سمير البرغوثي
كاتب فلسطيني
سلاحهم صدور عارية وقلوب شجاعة، مخبتة، وجلة، عامرة بالإيمان وحب فلسطين، وبسواعد فتية، وأرواح ارتقت في سموها إلى جلالة الشهادة. من أجل وطن قدمته بريطانيا للصهيونية العالمية، اثنان وثلاثون شهيدا من بداية رمضان 2022 حتى أمس من خريجي الجامعات المؤهلين حملوا أرواحهم على الأكف مبتسمين للالتحاق بأكثر من 100 ألف شهيد روت دماؤهم أرض فلسطين منذ عام 1948 عام النكبة حتى اليوم.
أولئك شهداء عبدوا الطريق ومن أجلهم أقيمت أمسيات شعرية في العواصم العربية. ففي أمسية في دمشق قال الملهم المعلم مظفر النواب عام 2004 وفيما سنابك الأميركان تدك بغداد والمؤامرة تزحف إلى ليبيا ودمشق وعينه على نووي باكستان وشهداء فلسطين يقدمون أرواحهم ونعش الشهيد يخترق الصفوف مسرعا للقاء حوريته.. قال:
بِحار من العز والياسمين
تموج بنعش الشهيد
ثبات ملامحه روح نسر
وثَمّ التفات صغير بعينيه
صوب الحقول
وفي شفتيه كأن النشيد
بهي وقد لف
بالعلم الوطني وبالدم
يا أمه زغردي
في زمان سيأتي
وإن كان بعيد
وما بين عينيه
المغمضتين قليلا
بريد مع الله
ويأتي صغار حفاة إلى قبره
يدرسون علوم السلاح..
لشعب تعلم فيه القبور
كذلك علم السلاح
لشعب سعيد
ويربِّت طفل صغير على القبر
في فرح في انتظارك بعد الجلوس
لنلعب في ساحة الوطن العربي.