شباب بعمر الورد.. وفتيات بعمر الزهور، ونساء تجللن بالحداد ورجال حملوا الأكفان.. وتوجهوا للقدس لإحياء الجمعة اليتيمة.. وهي عادة الجمعة التي تسبق نهاية رمضان بيوم أو يومين.. تجمعوا حول بوابات الأقصى السبع المفتوحة من بين الـ 15 بوابة حيث تم إغلاق خمس بوابات وسمحوا للمسلمين بالعبور من سبع بوابات هي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وباب المغاربة وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة.. وهذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد، وكلها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين المسلمين باستثناء باب المغاربة الذي صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه عام 1967 ومنعت المسلمين من الدخول منه .
توجه الفلسطينيون بإيمانهم إلى أقصاهم.. وطرقوا الأبواب وهللوا الله أكبر الله أكبر.. فارتعب الصهيوني وفتح الابواب لأن نار جهنم ستفتح.. في الجمعة اليتيمة يخرج المصلون فرحين حزينين لان رمضان سيغادر والاقصى ما زال أسيرا.. ومنذ زمن اعتاد أهل القدس ومَن حولها في آخر جمعة من رمضان أن يتوافدوا إلى الأقصى يودّعون الشهر ويؤانسونه ويبكونه أحرّ بكاء، وكأنهم في عزاءٍ مبكر يشهد احتضار الشهر وأذان رحيله ومكابدة انتزاع الروح منه، ويتحسّرون على انقضاء اجتماعهم بمسجدهم ، فليلة وداع رمضان كان الشيخ محمود إمام المسجد الضرير الازهري الشاعر يبكينا وهو يستوحش رمضان وبعد احتلال القدس زاد الحنين إلى الاقصى الذي تشد الرحال إليه في كل جمعة من ذلك الشهر العظيم ليؤدوا ترانيم التواشيح والتي كان شيخ جامعنا جاء بها من مصر ويرددها بصوته الحنون فتصعد النساء إلى أسطح المنازل يرددن خلفه الأناشيد المبكية على فراق الشهر، مذكّرا بفضائله التي ستفوت على الساعين العاملين فيه، يترنّمون بلغة حزينة في أسطح منازلهم وزواياهم وبيوتهم ومآذنهم قائلين:
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان!
يا شهر القرآن!
يا شهر المصابيح
يا شهر التراويح
يا شهر المفاتيح
لا أوحش الله منك يا شهر الصيام
لا أوحش الله منك يا شهر القيام
هي عبادة لمواجهة الظلم والقهر.. هؤلاء الطوارق ساروا على نهج صلاح الدين الأيوبي الذي كان يرى في إحياء المناسبات الدينية عودة إلى الله لمواجهة الأزمات التي تحيط بالأمة..
لنعد إلى الله.. ففي عودتنا الطريق إلى القدس.بقلم: سمير البرغوثي
توجه الفلسطينيون بإيمانهم إلى أقصاهم.. وطرقوا الأبواب وهللوا الله أكبر الله أكبر.. فارتعب الصهيوني وفتح الابواب لأن نار جهنم ستفتح.. في الجمعة اليتيمة يخرج المصلون فرحين حزينين لان رمضان سيغادر والاقصى ما زال أسيرا.. ومنذ زمن اعتاد أهل القدس ومَن حولها في آخر جمعة من رمضان أن يتوافدوا إلى الأقصى يودّعون الشهر ويؤانسونه ويبكونه أحرّ بكاء، وكأنهم في عزاءٍ مبكر يشهد احتضار الشهر وأذان رحيله ومكابدة انتزاع الروح منه، ويتحسّرون على انقضاء اجتماعهم بمسجدهم ، فليلة وداع رمضان كان الشيخ محمود إمام المسجد الضرير الازهري الشاعر يبكينا وهو يستوحش رمضان وبعد احتلال القدس زاد الحنين إلى الاقصى الذي تشد الرحال إليه في كل جمعة من ذلك الشهر العظيم ليؤدوا ترانيم التواشيح والتي كان شيخ جامعنا جاء بها من مصر ويرددها بصوته الحنون فتصعد النساء إلى أسطح المنازل يرددن خلفه الأناشيد المبكية على فراق الشهر، مذكّرا بفضائله التي ستفوت على الساعين العاملين فيه، يترنّمون بلغة حزينة في أسطح منازلهم وزواياهم وبيوتهم ومآذنهم قائلين:
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان!
يا شهر القرآن!
يا شهر المصابيح
يا شهر التراويح
يا شهر المفاتيح
لا أوحش الله منك يا شهر الصيام
لا أوحش الله منك يا شهر القيام
هي عبادة لمواجهة الظلم والقهر.. هؤلاء الطوارق ساروا على نهج صلاح الدين الأيوبي الذي كان يرى في إحياء المناسبات الدينية عودة إلى الله لمواجهة الأزمات التي تحيط بالأمة..
لنعد إلى الله.. ففي عودتنا الطريق إلى القدس.بقلم: سمير البرغوثي