تفوقه على غيره، وينتقد فلاناً ويقزم علاناً حتى يبدو بمظهر العالم الذي لا مثيل له.
إن الثقافة كانت وما تزال ملكاً للجميع، ولا يحق لإنسان على وجه الارض أن يحتكرها لنفسه، لأنها بنت المجتمع، ونتاج التعاون المشترك بين البشر. لولا جهود من سبقونا، وتعاون الشعوب على مدار عقود مديدة لما وجد ذاك المثقف المتشدق المغرور علماً يكتسبه اليوم ليزيد من حصيلته المعرفية. إن العلوم كافة، والأدب والفنون وما شاكل ذلك، كلها نتاج البشرية جمعاء.
ولهذا كله، يجب أن يكون المثقف متواضعاً لا يتعالى على أحد، وأن يحمل على عاتقه مهمة التعبير عن هموم الناس، ومحاولة إصلاح المجتمع والنهوض به. المثقف الحقيقي هو المشكاة التي تنير دروب الآخرين، وليس تاجراً يحتكر بضاعته فيبيعها متى شاء، لأن الثقافة ليست حكراً على أحد، ولأن كل مثقف هو صاحب رسالة نبيلة يجب أن يعيش من أجلها وفي سبيلها.