في كتابِ «المُختار من نوادرِ الأخبار» لمحمد بن أحمد المقري أن الحجاج بن يُوسف الثقفي خطبَ يوماً فشكا سوء طاعةِ أهل العراق!
فقالَ له «جامع المحاربي»: إنهم لو أحبُّوكَ لأطاعوكَ، على أنهم ما سبُّوكَ لنسبكَ، ولا لبلدكَ ولا لذاتِ يدكَ، فدَعْ ما يُباعدهم عنكَ إلى ما يُقرِّبهم إليكَ، والتمِسْ العافية مِمَّن دونكَ تُعطَها مِمَّن فوقكَ، وليكُنْ إيقاعك بعد وعيدكَ!
فقالَ له الحجاج: واللهِ، ما أراني أُقَوِّمهم إلا بالسَّيف!
فقالَ له جامع: أيُّها الأمير، إنَّ السَّيف َإذا لاقى السَّيفَ ذهبَ الخِيار.
فقالَ الحجاج: الخِيار يومئذٍ لله.
فقالَ له: أجل، ولكنكَ لا تدري لمن يجعله الله!
فقالَ الحجاج: واللهِ لقد هممتُ أن أخلعَ لسانكَ، وأضربَ به وجهكَ!
فقالَ له جامع: إن صدَّقناك أغضبناكَ وإن كذَّبناكَ أغضبنا الله تعالى، وغضبُ الأميرِ أهون علينا من غضب الله!
تأمَّلوها طويلاً وعميقاً: غضبُ الأميرِ أهون من غضبِ الله!
فيا ماسح الجوخ تطبيلاً لظلمٍ لو أمسكتَ عليكَ لسانكَ، وما كنت كالراكضِ في هامشِ مضمارِ السباق، ليسَ له إلا التعب، فلا لهُ دنيا الواصلين، ولا راحة الجالسين!
ويا أيُّها الواشي بزملائه عند مديره، لا المناصب تبقى ولا الرُّتَب، أمَّا الأذية فتكتبها الملائكة في الصفحةِ التي لا يشملها عفو الله تعالى، لأنه سبحانه كتبَ على نفسه أنَّ عفوه عن حقوقِ عِباده مرتبطٌ بعفوهم هم، وسُبحان من لا شيء يلزمه إلا ما ألزمَ به نفسه!
ويا أيُّها الداعية الذي أخذَ ميراث الأنبياء، حديثاً وفِقهاً ودِيناً، ثم باعه بثمنٍ بخسٍ في فتوى مُعلَّبةٍ على مزاجِ طالبها، تلوي أعناق النصوص، وتحملُ الأمرَ على غير محله، أحمق الناس من باعَ دينه بدُنيا غيره!
ويا عون الظالمين، يا أيتُها اليد التي يبطشون بها، والسوط الذي يجلدون به، أنت َلستَ مجبراً، ولا موظفاً، ولا عبدَ المأمور، كلنا عبيد الله، أما أنتَ من الظَلَمَة أنفسهم!
عندما سُجِنَ الإمامُ أحمد في فتنةِ خلقِ القرآن، كانَ كثيراً ما يُردد: أعوانُ الظلمة كلابُ جهنم!
فقالَ له سجَّانه: يا إمام، هل أنا من أعوانِ الظلمة؟
فقالَ له: أعوانُ الظلمةِ من يطهون طعامكَ، ويخيطون ثيابكَ، أما أنتَ فمن الظلمةِ أنفسهم!بقلم: أدهم شرقاوي
فقالَ له «جامع المحاربي»: إنهم لو أحبُّوكَ لأطاعوكَ، على أنهم ما سبُّوكَ لنسبكَ، ولا لبلدكَ ولا لذاتِ يدكَ، فدَعْ ما يُباعدهم عنكَ إلى ما يُقرِّبهم إليكَ، والتمِسْ العافية مِمَّن دونكَ تُعطَها مِمَّن فوقكَ، وليكُنْ إيقاعك بعد وعيدكَ!
فقالَ له الحجاج: واللهِ، ما أراني أُقَوِّمهم إلا بالسَّيف!
فقالَ له جامع: أيُّها الأمير، إنَّ السَّيف َإذا لاقى السَّيفَ ذهبَ الخِيار.
فقالَ الحجاج: الخِيار يومئذٍ لله.
فقالَ له: أجل، ولكنكَ لا تدري لمن يجعله الله!
فقالَ الحجاج: واللهِ لقد هممتُ أن أخلعَ لسانكَ، وأضربَ به وجهكَ!
فقالَ له جامع: إن صدَّقناك أغضبناكَ وإن كذَّبناكَ أغضبنا الله تعالى، وغضبُ الأميرِ أهون علينا من غضب الله!
تأمَّلوها طويلاً وعميقاً: غضبُ الأميرِ أهون من غضبِ الله!
فيا ماسح الجوخ تطبيلاً لظلمٍ لو أمسكتَ عليكَ لسانكَ، وما كنت كالراكضِ في هامشِ مضمارِ السباق، ليسَ له إلا التعب، فلا لهُ دنيا الواصلين، ولا راحة الجالسين!
ويا أيُّها الواشي بزملائه عند مديره، لا المناصب تبقى ولا الرُّتَب، أمَّا الأذية فتكتبها الملائكة في الصفحةِ التي لا يشملها عفو الله تعالى، لأنه سبحانه كتبَ على نفسه أنَّ عفوه عن حقوقِ عِباده مرتبطٌ بعفوهم هم، وسُبحان من لا شيء يلزمه إلا ما ألزمَ به نفسه!
ويا أيُّها الداعية الذي أخذَ ميراث الأنبياء، حديثاً وفِقهاً ودِيناً، ثم باعه بثمنٍ بخسٍ في فتوى مُعلَّبةٍ على مزاجِ طالبها، تلوي أعناق النصوص، وتحملُ الأمرَ على غير محله، أحمق الناس من باعَ دينه بدُنيا غيره!
ويا عون الظالمين، يا أيتُها اليد التي يبطشون بها، والسوط الذي يجلدون به، أنت َلستَ مجبراً، ولا موظفاً، ولا عبدَ المأمور، كلنا عبيد الله، أما أنتَ من الظَلَمَة أنفسهم!
عندما سُجِنَ الإمامُ أحمد في فتنةِ خلقِ القرآن، كانَ كثيراً ما يُردد: أعوانُ الظلمة كلابُ جهنم!
فقالَ له سجَّانه: يا إمام، هل أنا من أعوانِ الظلمة؟
فقالَ له: أعوانُ الظلمةِ من يطهون طعامكَ، ويخيطون ثيابكَ، أما أنتَ فمن الظلمةِ أنفسهم!بقلم: أدهم شرقاوي