+ A
A -
محمد هنيد
أستاذ محاضر بجامعة السوربون باستثناء الحرب المشتعلة في أوكرانيا فإن المنطقة العربية تكاد تكون الجبهة الوحيدة المشتعلة على الدوام وهو الأمر الذي لم يتوقف منذ عقود. في اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين والعراق... لا تكاد لغة السلاح والرصاص لتسكن إلا لتعاود الظهور أشد قسوة وعنفا. الملاحظ في هذا المشهد أن هذه الصراعات في أغلبها باستثناء فلسطين هي صراعات داخلية ناجمة عن عنف إقليمي متبادل بمعنى أنها صراعات وحروب مسلحة تحمل أسبابها وشروطها من الداخل لا من الخارج.
في المقابل لا تتوقف مساعي السلام والمفاوضات والوساطات لكنها تتجه أكثر هذه المرّة إلى التفاوض مع المحتل الأجنبي بدل التفاوض مع الإخوة الأشقاء لنزع فتيل الحرب والتقاتل. من جهة مقابلة لا تعدو هذه المبادرات أن تكون اجترارا لتجارب سابقة لم تُجدِ نفعا ولا هي حققت سلاما حقيقيا ينزع فتيل الأزمات ويوقف وتيرة التصعيد.
في المغرب العربي كذلك لا تتوقف وتيرة التصعيد بين الجيران وكذا الأمر على أكثر من جبهة أخرى في الوقت الذي يمكن لهذه القوى أن تحقق مصالح مضاعفة من خيار الحوار والتضامن والتنسيق. تملك المنطقة من الثروات والقوى البشرية ما يؤهّلها لتحقق أعلى درجات الرفاه لشعوبها ومجتمعاتها لكنها لم تندرج في هذا الخيار بل آثرت المحافظة على السلطة بالتحالف مع المشاريع الخارجية.
هذا الخيار الإقليمي باستثناءات قليلة جدا هو الخيار السائد لكنّه لن يكون قابلا للمواصلة على المدى البعيد لأنّ التحالفات الدولية وتغيّر موازين القوى لن يسمح بتواصل نفس الأنساق السياسية في سياق متغيّر. بناء عليه لن يكون حوار الأشقاء على أسس سليمة خيارا ظرفيا بل سيكون مسألة وجود لأن التكتلات القادمة لن تكون في صالح دول المنطقة العربية ولا في صالح أنظمتها السياسية.
أمّا المبادرات الظرفية والتحالفات المصلحيّة المؤقتة وعمليات التجميل التي لا تتوقف فإنها ستصطدم اليوم أو غدا بتحولات الواقع الجديد التي لا ترحم. لا يمكن أن تكون خيارات السلم والبناء ممكنة دون إرادة حقيقية ودون تضحيات مؤلمة تُلغي الأنا المتضخمة وتقفز فوق المصلحة الخاصة لتستهدف مصلحة الأمة وشعوبها على المدى البعيد. .على أنقاض الحرب في أوكرانيا سيتشكّل ميزان دولي جديد يؤسس لطور جديد في العلاقات بين الدول وهو الطور الذي يدرك أنّ الحروب بما فيها الحروب الكبرى لم تنته وأنها ممكنة الحدوث في كل زمان ومكان. .لم يعد السلم العربيّ ترفا وطنيا بل هو شرط الخروج من زمن التابع إلى طور القدرة على البناء والنهوض.
أستاذ محاضر بجامعة السوربون باستثناء الحرب المشتعلة في أوكرانيا فإن المنطقة العربية تكاد تكون الجبهة الوحيدة المشتعلة على الدوام وهو الأمر الذي لم يتوقف منذ عقود. في اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين والعراق... لا تكاد لغة السلاح والرصاص لتسكن إلا لتعاود الظهور أشد قسوة وعنفا. الملاحظ في هذا المشهد أن هذه الصراعات في أغلبها باستثناء فلسطين هي صراعات داخلية ناجمة عن عنف إقليمي متبادل بمعنى أنها صراعات وحروب مسلحة تحمل أسبابها وشروطها من الداخل لا من الخارج.
في المقابل لا تتوقف مساعي السلام والمفاوضات والوساطات لكنها تتجه أكثر هذه المرّة إلى التفاوض مع المحتل الأجنبي بدل التفاوض مع الإخوة الأشقاء لنزع فتيل الحرب والتقاتل. من جهة مقابلة لا تعدو هذه المبادرات أن تكون اجترارا لتجارب سابقة لم تُجدِ نفعا ولا هي حققت سلاما حقيقيا ينزع فتيل الأزمات ويوقف وتيرة التصعيد.
في المغرب العربي كذلك لا تتوقف وتيرة التصعيد بين الجيران وكذا الأمر على أكثر من جبهة أخرى في الوقت الذي يمكن لهذه القوى أن تحقق مصالح مضاعفة من خيار الحوار والتضامن والتنسيق. تملك المنطقة من الثروات والقوى البشرية ما يؤهّلها لتحقق أعلى درجات الرفاه لشعوبها ومجتمعاتها لكنها لم تندرج في هذا الخيار بل آثرت المحافظة على السلطة بالتحالف مع المشاريع الخارجية.
هذا الخيار الإقليمي باستثناءات قليلة جدا هو الخيار السائد لكنّه لن يكون قابلا للمواصلة على المدى البعيد لأنّ التحالفات الدولية وتغيّر موازين القوى لن يسمح بتواصل نفس الأنساق السياسية في سياق متغيّر. بناء عليه لن يكون حوار الأشقاء على أسس سليمة خيارا ظرفيا بل سيكون مسألة وجود لأن التكتلات القادمة لن تكون في صالح دول المنطقة العربية ولا في صالح أنظمتها السياسية.
أمّا المبادرات الظرفية والتحالفات المصلحيّة المؤقتة وعمليات التجميل التي لا تتوقف فإنها ستصطدم اليوم أو غدا بتحولات الواقع الجديد التي لا ترحم. لا يمكن أن تكون خيارات السلم والبناء ممكنة دون إرادة حقيقية ودون تضحيات مؤلمة تُلغي الأنا المتضخمة وتقفز فوق المصلحة الخاصة لتستهدف مصلحة الأمة وشعوبها على المدى البعيد. .على أنقاض الحرب في أوكرانيا سيتشكّل ميزان دولي جديد يؤسس لطور جديد في العلاقات بين الدول وهو الطور الذي يدرك أنّ الحروب بما فيها الحروب الكبرى لم تنته وأنها ممكنة الحدوث في كل زمان ومكان. .لم يعد السلم العربيّ ترفا وطنيا بل هو شرط الخروج من زمن التابع إلى طور القدرة على البناء والنهوض.