حمد حسن التميميكلما تقدم الزمن وتطورت التكنولوجيا والعلوم ازدادت تبعاً لذلك احتياجاتنا ومتطلباتنا. في الماضي كانت تكفينا أشياء بسيطة، وتسعدنا أمور اندثر كثير منها اليوم، كالاستمتاع بصحبة الأقارب في جلسة عائلية تمتد لساعات طويلة، حيث بات كل منا يقضي معظم وقته أمام شاشة الكمبيوتر أو المحمول الخاص به، حتى في أثناء جلوسه مع أفراد عائلته.
إلى جانب ذلك كله، فقد تغلغلت المادية في ثنايا مجتمعاتنا، فأصبح كل شيء يقاس بالمال، بل حتى قيمة الإنسان نفسه صارت مرهونة بنوع السيارة التي يملكها، واللباس الذي يرتديه، والهاتف الذي يحمله بين يديه، وبكم يبلغ رصيده في البنك.
ومع الركض المستميت خلف المادة، استشرت السطحية بين البشر، فغابت عن سمائنا الكثير من القيم الأخلاقية، لينتشر الغش والخداع، وتبرز كثير من المظاهر السلبية التي غدت أمراً اعتيادياً مثل الكذب الذي صار موضة عالمية، في الوقت الذي أصبح فيه من النادر أن تجد شخصاً صادقاً متمسكاً بحق بالمعاني الإنسانية.
الشائع اليوم هو أن الغالبية يكذبون باستمرار، والكثيرون يغشون سواء من خلال المنتجات والخدمات التي يقدمونها للعملاء، أو حتى في قلب حياتهم الشخصية، وفي خضم هذا الواقع الجديد ينساق البعض في محاولة منهم لمواكبة التيار فيقعون ضحايا المجتمع الفاسد.
ولا يمكن أن ننكر ما للمجتمع من تأثير كبير علينا، فالوردة وسط كومة من الأشواك لا بد أن تعاني في طريقها إلى النمو، وقد لا تجد النور وهي محاطة بكل ذلك السواد، لكن رغم ذلك كله يبقى الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن تصرفاته وحياته عموماً.
كلنا نعيش الآن وسط عالم دائم التغير، حيث أصبح من العسير السير عكس التيار السائد، بيد أنه من الجميل أن نرى ولو لمرة في حياتنا القصيرة هذه، أشخاصاً يقفون صامدين أمام أمواج البحر المتلاطمة ورياح الأعاصير العاتية، فيأبون أن يكونوا ضحايا الواقع المستجد، بل أسياد أنفسهم وقناديل تضيء الدرب أمام الآخرين.
كثير منا يحلمون ويتمنون واقعاً أقل سطحية وأكثر عمقاً وجمالاً، واقعاً أقرب إلى الحقبة التي عاش فيها آباؤنا وأجدادنا ومن سبقوهم، حيث كانت الدنيا بخير أكثر مما هي عليه في وقتنا الحاضر، إذ كان الناس وقتها أكثر تراحماً وتلاحماً وصدقاً وتشبّثاً بالأخلاق الفاضلة.
لكن شتان بين من يحلم بأمر ومن يسعى إلى تحقيقه، فالأحلام كانت وستبقى في متناول الجميع، إلا أن تحقيقها مرهون فقط بالناجحين وأصحاب القلوب القوية الذين لا تثنيهم العقبات ولا تغرهم مظاهر العصر الخادعة؛ لأن ما يؤمنون به فوق كل شيء.
ولو أن كل واحد فينا فكر من هذا المنطلق، بدلاً من التذمر والشكوى المستمرة من انحدار القيم الأخلاقية وانتشار مظاهر الفساد في كل مكان لكنا اليوم بألف خير، لكن معظمنا يتقنون فن التهرب من حل المشكلات، ويريدون أن يشهدوا التغيير دون أن يسهموا في إحداثه، ويلقون باللوم على كل شيء إلا على أنفسهم، وهنا تكمن الطامة الكبرى.
الحقيقة هي أن الأخيار موجودون في كل مكان مهما كان قلّ عددهم، وأصحاب المبادئ حاضرون في كل عصر مهما استشرت المادية بين جنباته، ولهذا ستبقى الدنيا بخير مهما استبد الظلم وانتشرت السطحية بين الناس.
فإذا كنت من أولئك الحالمين الذين يسعون إلى جعل أحلامهم واقعاً ملموساً، فبوسعك حتماً أن تكون الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون: «ما تزال الدنيا بخير»، فلا تنتظر أحداً حتى يكون تجسيداً لما تتمناه، بل كنت أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم من حولك، كما قال الزعيم الروحي غاندي.
إلى جانب ذلك كله، فقد تغلغلت المادية في ثنايا مجتمعاتنا، فأصبح كل شيء يقاس بالمال، بل حتى قيمة الإنسان نفسه صارت مرهونة بنوع السيارة التي يملكها، واللباس الذي يرتديه، والهاتف الذي يحمله بين يديه، وبكم يبلغ رصيده في البنك.
ومع الركض المستميت خلف المادة، استشرت السطحية بين البشر، فغابت عن سمائنا الكثير من القيم الأخلاقية، لينتشر الغش والخداع، وتبرز كثير من المظاهر السلبية التي غدت أمراً اعتيادياً مثل الكذب الذي صار موضة عالمية، في الوقت الذي أصبح فيه من النادر أن تجد شخصاً صادقاً متمسكاً بحق بالمعاني الإنسانية.
الشائع اليوم هو أن الغالبية يكذبون باستمرار، والكثيرون يغشون سواء من خلال المنتجات والخدمات التي يقدمونها للعملاء، أو حتى في قلب حياتهم الشخصية، وفي خضم هذا الواقع الجديد ينساق البعض في محاولة منهم لمواكبة التيار فيقعون ضحايا المجتمع الفاسد.
ولا يمكن أن ننكر ما للمجتمع من تأثير كبير علينا، فالوردة وسط كومة من الأشواك لا بد أن تعاني في طريقها إلى النمو، وقد لا تجد النور وهي محاطة بكل ذلك السواد، لكن رغم ذلك كله يبقى الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن تصرفاته وحياته عموماً.
كلنا نعيش الآن وسط عالم دائم التغير، حيث أصبح من العسير السير عكس التيار السائد، بيد أنه من الجميل أن نرى ولو لمرة في حياتنا القصيرة هذه، أشخاصاً يقفون صامدين أمام أمواج البحر المتلاطمة ورياح الأعاصير العاتية، فيأبون أن يكونوا ضحايا الواقع المستجد، بل أسياد أنفسهم وقناديل تضيء الدرب أمام الآخرين.
كثير منا يحلمون ويتمنون واقعاً أقل سطحية وأكثر عمقاً وجمالاً، واقعاً أقرب إلى الحقبة التي عاش فيها آباؤنا وأجدادنا ومن سبقوهم، حيث كانت الدنيا بخير أكثر مما هي عليه في وقتنا الحاضر، إذ كان الناس وقتها أكثر تراحماً وتلاحماً وصدقاً وتشبّثاً بالأخلاق الفاضلة.
لكن شتان بين من يحلم بأمر ومن يسعى إلى تحقيقه، فالأحلام كانت وستبقى في متناول الجميع، إلا أن تحقيقها مرهون فقط بالناجحين وأصحاب القلوب القوية الذين لا تثنيهم العقبات ولا تغرهم مظاهر العصر الخادعة؛ لأن ما يؤمنون به فوق كل شيء.
ولو أن كل واحد فينا فكر من هذا المنطلق، بدلاً من التذمر والشكوى المستمرة من انحدار القيم الأخلاقية وانتشار مظاهر الفساد في كل مكان لكنا اليوم بألف خير، لكن معظمنا يتقنون فن التهرب من حل المشكلات، ويريدون أن يشهدوا التغيير دون أن يسهموا في إحداثه، ويلقون باللوم على كل شيء إلا على أنفسهم، وهنا تكمن الطامة الكبرى.
الحقيقة هي أن الأخيار موجودون في كل مكان مهما كان قلّ عددهم، وأصحاب المبادئ حاضرون في كل عصر مهما استشرت المادية بين جنباته، ولهذا ستبقى الدنيا بخير مهما استبد الظلم وانتشرت السطحية بين الناس.
فإذا كنت من أولئك الحالمين الذين يسعون إلى جعل أحلامهم واقعاً ملموساً، فبوسعك حتماً أن تكون الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون: «ما تزال الدنيا بخير»، فلا تنتظر أحداً حتى يكون تجسيداً لما تتمناه، بل كنت أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم من حولك، كما قال الزعيم الروحي غاندي.