+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب فلسطيني
شاهدهم العالم وهم يحملون أرواحهم على الأكف يقتحمون بوابات الأقصى مندفعين بقوة إلى باحاته لمنع قطعان المستوطنين من اقتحام المسجد.. آلاف الشباب جاؤوا من أكناف بيت المقدس للدفاع عن قدسية المكان وشرعية الانتماء للطائفة التي ذكرها رسول الله في حديثه الشريف:
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»
وكان أبو عمار يضيف له شهداء بالملايين.. وأتمنى على قادة السلطة ممن لديهم تصاريح دخول للاقصى أن يهبوا.. لكن للأسف جيل الثورة الذي كان ينادي الملايين العربية لنصرة الثورة في بيروت حين عاد إلى الوطن قانعا.. خانعا بما ناله من قسط راحه وثراء وفيلا وسيارة ونساء.. قال مالي ومال القدس.. بل مالي ومال غزة..
إن الأمل في هذه الطائفة التي اندفعت كالبركان من فوهة بوابات الأقصى الثماني الرحمة والسلسة والعمود حين رضخوا للمارد الشعب الذي جاء ليقول نحن الحماة الشرعيين للأقصى..لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.. والغاصب الصهيوني اليهودي التلمودي لا يرحم.. فلا حرمة لامرأة قائمة تصلي، ولا لشيخ جاء يسعى ولا لرجل جاء يبحث عن الأجر.. لقد صرخت النساء واا معتصماه.. وكبر الرجال والأطفال.. وعشرات الجرحى والشهداء... ولم يهتز العرب.. فالعروبة تسهر وتغني للحب.. وتطفئ التلفاز على «وين الملايين.. الشعب العربي وين».
copy short url   نسخ
21/04/2022
1729