حمد حسن التميميرغم أننا ننشد الكمال، إلا أننا كنا وسنبقى خطائين مهما بذلنا من جهد وسعينا إلى المثالية. فلقد خلقنا لنتعلم من زلاتنا ونكون نسخة أفضل من أنفسنا، وهذا هو حال كل إنسان على وجه الأرض. لا ملائكة بيننا، وإنما فقط بشر يتيهون وسط الطريق، بعضهم من يجد المخرج الصحيح، وبعضهم الآخر يمضي في غياهب المجهول. لكن الحقيقة الثابتة التي لن تتغير حتى آخر الدهر، هي أننا جميعاً لسنا مثاليين ولا قريبين حتى من الكمال، ففي حياة كل منا عثرات ونقاط ضعف وأخطاء على طول الطريق.
مع ذلك كله، يبدو أن كثيراً منا يجهلون تلك الحقيقة أو يتجاهلونها، فيحاسبون أنفسهم حساباً عسيراً على كل صغيرة وكبيرة، ويصل الأمر بكثير منهم إلى محاسبة الآخرين على أتفه التصرفات، وكأنهم يطالبون ذواتهم وذوات الغير بأن تكون مثالية إلى أبعد الحدود.
ولأن هذا المطلب غير صحيح، فإنك ترى كثيراً من الأشخاص يعلقون في دائرة مفرغة من تأنيب الضمير والندم على ما فات، وآخرون يهجرون أحبتهم لخطأ صغير يبدر عن أحدهم، وكأن كل لحظات الماضي الجميل التي قضوها بصحبتهم ذهبت في مهب الرياح.
يكفي أن تخطأ لمرة واحدة أو ترتكب حماقة في موقف ما مع أحد أولئك الذين ينشدون الكمال في أنفسهم وعلاقاتهم بالآخرين، حتى تخسر أشخاصاً ربما أمضيت معهم سنوات طوال وكأن شيئاً لم يكن بينكما من قبل.
إن هذا الأمر يحدث على أساس يومي، فعلاقات عديدة تنتهي بسبب زلة واحدة ارتكبت بحق أحد الطرفين، لينسى كل حسنات الطرف الآخر ومواقفه الجميلة في الماضي، وكأنه يتنكر للجميل ويلقي كل شيء جمعه به في سلة المهملات.
في الوقت الذي نتخلى فيه عن شخص تربطنا به علاقة وطيدة لخطأ واحد بسيط ارتكبه بحقنا، فإننا في الحقيقة نتخلى عن أنفسنا. فلو نظرنا إلى الماضي لوجدنا أننا ندين برد الجميل لمن رافقنا وكان سنداً لنا لوقت طويل، فكيف تسمح ضمائرنا بنسيان تلك المواقف النبيلة التي بدرت من طرف الشخص الذي لطالما أحببناه!
من هذا المنطلق، علينا أن ندرك أولاً وقبل أي شيء أننا متشابهون إلى حد كبير، فجميعنا نرتكب الأخطاء على امتداد حياتنا بأكملها، ولا وجود لإنسان في التاريخ لم يرتكب الحماقات ويتعثر خلال سنين حياته مرات ومرات.
أما الفرق بين إنسان وآخر، فهو ما إذا كان سيستفيد من أخطائه وعثراته أم سيكررها مرة ثانية وثالثة إلى ما لا نهاية. وبالتالي، فنحن سواسية، لا أحد منا أفضل من أحد، وكلنا نسير على نفس الطريق.
لهذا، لا تكن قاسياً في حكمك على الناس من حولك، ولا تجعل موقفاً بسيطاً يكون سبباً في إنهاء علاقة دامت لعقود على المحبة والاحترام، ولا تكن كما قاضٍ لا ضمير له، فلا يرحم أحداً، ويوقع أقسى العقوبات دون أن ينظر في الأسباب ويراعي الظروف ويرأف بحال من يستحق.
إذا أساء لك شخص تحبه، فانظر قبل كل شيء ما إذا كان الفعل مقصوداً أو غير مقصود، وما الأسباب الكامنة وراءه. اجلس إليه وصارحه وعاتبه قبل أن تتخذ أي قرار. سامح واغفر لمن جمعتك بهم أواصر المحبة. هذا لا يعني أن تكون لينا فتعصر، لكنه يعني في الوقت ذاته ألا تكون قاسياً فتكسر.
إن الحياة لا تستقيم من دون الأحبة والأصدقاء الأوفياء. فلا تسمح لعائق بسيط أن يجعلك تتنكر للجميل والعطايا الماضية، وكن متسامحاً عندما تقتضي الحاجة، والتمس لأخيك ألف عذر وعذر، فجل من لا يسهو.
مع ذلك كله، يبدو أن كثيراً منا يجهلون تلك الحقيقة أو يتجاهلونها، فيحاسبون أنفسهم حساباً عسيراً على كل صغيرة وكبيرة، ويصل الأمر بكثير منهم إلى محاسبة الآخرين على أتفه التصرفات، وكأنهم يطالبون ذواتهم وذوات الغير بأن تكون مثالية إلى أبعد الحدود.
ولأن هذا المطلب غير صحيح، فإنك ترى كثيراً من الأشخاص يعلقون في دائرة مفرغة من تأنيب الضمير والندم على ما فات، وآخرون يهجرون أحبتهم لخطأ صغير يبدر عن أحدهم، وكأن كل لحظات الماضي الجميل التي قضوها بصحبتهم ذهبت في مهب الرياح.
يكفي أن تخطأ لمرة واحدة أو ترتكب حماقة في موقف ما مع أحد أولئك الذين ينشدون الكمال في أنفسهم وعلاقاتهم بالآخرين، حتى تخسر أشخاصاً ربما أمضيت معهم سنوات طوال وكأن شيئاً لم يكن بينكما من قبل.
إن هذا الأمر يحدث على أساس يومي، فعلاقات عديدة تنتهي بسبب زلة واحدة ارتكبت بحق أحد الطرفين، لينسى كل حسنات الطرف الآخر ومواقفه الجميلة في الماضي، وكأنه يتنكر للجميل ويلقي كل شيء جمعه به في سلة المهملات.
في الوقت الذي نتخلى فيه عن شخص تربطنا به علاقة وطيدة لخطأ واحد بسيط ارتكبه بحقنا، فإننا في الحقيقة نتخلى عن أنفسنا. فلو نظرنا إلى الماضي لوجدنا أننا ندين برد الجميل لمن رافقنا وكان سنداً لنا لوقت طويل، فكيف تسمح ضمائرنا بنسيان تلك المواقف النبيلة التي بدرت من طرف الشخص الذي لطالما أحببناه!
من هذا المنطلق، علينا أن ندرك أولاً وقبل أي شيء أننا متشابهون إلى حد كبير، فجميعنا نرتكب الأخطاء على امتداد حياتنا بأكملها، ولا وجود لإنسان في التاريخ لم يرتكب الحماقات ويتعثر خلال سنين حياته مرات ومرات.
أما الفرق بين إنسان وآخر، فهو ما إذا كان سيستفيد من أخطائه وعثراته أم سيكررها مرة ثانية وثالثة إلى ما لا نهاية. وبالتالي، فنحن سواسية، لا أحد منا أفضل من أحد، وكلنا نسير على نفس الطريق.
لهذا، لا تكن قاسياً في حكمك على الناس من حولك، ولا تجعل موقفاً بسيطاً يكون سبباً في إنهاء علاقة دامت لعقود على المحبة والاحترام، ولا تكن كما قاضٍ لا ضمير له، فلا يرحم أحداً، ويوقع أقسى العقوبات دون أن ينظر في الأسباب ويراعي الظروف ويرأف بحال من يستحق.
إذا أساء لك شخص تحبه، فانظر قبل كل شيء ما إذا كان الفعل مقصوداً أو غير مقصود، وما الأسباب الكامنة وراءه. اجلس إليه وصارحه وعاتبه قبل أن تتخذ أي قرار. سامح واغفر لمن جمعتك بهم أواصر المحبة. هذا لا يعني أن تكون لينا فتعصر، لكنه يعني في الوقت ذاته ألا تكون قاسياً فتكسر.
إن الحياة لا تستقيم من دون الأحبة والأصدقاء الأوفياء. فلا تسمح لعائق بسيط أن يجعلك تتنكر للجميل والعطايا الماضية، وكن متسامحاً عندما تقتضي الحاجة، والتمس لأخيك ألف عذر وعذر، فجل من لا يسهو.