روى ابن القيِّم في رائعته الجواب الكافي، أنه كان بمصر رجل يلزم المسجد للأذان والصلاة، وعليه بهاء الطاعة ونور العبادة، فصعد يوماً منارة المسجد على عادته ليؤذن، وكان تحت المنارة دار لنصراني، فنظر إليها، فرأى ابنة صاحب الدار، فافتتن بها، فتركَ الأذان، ونزل إليها، ودخل الدار عليها، فقالتْ له: ما شأنك، وما تريد؟
فقال: أريدكِ!
قالت: لماذا؟
فقال: لقد سلبتِ عقلي، وأخذتِ بمجامع قلبي!
فقالت: لا أجيبك إلى ريبة أبداً.
فقال: أتزوجك!
فقالت: أنتَ مسلم وأنا نصرانية.. وأبي لن يزوجني منك!
فقال: أترك الإسلام وأتنصَّر!
فقالت: إن فعلتَ أتزوجُ منك.
فتركَ الإسلام وتنصَّرَ، وعُقِدَ له عليها، وأقام معها في الدار، فلما كان المساء صعد إلى سطح الدار فسقطَ وماتَ، فلم يَفُزْ بها وضاع منه دينه!
شخصياً أؤمن أن الخواتيم ميراث السوابق!
وأن الله تعالى أعدل من أن يرى عبده قد أفنى عمره في طلب رضاه، ثم يبتليه بمعصية ويقبضه عليها!
غير أن الذي ظاهره الصلاح طوال عمره، ثم ماتَ على معصية، فهذا رأينا نحن حاله، ورأى الله تعالى شيئاً في قلبه لم يكن يُظهره لنا، فقبضه الله تعالى على ما كان في قلبه!
نعم نخاف الخاتمة السيئة، ونسعى لعدم الوقوع في المعاصي، ونتوب فوراً إذا اقترفناها، ولكننا نقرن هذا الخوف بحسن الظن بالله، وأنه أرحم وأعدل من أن يرى القلوب تسعى في رضاه، ثم يُميتُ أصحابها على غير سعيها!
وإن الحديث النبوي الشريف أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا مقدار ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، كلمة مفصلية في رواية «فيما يُرى للناس»!
فالإنسان مهما تدثَّرَ بعباءة الصلاح، وأخفى ما في قلبه عن الناس، فحاله لا يخفى على الله، فالله تعالى لا يرانا من أعلى فحسب، وإنما يرانا من الداخل!
على أنه يجب أن يُعلم أن حسن الخاتمة ليس حكراً على من ماتَ ساجداً أو صائماً، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم ماتَ في حجر عائشة، وأبو بكر ماتَ على فراشه، وأبو عبيدة مات بالطاعون!
حسن الخاتمة أن تموت َولا مظالم للناس عندكَ!
أن تموتَ وقد صمتَ شهركَ، وصليتَ فرضكَ، ووصلتَ رحمكَ، وكففتَ أذاكَ عن الناس!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال: أريدكِ!
قالت: لماذا؟
فقال: لقد سلبتِ عقلي، وأخذتِ بمجامع قلبي!
فقالت: لا أجيبك إلى ريبة أبداً.
فقال: أتزوجك!
فقالت: أنتَ مسلم وأنا نصرانية.. وأبي لن يزوجني منك!
فقال: أترك الإسلام وأتنصَّر!
فقالت: إن فعلتَ أتزوجُ منك.
فتركَ الإسلام وتنصَّرَ، وعُقِدَ له عليها، وأقام معها في الدار، فلما كان المساء صعد إلى سطح الدار فسقطَ وماتَ، فلم يَفُزْ بها وضاع منه دينه!
شخصياً أؤمن أن الخواتيم ميراث السوابق!
وأن الله تعالى أعدل من أن يرى عبده قد أفنى عمره في طلب رضاه، ثم يبتليه بمعصية ويقبضه عليها!
غير أن الذي ظاهره الصلاح طوال عمره، ثم ماتَ على معصية، فهذا رأينا نحن حاله، ورأى الله تعالى شيئاً في قلبه لم يكن يُظهره لنا، فقبضه الله تعالى على ما كان في قلبه!
نعم نخاف الخاتمة السيئة، ونسعى لعدم الوقوع في المعاصي، ونتوب فوراً إذا اقترفناها، ولكننا نقرن هذا الخوف بحسن الظن بالله، وأنه أرحم وأعدل من أن يرى القلوب تسعى في رضاه، ثم يُميتُ أصحابها على غير سعيها!
وإن الحديث النبوي الشريف أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا مقدار ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، كلمة مفصلية في رواية «فيما يُرى للناس»!
فالإنسان مهما تدثَّرَ بعباءة الصلاح، وأخفى ما في قلبه عن الناس، فحاله لا يخفى على الله، فالله تعالى لا يرانا من أعلى فحسب، وإنما يرانا من الداخل!
على أنه يجب أن يُعلم أن حسن الخاتمة ليس حكراً على من ماتَ ساجداً أو صائماً، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم ماتَ في حجر عائشة، وأبو بكر ماتَ على فراشه، وأبو عبيدة مات بالطاعون!
حسن الخاتمة أن تموت َولا مظالم للناس عندكَ!
أن تموتَ وقد صمتَ شهركَ، وصليتَ فرضكَ، ووصلتَ رحمكَ، وكففتَ أذاكَ عن الناس!بقلم: أدهم شرقاوي