+ A
A -
مرّت خمس ساعات صعبة ما بين الإعلان عن مصادرة الخيار الديمقراطي للشعب التركي، ثم انتصار إرادة هذا الشعب في وجه مجموعة من المغامرين، اعتقدت أن في مقدورها إعادة تركيا إلى زمن الانقلابات والفوضى.
كانت ساعات صعبة، حبست تركيا فيها أنفاسها، وكل الذين كانوا يترقبون حتى ساعات الصباح، ما ينبئ بأن الأمور باتت تحت السيطرة، وأن تركيا ماضية في الطريق الذي اختارته عبر صناديق الاقتراع.
يوم الخامس عشر من يوليو 2016، سوف يبقى علامة فارقة في تاريخ تركيا، وفي تاريخ الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة، وهذه جميعها اختارها الشعب التركي عبر العملية الديمقراطية وحدها، فكان أن هبّ مدافعا عن خياراته وعن قراره وعن شرعيته.
لقد أدرك الشعب التركي منذ اللحظة الأولى أن ما فعلته المجموعة العسكرية، التي حاولت الانقضاض على الحكم، كان موجها لإنجازات عظيمة، تحققت ويُراد انتزاعها، لذلك تحرك بقوة وحسم، ومعه الجيش التركي بغالبيته، من أجل إنقاذ بلاده، وإنقاذ الرئيس، الذي تمكن من صنع المعجزات لهذا البلد الكبير.
لقد تحرك بعض العسكر المغامرين، محتمين بالدبابات، وتحرك الرئيس رجب طيب أردوغان محتميا بشعبه، وهذا هو الفارق ما بين رئيس واجه الدبابات بالشعب، كما فعل أردوغان، ورئيس واجه الشعب بالدبابات، كما هو الحال بالنسبة لسوريا وبشار الأسد، لذلك لم يكن غريبا أن يطلق الرصاص في شوارع دمشق من قبل «شبيحة» النظام، احتفالا بالانقلاب الفاشل، كما لم يكن غريبا أن نسمع نعيق «الشامتين» ، وهم يحتفلون بما اعتقدوا أنه سقوط مدو للديمقراطية التركية التي كسبت أخطر رهاناتها.
العسكر هم حماة الأوطان، والذين انحازوا إلى الشرعية في تركيا، يدركون أن دورهم يكمن في الدفاع عن الشعب وخياراته، فكان أن فشلت المغامرة، واُقصيت أدواتها إلى غير رجعة، ولأن رب ضارة نافعة، فإن ما حدث سوف يقود دون أدنى شك إلى «تنظيف» الجيش التركي، الذي يتمتع بالكفاءة والحرفية العالية، من كل الدخلاء الذين اعتقدوا أن في مقدورهم الاستيلاء على الحكم عبر «البيان رقم واحد».
لقد انقضى ذلك الزمن، والذين ذاقوا طعم الديمقراطية، لا يمكن أن يقبلوا بديلا لها، فكان أن خرج الشعب التركي دفاعا عن حقوقه وحريته وخياراته، وكان أن أعلنت جميع الأحزاب في هذا البلد عن رفضها القاطع لمغامرة حفنة من العسكر.
بالنسبة لنا في قطر، فقد كانت الساعات الخمس مقلقة، لكننا كنا مدركين وعلى يقين بأن هذه المؤامرة لن تمر، وقد جاء اتصال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، مبكرا، ليؤكد هذه الحقيقة ويؤكد أن انحيازنا للشعب التركي، كان انحيازا لخياراته وتطلعاته وإرادته، فكان أن هنأ صاحب السمو الأمير الرئيس أردوغان على التفاف الشعب التركي الشقيق حول قيادته، ضد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، كما عبر سموه عن إدانته واستنكاره الشديدين لهذه المحاولة الفاشلة ووقوف دولة قطر، قيادة وشعبا، وتضامنها مع الجمهورية التركية الشقيقة في كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية الشرعية الدستورية وتطبيق القانون والحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية مكتسبات شعبها.
اتصال صاحب السمو بالرئيس التركي حمل أكثر من دلالة، فهو من جهة رسالة دعم ومؤازرة للشعب التركي، الذي خرج دفاعا عن خياراته، وهو أيضا رسالة دعم ومؤازرة للرئيس وحكومته، وهؤلاء أعادوا تركيا لمحيطها، عضوا فاعلا مؤثرا ومدافعا عن قضايا المنطقة وحقوق شعوبها العادلة، حتى صارت تركيا عمقا وامتدادا استراتيجيا لكل الذين يؤمنون بالدور التركي الكبير والفاعل والمؤثر.
تركيا- أردوغان ليست مجرد صديق، هي دولة شقيقة مخلصة، وقفت مع قضايانا وتفاعلت معها، وبذلت الكثير في سبيلها، وأقل ما يمكن أن نقدمه هو دعم شرعيتها وخياراتها ومؤازرتها في هذه الساعات الصعبة، التي نتطلع إلى تجاوزها، وجعلها مجرد ذكرى على المدى الذي يمكن أن يصل إليه، ليس أعداؤها فحسب، لكن أعداؤنا جميعا أيضا.
هذه هي خلاصة موقفنا القطري، ومعنا كل الذين يحسنون قراءة الأحداث والتطورات برؤية وطنية- قومية صادقة، إذ إن سقوط الديمقراطية التركية، لا قدّر الله، سينعكس وبالا على مجمل قضايانا العربية العادلة، والذين هللوا وأطلقوا الرصاص احتفالا بالأخبار الأولى للمؤامرة الفاشلة، ربما سيدركون أخيرا الفارق الكبير بين رئيس يحتمي بشعبه في مواجهة الدبابات، وآخر يحتمي بالدبابات في مواجهة غضب شعبه.
إدانة قطر للحركة الانقلابية كانت سبّاقة، إذ إن المبادئ والقيم لا تعرف التمهل والانتظار، ولم يكن غريبا أيضا ترحيب المملكة العربية السعودية بعودة الأمور إلى نصابها في تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي، كما لم يكن غريبا أن يهنئ سمو أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرئيس التركي بنجاح الشرعية، والانتصار للديمقراطية، وإرادة الشعب التركي.
ولم يكن غريبا أن يدين قادة وزعماء ومسؤولون بارزون ومؤسسات ومنظمات وجماعات من شتى أرجاء العالم، بأشد العبارات، المحاولة الانقلابية الفاشلة، ولا خروج مسيرات في عدد كبير من دول العالم، للتنديد بتلك المحاولة الانقلابية الفاشلة، مهنئين الشعب التركي وحكومته ورئيسه بالانتصار على الانقلابيين، لأن الإرادة الحرة في كل مكان لابد وأن تكون مع الشرعية وليس في مواجهتها.
أعود لتركيا حيث اصطف الجميع جنبا إلى جنب ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وكان لافتا تصريحات الرئيس السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء السابق داوود أوغلو، في ذروة ليلة حافلة بالدروس والعبر، فالوطن التركي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهذا ما أدركته أيضا جميع الأحزاب.
كان درسا وطنيا بالغ الدلالات، مكانه تركيا، وعنوانه العزة والكرامة والإرادة الحرة، أما صاحب الدرس فكان الرئيس المايسترو الذي قاد الشعب، وهو يعزف لحن الحرية، دفاعا عن مكتسبات مواطنيه، وحقهم الذي لا يمكن النيل منه في اختيار قادتهم عبر أكثر الأشكال ديمقراطية على الإطلاق.
كانت ساعات صعبة، حبست تركيا فيها أنفاسها، وكل الذين كانوا يترقبون حتى ساعات الصباح، ما ينبئ بأن الأمور باتت تحت السيطرة، وأن تركيا ماضية في الطريق الذي اختارته عبر صناديق الاقتراع.
يوم الخامس عشر من يوليو 2016، سوف يبقى علامة فارقة في تاريخ تركيا، وفي تاريخ الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة، وهذه جميعها اختارها الشعب التركي عبر العملية الديمقراطية وحدها، فكان أن هبّ مدافعا عن خياراته وعن قراره وعن شرعيته.
لقد أدرك الشعب التركي منذ اللحظة الأولى أن ما فعلته المجموعة العسكرية، التي حاولت الانقضاض على الحكم، كان موجها لإنجازات عظيمة، تحققت ويُراد انتزاعها، لذلك تحرك بقوة وحسم، ومعه الجيش التركي بغالبيته، من أجل إنقاذ بلاده، وإنقاذ الرئيس، الذي تمكن من صنع المعجزات لهذا البلد الكبير.
لقد تحرك بعض العسكر المغامرين، محتمين بالدبابات، وتحرك الرئيس رجب طيب أردوغان محتميا بشعبه، وهذا هو الفارق ما بين رئيس واجه الدبابات بالشعب، كما فعل أردوغان، ورئيس واجه الشعب بالدبابات، كما هو الحال بالنسبة لسوريا وبشار الأسد، لذلك لم يكن غريبا أن يطلق الرصاص في شوارع دمشق من قبل «شبيحة» النظام، احتفالا بالانقلاب الفاشل، كما لم يكن غريبا أن نسمع نعيق «الشامتين» ، وهم يحتفلون بما اعتقدوا أنه سقوط مدو للديمقراطية التركية التي كسبت أخطر رهاناتها.
العسكر هم حماة الأوطان، والذين انحازوا إلى الشرعية في تركيا، يدركون أن دورهم يكمن في الدفاع عن الشعب وخياراته، فكان أن فشلت المغامرة، واُقصيت أدواتها إلى غير رجعة، ولأن رب ضارة نافعة، فإن ما حدث سوف يقود دون أدنى شك إلى «تنظيف» الجيش التركي، الذي يتمتع بالكفاءة والحرفية العالية، من كل الدخلاء الذين اعتقدوا أن في مقدورهم الاستيلاء على الحكم عبر «البيان رقم واحد».
لقد انقضى ذلك الزمن، والذين ذاقوا طعم الديمقراطية، لا يمكن أن يقبلوا بديلا لها، فكان أن خرج الشعب التركي دفاعا عن حقوقه وحريته وخياراته، وكان أن أعلنت جميع الأحزاب في هذا البلد عن رفضها القاطع لمغامرة حفنة من العسكر.
بالنسبة لنا في قطر، فقد كانت الساعات الخمس مقلقة، لكننا كنا مدركين وعلى يقين بأن هذه المؤامرة لن تمر، وقد جاء اتصال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، مبكرا، ليؤكد هذه الحقيقة ويؤكد أن انحيازنا للشعب التركي، كان انحيازا لخياراته وتطلعاته وإرادته، فكان أن هنأ صاحب السمو الأمير الرئيس أردوغان على التفاف الشعب التركي الشقيق حول قيادته، ضد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، كما عبر سموه عن إدانته واستنكاره الشديدين لهذه المحاولة الفاشلة ووقوف دولة قطر، قيادة وشعبا، وتضامنها مع الجمهورية التركية الشقيقة في كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية الشرعية الدستورية وتطبيق القانون والحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية مكتسبات شعبها.
اتصال صاحب السمو بالرئيس التركي حمل أكثر من دلالة، فهو من جهة رسالة دعم ومؤازرة للشعب التركي، الذي خرج دفاعا عن خياراته، وهو أيضا رسالة دعم ومؤازرة للرئيس وحكومته، وهؤلاء أعادوا تركيا لمحيطها، عضوا فاعلا مؤثرا ومدافعا عن قضايا المنطقة وحقوق شعوبها العادلة، حتى صارت تركيا عمقا وامتدادا استراتيجيا لكل الذين يؤمنون بالدور التركي الكبير والفاعل والمؤثر.
تركيا- أردوغان ليست مجرد صديق، هي دولة شقيقة مخلصة، وقفت مع قضايانا وتفاعلت معها، وبذلت الكثير في سبيلها، وأقل ما يمكن أن نقدمه هو دعم شرعيتها وخياراتها ومؤازرتها في هذه الساعات الصعبة، التي نتطلع إلى تجاوزها، وجعلها مجرد ذكرى على المدى الذي يمكن أن يصل إليه، ليس أعداؤها فحسب، لكن أعداؤنا جميعا أيضا.
هذه هي خلاصة موقفنا القطري، ومعنا كل الذين يحسنون قراءة الأحداث والتطورات برؤية وطنية- قومية صادقة، إذ إن سقوط الديمقراطية التركية، لا قدّر الله، سينعكس وبالا على مجمل قضايانا العربية العادلة، والذين هللوا وأطلقوا الرصاص احتفالا بالأخبار الأولى للمؤامرة الفاشلة، ربما سيدركون أخيرا الفارق الكبير بين رئيس يحتمي بشعبه في مواجهة الدبابات، وآخر يحتمي بالدبابات في مواجهة غضب شعبه.
إدانة قطر للحركة الانقلابية كانت سبّاقة، إذ إن المبادئ والقيم لا تعرف التمهل والانتظار، ولم يكن غريبا أيضا ترحيب المملكة العربية السعودية بعودة الأمور إلى نصابها في تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي، كما لم يكن غريبا أن يهنئ سمو أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرئيس التركي بنجاح الشرعية، والانتصار للديمقراطية، وإرادة الشعب التركي.
ولم يكن غريبا أن يدين قادة وزعماء ومسؤولون بارزون ومؤسسات ومنظمات وجماعات من شتى أرجاء العالم، بأشد العبارات، المحاولة الانقلابية الفاشلة، ولا خروج مسيرات في عدد كبير من دول العالم، للتنديد بتلك المحاولة الانقلابية الفاشلة، مهنئين الشعب التركي وحكومته ورئيسه بالانتصار على الانقلابيين، لأن الإرادة الحرة في كل مكان لابد وأن تكون مع الشرعية وليس في مواجهتها.
أعود لتركيا حيث اصطف الجميع جنبا إلى جنب ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وكان لافتا تصريحات الرئيس السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء السابق داوود أوغلو، في ذروة ليلة حافلة بالدروس والعبر، فالوطن التركي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهذا ما أدركته أيضا جميع الأحزاب.
كان درسا وطنيا بالغ الدلالات، مكانه تركيا، وعنوانه العزة والكرامة والإرادة الحرة، أما صاحب الدرس فكان الرئيس المايسترو الذي قاد الشعب، وهو يعزف لحن الحرية، دفاعا عن مكتسبات مواطنيه، وحقهم الذي لا يمكن النيل منه في اختيار قادتهم عبر أكثر الأشكال ديمقراطية على الإطلاق.