ونحن طلاب على مقاعد الدراسة في مدارس فلسطين، وفي كل المراحل في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كنا ننظر لمعلمنا بكل فخر، فلم يكن معلما فقط، بل كان مربيا، بكل معنى الكلمة، وكان هو الإذاعة والتليفزيون والجريدة، بل كل عالم معرفة، وكم كنا فخورين بالمعلم الفلسطيني حين هاجرنا إلى دول الخليج فوجدنا سمعته سبقته إلى تلك الدول.
صالح العجيري الفلكي الكويتي في مقالة له، يقول إن المعلم الفلسطيني كان «عالم علم ومعرفة» ويضيف في مقالته: عندما استقرت أعمال مجلس المعارف عام 1936 أول ما فكرت فيه هو استقدام مدرسين من الخارج لتطوير المناهج الدراسية في دولة الكويت، وبعد تمحيص ومداولات استقر رأيهم على مخاطبة الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الفلسطيني في القدس، لاستقدام مدرسين فلسطينيين وبعد مراسلات مستفيضة تقرر استقدام 4 مدرسين هم: أحمد شهاب الدين رئيسا وخميس نجم ومحمد المغربي وجابر حسن حديد، فغيروا المناهج الدراسية وأضافوا دروسا حديثة متطورة حسب المنهج الفلسطيني وأضافوا دروسا حديثة مثل الجغرافيا والتاريخ والهندسة والكيمياء، وقد استقدموا الكتب الحديثة من فلسطين وبيروت وكونوا نخبة من الطلاب لأول فرقة كشفية، كما أدخلوا الرياضة ضمن المناهج، كما غيروا أوقات الدوام المدرسي وغير ذلك كثير ودخلنا بذلك عالم العلم والمعرفة.
وتقول النائبة صفاء الهاشم «أنا من جيل الستينيات» من علمنا هم مدرسون فلسطينيون.. التزام وتعليم لا تلقين..
هذا المدرس يواجه في فلسطين في عهد أوسلو القهر والإذلال والتطفيش وبات يكره مهنته وبات الطلاب في مهب الريح، وكأن من تسلموا الإدارة في سلطة رام الله لا يريدون تعليما سويا بل تعليما أمنيا يحفظ أمن العدو ليواصل التجهيل والتهميش، فيعلن الإضراب ومطالبه عادلة ومشروعة.. ويطالب اتحاد المعلمين- المحسوب على تيار في حركة فتح- بصرف كامل لرواتب المعلمين الفلسطينيين البالغ عددهم 46 ألف معلم، ورفع بدل طبيعة العمل ويشتكي المعلمون من تدني رواتبهم مقارنة بالموظفين الحكوميين، وعدم معاملتهم كباقي الموظفين في سلم الترقيات والرواتب التي تعينهم على أعباء الحياة الصعبة.
واللافت أن الذي يقود الإضراب في عام 2022 هو اتحاد المعلمين التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية فليس لدى الرئيس محمود عباس مبرر ليحذر كما حذر عام 2016 من أنه يخشى أن تخطف حماس اتحاد المعلمين، فالمشتكي هو المعلم الفتحاوي وليس حماس والمعلمون من كل فئات الشعب الفلسطيني.. فالإضراب الحالي يمضي بدعم من مراكز قوى في حركة فتح يتزعمها عضو اللجنة المركزية مفوض المنظمات الشعبية في الحركة توفيق الطيراوي الذي أعلن «مساندته لاتحاد المعلمين في مطالباتهم المالية المشروعة»، مؤكداً ضرورة تلبية مطالب النقابات والاتحادات.
المعلم ينظر لزميله في كل دول العالم حيث يعامل في بعض الدول المتقدمة مثل اليابان معاملة الوزير ويبدأ المعلم عامة الدراسي بأن يقوم الطلاب بمسح أحذية المعلمين، فقد حقق اليابانيون مقولة أمير الشعراء العرب أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وحين احترمت اليابان المعلم كان إدراكا منها أن النصر الذي حققه الغرب عليها كان بسبب التعليم وأن الخلافة الإسلامية وصلت إلى أوروبا والصين أيضا بعد أن طبقت قول رسولها الكريم «اطلبوا العلم ولو في الصين».
نعلم أن هناك ضائقة مالية كبيرة خلال هذه الفترة الصعبة، لكن هذه الضائقة فقط على الكادحين أما غيرهم فهم في غيهم يعمهون..
والله من وراء القصد!!smr_alibar@yahoo.com -بقلم: سمير البرغوثي
صالح العجيري الفلكي الكويتي في مقالة له، يقول إن المعلم الفلسطيني كان «عالم علم ومعرفة» ويضيف في مقالته: عندما استقرت أعمال مجلس المعارف عام 1936 أول ما فكرت فيه هو استقدام مدرسين من الخارج لتطوير المناهج الدراسية في دولة الكويت، وبعد تمحيص ومداولات استقر رأيهم على مخاطبة الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الفلسطيني في القدس، لاستقدام مدرسين فلسطينيين وبعد مراسلات مستفيضة تقرر استقدام 4 مدرسين هم: أحمد شهاب الدين رئيسا وخميس نجم ومحمد المغربي وجابر حسن حديد، فغيروا المناهج الدراسية وأضافوا دروسا حديثة متطورة حسب المنهج الفلسطيني وأضافوا دروسا حديثة مثل الجغرافيا والتاريخ والهندسة والكيمياء، وقد استقدموا الكتب الحديثة من فلسطين وبيروت وكونوا نخبة من الطلاب لأول فرقة كشفية، كما أدخلوا الرياضة ضمن المناهج، كما غيروا أوقات الدوام المدرسي وغير ذلك كثير ودخلنا بذلك عالم العلم والمعرفة.
وتقول النائبة صفاء الهاشم «أنا من جيل الستينيات» من علمنا هم مدرسون فلسطينيون.. التزام وتعليم لا تلقين..
هذا المدرس يواجه في فلسطين في عهد أوسلو القهر والإذلال والتطفيش وبات يكره مهنته وبات الطلاب في مهب الريح، وكأن من تسلموا الإدارة في سلطة رام الله لا يريدون تعليما سويا بل تعليما أمنيا يحفظ أمن العدو ليواصل التجهيل والتهميش، فيعلن الإضراب ومطالبه عادلة ومشروعة.. ويطالب اتحاد المعلمين- المحسوب على تيار في حركة فتح- بصرف كامل لرواتب المعلمين الفلسطينيين البالغ عددهم 46 ألف معلم، ورفع بدل طبيعة العمل ويشتكي المعلمون من تدني رواتبهم مقارنة بالموظفين الحكوميين، وعدم معاملتهم كباقي الموظفين في سلم الترقيات والرواتب التي تعينهم على أعباء الحياة الصعبة.
واللافت أن الذي يقود الإضراب في عام 2022 هو اتحاد المعلمين التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية فليس لدى الرئيس محمود عباس مبرر ليحذر كما حذر عام 2016 من أنه يخشى أن تخطف حماس اتحاد المعلمين، فالمشتكي هو المعلم الفتحاوي وليس حماس والمعلمون من كل فئات الشعب الفلسطيني.. فالإضراب الحالي يمضي بدعم من مراكز قوى في حركة فتح يتزعمها عضو اللجنة المركزية مفوض المنظمات الشعبية في الحركة توفيق الطيراوي الذي أعلن «مساندته لاتحاد المعلمين في مطالباتهم المالية المشروعة»، مؤكداً ضرورة تلبية مطالب النقابات والاتحادات.
المعلم ينظر لزميله في كل دول العالم حيث يعامل في بعض الدول المتقدمة مثل اليابان معاملة الوزير ويبدأ المعلم عامة الدراسي بأن يقوم الطلاب بمسح أحذية المعلمين، فقد حقق اليابانيون مقولة أمير الشعراء العرب أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وحين احترمت اليابان المعلم كان إدراكا منها أن النصر الذي حققه الغرب عليها كان بسبب التعليم وأن الخلافة الإسلامية وصلت إلى أوروبا والصين أيضا بعد أن طبقت قول رسولها الكريم «اطلبوا العلم ولو في الصين».
نعلم أن هناك ضائقة مالية كبيرة خلال هذه الفترة الصعبة، لكن هذه الضائقة فقط على الكادحين أما غيرهم فهم في غيهم يعمهون..
والله من وراء القصد!!smr_alibar@yahoo.com -بقلم: سمير البرغوثي