تتفاوت الإصابات اليومية بفيروس «كوفيد - 19» في قطر بشكل ملحوظ، وهذا يؤشر إلى وجود حالة من التراخي بين البعض ممن اعتقدوا أن تخفيف الإجراءات والتدابير الاحترازية، إشارة إلى انتهاء هذا الفيروس والقضاء على الجائحة، لكن الأمر ليس على هذا النحو، لا في قطر ولا في أي منطقة من العالم، بدليل عودة انتشار هذا الفيروس في الصين التي سجلت سبع وفيات جديدة لترتفع الحصيلة الرسمية للمتوفين بالمرض إلى عشرة، وذلك بعد تسجيل مئات الآلاف من الإصابات في مدينة شنغهاي خلال إغلاق استمر لأسابيع.
لقد اجتازت قطر ذروة الموجة الثالثة من الجائحة، حيث يتواصل انخفاض أعداد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس المسجلة يوميا، وهنا لابد من الإشادة بالدعم الذي قدمه المجتمع، من خلال الالتزام بالقيود الاحترازية الحكومية والتدابير الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد - 19»، بالإضافة إلى معدلات التطعيم المرتفعة، حيث شكل كل ذلك عاملا حاسما ساعد في الوصول لهذه المرحلة واستقرار أعداد الإصابات اليومية الجديدة.
ومع ذلك، وبسبب تفاوت أعداد الإصابات اليومية المسجلة، لابد من توخي الحذر ومواصلة الالتزام بالقيود والتدابير الاحترازية، واتخاذ التدابير الوقائية، والانتباه إلى احتمال العدوى، لأن الكشف المبكر عن المرض يسهل الحصول على العلاج المناسب، ويزيد فرص الشفاء منه.
حتى الآن تم إعطاء «6.7» مليون جرعة من اللقاحات، كما تم إعطاء «1.5» مليون جرعة من اللقاحات المعززة حتى اليوم، ووصلت نسبة السكان الذين تلقوا تطعيمهم بالكامل بجرعتي اللقاح إلى «89 %»، وهي من أعلى النسب عالميا، وإذا أضفنا إليها الإجراءات والتدابير الاحترازية المعتمدة، فإن استمرار تسجيل إصابات يعني وجود قدر من التراخي لابد من مواجهته في سبيل التخلص الكامل من هذه الجائحة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الإصابات المسجلة في الساعات الأخيرة كانت ضمن المجتمع، حيث لم يتم تسجيل أية حالات ضمن المسافرين، فإن هذا يؤكد فكرة وجود بعض التراخي غير المبرر على الإطلاق.
بقلم: رأي الوطن