الاشتباكات التي اندلعت صباح السبت في العاصمة طرابلس وقعت بين قوة تتبع عماد الطرابلسي بمساندة عناصر يتبعون عبدالغني الككلي وبين أفراد يدينون بالولاء لهيثم التاجوري.والاستنباط الأول لهذه المواجهات هو الحالة المائعة للكتائب التي تأتمر بأوامر أشخاص والذين عادة ما يتغير اصطفافهم لأسباب في الغالب تكون مصلحية بحتة، فهيثم تمتع بحماية ودعم عبدالغني الككلي بعد رجوعه للعاصمة العام الماضي، وها هو يتلقى الضربات من حليفه لاعتقاد لدى الكتائب الداعمة لعبدالحميد الدبيبة وقوة عبدالغني الككلي في مقدمتها أن هيثم اقترب من جبهة فتحي باشاغا.تطورت الأحداث بتحرك قوات موالية لباشاغا من مصراتة شرقي العاصمة ومن الزاوية وورشفانة غربيها وجنوب غربيها، لتتسع رقعة الاشتباكات التي لم تدم إلا ساعات قليلة ولتنتهي إلى ما يمكن اعتباره نصر للمدافعين وفشل المهاجمين، على الأقل في هذه الجولة. ووفقا لبعض المصادر، فإن المواجهات اندلعت بسبب تعرض آليات تابعة لعماد الطرابلسي، المنحاز للدبيبة، لوابل من الرصاص من قبل نقطة استيقاف لعناصر يتبعون التاجوري، ما يعني أن هيثم التاجوري ربما أراد تفجير الوضع لتهيئة الوضع لدخول القوات الموالية لباشاغا للعاصمة. ردود الفعل تطورت إلى سيطرة القوة التابعة لعبد الغني الككلي على المواقع الحيوية التابعة للتاجوري في طرابلس، وبهذا يمكن القول إن تحركات قوات «اغنيوة» كانت محسوبة وفي اتجاه إخراج كل من يشتبه بموالاتهم لباشاغا من العاصمة حتى لا يكون ظهرها مكشوفا للطعن من الخلف. سير العمليات العسكرية حتى الآن يؤكد أن ما وقع من جهة باشاغا والقوات الموالية له لم يكن مدروسا بدقة، فالعملية كانت مرتبكة ولم تصمد أمام المقاومة من داخل العاصمة، ويبدو أن سلاح الطيران فعل فعله في دفع المهاجمين إلى الانسحاب، فالنتائج معلومة سلفا في حال أصر المهاجمون على التقدم، فالطيران المسير كسر شوكة الفاغنر الأكثر جاهزية قتالية وحيَّد منصات الدفاع الجوي الروسية المتطورة خلال الهجوم على طرابلس العام 2019-2020م.بناء عليه، فإنه يمكن القول إن التعويل على عملية محدودة تمكن باشاغا من السيطرة على العاصمة لم تنجح خاصة بعد الضربة الاستباقية الموجعة التي حيدت حلفاءه في الداخل، تفجير الوضع من خلال عملية عسكرية واسعة ربما كان غايته دفع أطراف محلية وخارجية إلى التدخل لتسوية الوضع سلميا بحيث يضمن باشاغا مقعدا على طاولة الحوار وهو في وضع تفاوضي مريح، وهذا ما لم يتحقق في هذه الجولة. عربي 21