محمد هنيد
أستاذ محاضر بجامعة السوربون يحتدم الجدل هذه الأيام حول طبيعة المشهد المرتقب بعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية والبلاد تتجه إلى تمكين اليمين الممثل في حزب الرئيس ماكرون من أغلبية المقاعد النيابية. أما الأصوات التي تراهن على إمكانية فوز اليسار بقيادة المرشح ميلانشون برئاسة الحكومة فإنها تبقى نسبية رغم حظوظه الممكنة في الفوز.
ليس مدار الجدل حول حظوظ المرشحين بالفوز فقط، بل هو يدور أساسا حول قدرة السلطة القادمة على الاستجابة لتحديات المرحلة وشروطها سواء كانت سلطة يمينية خالصة، كما هي اليوم أو تأسست على التعايش بين رئيس يميني وحكومة يسارية. رغم أنّ الاحتمال الثاني يبقى ضعيفا فإن قدرة الرئيس ماكرون على تجاوز تحديات العهدة الجديدة تبدو مهددة بواقع اجتماعي واقتصادي شديد الحساسية، بعد انطلاق المظاهرات الرافضة لتحمّل عهدة ثانية من الفشل الاجتماعي والاقتصادي.
من جهة أخرى ورغم ما تبدو عليه شعارات المرشح اليساري من جاذبية سياسية ونظرية فإنها تبقى صعبة التحقيق في الخارج أو في الداخل بعد التجربة الضعيفة التي مرّت بها فرنسا مع الاشتراكي هولاند. فاليسار يبقى كتلة مشتّتة لم تنجح في إعادة صياغة مقولاتها السياسية والاقتصادية رغم تركيزها على الجانب الاجتماعي في ظل أزمة اقتصادية خانقة. إنّ النقاشات الجارية اليوم في فرنسا من أجل تكوين جبهة يسارية تجمع أقصى اليسار وأحزاب الخضر بالإضافة إلى اليسار التقليدي لا تبدو قادرة على تحقيق التوازن المطلوب للوصول إلى الأغلبية البرلمانية الكافية.
من جهة ثانية لا يمكن إغفال حظوظ اليمين المتطرف الذي جاء ثانيا في الانتخابات الرئاسية محققا أعلى نسبة في تاريخ مشاركاته الرئاسية، وهو الذي يأمل في تعويض خسارته في الرئاسيات بحظوظ أوفر وحضور أقوى في الانتخابات التشريعية. لكنّ رفض زعيمة الحزب التحالف مع بقية القوى السياسية يمينا ويسارا يضعف من وزنها الانتخابي ويفرض عليها عزلة برلمانية لا تسمح لها بتحقيق العدد المطلوب من المقاعد.
في المقابل يرى كثيرون أنّ الحالة السياسية الفرنسية قد دخلت طورا جديدا من أطوار الركود التاريخي بعد فشل الأحزاب الجديدة الناشئة في تجاوز الثنائية القديمة بين اليمين واليسار، وهو الأمر الذي برهن عليه حزب فرنسا إلى الأمام مع الرئيس ماكرون.
أمام هذا الانكماش الحقيقي في صياغة المنوالات السياسية سيكون من الصعب على الطبقة السياسية الفرنسية القدرة على إقناع الناخبين في المواعيد الانتخابية القادمة ما لم تنجح في خلق نموذج جديد لممارسة السلطة بعيدا عن إكراهات الثنائية التاريخية التي استنفذت اليوم كل أسباب وجودها.
أستاذ محاضر بجامعة السوربون يحتدم الجدل هذه الأيام حول طبيعة المشهد المرتقب بعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية والبلاد تتجه إلى تمكين اليمين الممثل في حزب الرئيس ماكرون من أغلبية المقاعد النيابية. أما الأصوات التي تراهن على إمكانية فوز اليسار بقيادة المرشح ميلانشون برئاسة الحكومة فإنها تبقى نسبية رغم حظوظه الممكنة في الفوز.
ليس مدار الجدل حول حظوظ المرشحين بالفوز فقط، بل هو يدور أساسا حول قدرة السلطة القادمة على الاستجابة لتحديات المرحلة وشروطها سواء كانت سلطة يمينية خالصة، كما هي اليوم أو تأسست على التعايش بين رئيس يميني وحكومة يسارية. رغم أنّ الاحتمال الثاني يبقى ضعيفا فإن قدرة الرئيس ماكرون على تجاوز تحديات العهدة الجديدة تبدو مهددة بواقع اجتماعي واقتصادي شديد الحساسية، بعد انطلاق المظاهرات الرافضة لتحمّل عهدة ثانية من الفشل الاجتماعي والاقتصادي.
من جهة أخرى ورغم ما تبدو عليه شعارات المرشح اليساري من جاذبية سياسية ونظرية فإنها تبقى صعبة التحقيق في الخارج أو في الداخل بعد التجربة الضعيفة التي مرّت بها فرنسا مع الاشتراكي هولاند. فاليسار يبقى كتلة مشتّتة لم تنجح في إعادة صياغة مقولاتها السياسية والاقتصادية رغم تركيزها على الجانب الاجتماعي في ظل أزمة اقتصادية خانقة. إنّ النقاشات الجارية اليوم في فرنسا من أجل تكوين جبهة يسارية تجمع أقصى اليسار وأحزاب الخضر بالإضافة إلى اليسار التقليدي لا تبدو قادرة على تحقيق التوازن المطلوب للوصول إلى الأغلبية البرلمانية الكافية.
من جهة ثانية لا يمكن إغفال حظوظ اليمين المتطرف الذي جاء ثانيا في الانتخابات الرئاسية محققا أعلى نسبة في تاريخ مشاركاته الرئاسية، وهو الذي يأمل في تعويض خسارته في الرئاسيات بحظوظ أوفر وحضور أقوى في الانتخابات التشريعية. لكنّ رفض زعيمة الحزب التحالف مع بقية القوى السياسية يمينا ويسارا يضعف من وزنها الانتخابي ويفرض عليها عزلة برلمانية لا تسمح لها بتحقيق العدد المطلوب من المقاعد.
في المقابل يرى كثيرون أنّ الحالة السياسية الفرنسية قد دخلت طورا جديدا من أطوار الركود التاريخي بعد فشل الأحزاب الجديدة الناشئة في تجاوز الثنائية القديمة بين اليمين واليسار، وهو الأمر الذي برهن عليه حزب فرنسا إلى الأمام مع الرئيس ماكرون.
أمام هذا الانكماش الحقيقي في صياغة المنوالات السياسية سيكون من الصعب على الطبقة السياسية الفرنسية القدرة على إقناع الناخبين في المواعيد الانتخابية القادمة ما لم تنجح في خلق نموذج جديد لممارسة السلطة بعيدا عن إكراهات الثنائية التاريخية التي استنفذت اليوم كل أسباب وجودها.