يعقوب العبيدلي
رمضان غير، موسم للطاعات المضاعفة، والناس في سباق، في تنافس نحو المعالي، والفوز وترك الأثر الحسن، شحذ الهمة في رمضان غير، والهمة في الطاعات والعبادات غير، رمضان موسم تكثر فيه الوقفات والنفحات والمراجعات والنشاطات لقوله تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) علو الهمة يوصلك نحو القمة، (إن الله يحب معالي الأمور، ويكره سَفْسافها)، ودعانا وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ من العجز والكسل للارتقاء بأنفسنا وهممنا، ونحذر الاستسلام للعجز والكسل، لهذا لا تكل أنفسنا ولا تمل رغم التعب والنصب، والمنغصات والتحديات، بل نلتقي لنرتقي، ونسعى للوصول وإيجاد البدائل والحلول وفي هذا يقول الشاعر: «وإذا كانت النفوس كباراً... تعبت في مرادها الأجسام»، تعلو الهمة بالتنافس، للوصول إلى النفائس، لقوله تعالى (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقد قال أحد الصالحين: إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله فافعل، لأن الغاية من علو الهمة الوصول للمنازل العالية الجنان والقصور والفردوس، وما فيها من جمال التي أعدها الله لعباده المجتهدين في العبادة، عليكم بالقرآن والطاعات واغتنام الأوقات والساعات، عليكم بالهمة العالية في رمضان وغير رمضان، فرب رمضان هو رب الشهور كلها، وكما قال الشاعر العربي المعاصر:
الطائر يطير بجناحيه والمرء يطير بهمته
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.