+ A
A -
أصيب عشرات الفلسطينيين أمس إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في باحات المسجد الأقصى المبارك، الذي اقتحمته قوات كبيرة من جيش الاحتلال عقب صلاة الفجر، وأطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط تجاه المصلين.
ما يجري اليوم من استباحة للمسجد الأقصى بشكل عام وتدنيس للمسجد القبلي وتحطيم نوافذه واقتحامه بالأحذية، هو استهتار فادح بمقدسات المسلمين جميعا، وهو أيضا دفع باتجاه حرب دينية، يتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك سريعا لمنعها عبر الوقوف أمام التزاماته السياسية والقانونية والحقوقية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للابتعاد عن المسجد الأقصى وعدم انتهاك قدسيته وحرمته.
إن دخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وبمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، وعلى الجهات الدولية الفاعلة التدخل بشكل فوري وحاسم لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
تدرك قوات الاحتلال الإسرائيلية، ويدرك المستوطنون أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لهم بالاستفراد بالمسجد الأقصى، وسيدافع عنه مهما كلف الأمر، وسوف تكون إسرائيل واهمة للغاية إن هي اعتقدت أن الفلسطينيين يقفون بمفردهم في هذا الصراع، فهو كان وسيبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين جميعا، وما يفعله الاحتلال وقطعان المستوطنين لن ينجح على الإطلاق في تهويد المقدسات الإسلامية، وكل ما سيحدث هو تفجير حرب واسعة جديدة ما لم يتحرك المجتمع الدولي والدول التي تملك نفوذا لدى تل أبيب، من أجل إجبارها على الكف عن انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية، فما نراه من اعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية، يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها وعن تداعياتها عبر إشعال نيران الحقد والكراهية، والدفع باتجاه مواجهة شاملة، سوف يخطئ إن اعتقد أنها ستكون كافية لتهويد القدس الشريف.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
16/04/2022
586