+ A
A -
حمد حسن التميميرغم تشابهنا كبشر بسمات وصفات عديدة، إلا أن كل واحد فينا يختلف عن الآخر تماماً، فلا يوجد اثنان على وجه الأرض متطابقان بشكل تام مهما تشابها. ومن جوانب الاختلاف بين الناس هي الشخصية، فلكل إنسان شخصيته المتفردة التي يمتاز بها عمن سواه، والتي تشكل ماهيته وتعبر عن ذاته.
ولدى اليابانيين نظرية مثيرة للاهتمام تم تجسيدها من خلال منحوتة شهيرة تعد كنزاً وطنيّاً في اليابان على شكل ثلاثة رؤوس، تقول بأن لكل شخص فينا ثلاثة وجوه: الوجه الأول هو الذي تظهره للعالم من حولك، والثاني هو الذي تظهره لعائلتك ولأصدقائك المقربين، أما الثالث فهو الذي تمتنع عن إظهاره أمام أي أحد، ويعتبر بمثابة الانعكاس الحقيقي لمن أنت عليه في الواقع.
وترمز كلمة «الوجه» إلى الشخصية في نظرية الوجوه الثلاثة. وبالتالي فللناس شخصيات تختلف عن بعضها البعض. وما نفعله كل يوم هو أننا نرتدي باستمرار الوجه الأول والثاني على وجه الخصوص حتى نخدع العالم، ونحظى بقبول الآخرين لنا، ونتمكن من السير مع التيار وتحقيق ما نصبو إليه، في وقت أصبح من العسير أن تُظهر فيه ذاتك كما هي مجردة من كل الأقنعة التي يريدك المجتمع ويدفعك رغماً عنك إلى ارتدائها.
إن النظرية اليابانية تشير إلى أننا في الماضي والحاضر وحتى المستقبل على الأرجح، لن نتمكن من إظهار ذواتنا الحقيقية للجميع. لكن مع ذلك كله، فإن كشفك عن كل وجه من هذه الوجوه الثلاثة يميط اللثام عن جوانب مختلفة من شخصيتك، ويساعدك على فهم ذاتك أكثر، وبالتالي العيش بسعادة وسلام داخلي أكبر.
لكن ما يزيد في تعميق المشكلة ويجعل الغالبية العظمى من البشر يدخلون في دوامة الشخصيات الثلاث، هو التقدم الحضاري والتطور التكنولوجي الذي بفضله نحيا حياة رغيدة اليوم بكل ما فيها من تقنيات حديثة ووسائل راحة، والذي في الوقت نفسه جعل الركض خلف المال أولوية قصوى في حياتنا، في حين كنا في الماضي القريب نولي اهتماماً لأشياء أخرى كثيرة، مثل العائلة والتثقيف الذاتي، والقراءة بهدف اكتساب المعرفة والعلم، وتشجيع الثقافة في مختلف النواحي، ودعم الفن الأصيل وأصحابه.
أما اليوم، فقد فرض الواقع الجديد متطلبات جديدة أصبح من الصعب مواكبتها في ظل التداعيات الاقتصادية التي طالت العالم أجمع. وهو ما شجع الكثير من الناس إلى مخالفة شخصياتهم الحقيقية أكثر من ذي قبل، في سبيل الاندماج في مجتمع لم يعد يعترف بالقيم الأخلاقية كما كان يفعل سابقاً. وهو ما اضطر الكثيرين إلى ارتداء الأقنعة حتى يخفوا هويتهم الأصلية بعيداً عن الآخرين، ويتمكنوا من مسايرة التيار السائد.
لكن بغض النظر عن العصر الذي نعيش فيه وتحدياته، يظل كل إنسان يخفي هويته الحقيقية يعاني انفصاماً ذاتيّاً وشعوراً بالضياع لا يمكن أن يتغلب عليه إلا إذا حاول جاهداً أن يكون كما هو، لا كما يريده الآخرون والمجتمع من حوله.
صحيح أنك بحاجة إلى إخفاء بعض من أفكارك وقيمك أحياناً حتى لا ينفر الناس منك وتواجه معارضة شديدة مؤذية، لكن هذا لا يعني أبداً أن تتخلى عن المبادئ السامية وتفعل ما يخالف توجهاتك ومعتقداتك التي تؤمن بها.
حاول قدر المستطاع، ألا تدفن شخصيتك الحقيقية حتى تحيا حياة متوازنة سعيدة، فلا شيء أصعب من تقمص شخصية لست عليها بغض النظر عن السبب. كن كما أنت، وسيحبك كثير من الناس ولو بعد حين، فالطيور على أشكالها تقع.
واعلم أنه رغم كل ما يحدث حولنا، إلا أن هناك أناساً موجودين بيننا اليوم يرفضون ارتداء الأقنعة، ويظهرون ما في قلوبهم وعقولهم بشفافية وصدق دون مخافة أحد، أو الاكتراث لرأي فلان أو علان. فكن كما أنت دون مواربة.
ولدى اليابانيين نظرية مثيرة للاهتمام تم تجسيدها من خلال منحوتة شهيرة تعد كنزاً وطنيّاً في اليابان على شكل ثلاثة رؤوس، تقول بأن لكل شخص فينا ثلاثة وجوه: الوجه الأول هو الذي تظهره للعالم من حولك، والثاني هو الذي تظهره لعائلتك ولأصدقائك المقربين، أما الثالث فهو الذي تمتنع عن إظهاره أمام أي أحد، ويعتبر بمثابة الانعكاس الحقيقي لمن أنت عليه في الواقع.
وترمز كلمة «الوجه» إلى الشخصية في نظرية الوجوه الثلاثة. وبالتالي فللناس شخصيات تختلف عن بعضها البعض. وما نفعله كل يوم هو أننا نرتدي باستمرار الوجه الأول والثاني على وجه الخصوص حتى نخدع العالم، ونحظى بقبول الآخرين لنا، ونتمكن من السير مع التيار وتحقيق ما نصبو إليه، في وقت أصبح من العسير أن تُظهر فيه ذاتك كما هي مجردة من كل الأقنعة التي يريدك المجتمع ويدفعك رغماً عنك إلى ارتدائها.
إن النظرية اليابانية تشير إلى أننا في الماضي والحاضر وحتى المستقبل على الأرجح، لن نتمكن من إظهار ذواتنا الحقيقية للجميع. لكن مع ذلك كله، فإن كشفك عن كل وجه من هذه الوجوه الثلاثة يميط اللثام عن جوانب مختلفة من شخصيتك، ويساعدك على فهم ذاتك أكثر، وبالتالي العيش بسعادة وسلام داخلي أكبر.
لكن ما يزيد في تعميق المشكلة ويجعل الغالبية العظمى من البشر يدخلون في دوامة الشخصيات الثلاث، هو التقدم الحضاري والتطور التكنولوجي الذي بفضله نحيا حياة رغيدة اليوم بكل ما فيها من تقنيات حديثة ووسائل راحة، والذي في الوقت نفسه جعل الركض خلف المال أولوية قصوى في حياتنا، في حين كنا في الماضي القريب نولي اهتماماً لأشياء أخرى كثيرة، مثل العائلة والتثقيف الذاتي، والقراءة بهدف اكتساب المعرفة والعلم، وتشجيع الثقافة في مختلف النواحي، ودعم الفن الأصيل وأصحابه.
أما اليوم، فقد فرض الواقع الجديد متطلبات جديدة أصبح من الصعب مواكبتها في ظل التداعيات الاقتصادية التي طالت العالم أجمع. وهو ما شجع الكثير من الناس إلى مخالفة شخصياتهم الحقيقية أكثر من ذي قبل، في سبيل الاندماج في مجتمع لم يعد يعترف بالقيم الأخلاقية كما كان يفعل سابقاً. وهو ما اضطر الكثيرين إلى ارتداء الأقنعة حتى يخفوا هويتهم الأصلية بعيداً عن الآخرين، ويتمكنوا من مسايرة التيار السائد.
لكن بغض النظر عن العصر الذي نعيش فيه وتحدياته، يظل كل إنسان يخفي هويته الحقيقية يعاني انفصاماً ذاتيّاً وشعوراً بالضياع لا يمكن أن يتغلب عليه إلا إذا حاول جاهداً أن يكون كما هو، لا كما يريده الآخرون والمجتمع من حوله.
صحيح أنك بحاجة إلى إخفاء بعض من أفكارك وقيمك أحياناً حتى لا ينفر الناس منك وتواجه معارضة شديدة مؤذية، لكن هذا لا يعني أبداً أن تتخلى عن المبادئ السامية وتفعل ما يخالف توجهاتك ومعتقداتك التي تؤمن بها.
حاول قدر المستطاع، ألا تدفن شخصيتك الحقيقية حتى تحيا حياة متوازنة سعيدة، فلا شيء أصعب من تقمص شخصية لست عليها بغض النظر عن السبب. كن كما أنت، وسيحبك كثير من الناس ولو بعد حين، فالطيور على أشكالها تقع.
واعلم أنه رغم كل ما يحدث حولنا، إلا أن هناك أناساً موجودين بيننا اليوم يرفضون ارتداء الأقنعة، ويظهرون ما في قلوبهم وعقولهم بشفافية وصدق دون مخافة أحد، أو الاكتراث لرأي فلان أو علان. فكن كما أنت دون مواربة.