عرفته قبل أن ألتقيه، وبعد أن التقيته لم أتوقع ونحن نروي الحكاية أن أقف اليوم أنعيه، فضائله وشمائله تحلق حول جسده المسجى أمام المصلين في مقبرة مسيمير قبل عودته إلى البرزخ في انتظار البعث إلى الدنيا الباقية، نعم إنه النقي الطاهر السيرة، البريء العالم الراوي القاص العاشق لرسول الله ولسيرته، وله فيها كتاب «في رحاب السيرة»، قارئ نهم عاشق للكتاب.
د. سيد برايا، صديق وفيّ مخلص محب لأسرته، عرفته في زاوية أجرته إياها جريدة الوطن، وفي بقعة طاهرة من صفحاتها «ملحق رمضان» الذي يصدر في شهر رمضان من كل عام، وخصص الدكتور برايا عموده طوال الشهر في الغذاء والدواء، وهو الدكتور الصيدلي المتخصص في الطب والدواء، تعرفت عليه أكثر حين جاء ليستلم مكافأة شهر رمضان 2015 برفقة الزميل طاهر أبو زيد الذي كان مكلفا بحقيبة وزارة الصحة، وكانت علاقاته الطيبة مع كل أعضاء الهيئتين الطبية والتمريضية كفيلة بأن يبني مع مسؤول ملف الصيدلة في قطر علاقات متميزة.
جذبني الدكتور برايا بعمق نظرته وهدوء مجلسه وغزارة فكره وحبه لمصر وعقيدته، وإنه لم يكن يفكر في الهجرة فهو مستثمر ناجح، ولكنه نزل عند رغبة صديقه الدكتور المحمود رئيس الصيدلة فجاء لقضاء سنة أو سنتين ووجد راحته على ضفاف الدوحة، فأجل استثماره في مصر لفترة أخرى.
بعد جلسة طبية فنية أدبية في بهو أحد الفنادق ذات الخمس نجوم بحضور الدكتور محمود المحمود رئيس قسم الصيدلة في الرعاية الصحية، اختتمت بعشاء عربي أصيل (حمص وفول ومسبح وقدسية وفلافل)، قررنا أن نلتقي أسبوعيا وكنا أوفياء للقاء منذ تركت الوطن قبل خمس سنوات نتحدث وأذنه الصاغية تلتقط كل ما يقال، قررت أن أسجل له وأن يسجل لي، فقد كان ذاكرة مصر الدوائية والفنية والسياسية والاجتماعية، وقبل أن نبدأ بالمشروع أصيب بداء يصيب القلب اسمه (انكسار القلب) إثر فاجعة ألمت بنا، فقدان ولده البكر الدكتور الصيدلي أحمد، ابن التسعة والعشرين ربيعا.
كنا نتحدث هو في الشأن المصري وأنا في الشأن الفلسطيني، كان رحمه الله لا تغيب عنه شاردة أو واردة في علاقات المخابرات مع الفنانين والفنانات، وكان وفيا للجيش حيث تطوع وهو طالب ولا يتوانى عن تقديم أي عون يطلب منه، كان لا يتوانى عن مساعدة أي إنسان يطرق يبحث عن وظيفة، كان فخورا بأبنائه، ويعدهم لخدمة وطنهم والأمة العربية، بالأمس جاءه ولده الأوسط مهند ليسلمه شهادته في الماجستير في الصيدلة من ألمانيا وابتسم حين اطمأن على مواصلة ابنه الأصغر مازن دراسة الهندسة في ألمانيا حفظهم الله ورعاهم، وسلم الأمانة وغادر «إنا لله وإنا إليه راجعون».بقلم: سمير البرغوثي
د. سيد برايا، صديق وفيّ مخلص محب لأسرته، عرفته في زاوية أجرته إياها جريدة الوطن، وفي بقعة طاهرة من صفحاتها «ملحق رمضان» الذي يصدر في شهر رمضان من كل عام، وخصص الدكتور برايا عموده طوال الشهر في الغذاء والدواء، وهو الدكتور الصيدلي المتخصص في الطب والدواء، تعرفت عليه أكثر حين جاء ليستلم مكافأة شهر رمضان 2015 برفقة الزميل طاهر أبو زيد الذي كان مكلفا بحقيبة وزارة الصحة، وكانت علاقاته الطيبة مع كل أعضاء الهيئتين الطبية والتمريضية كفيلة بأن يبني مع مسؤول ملف الصيدلة في قطر علاقات متميزة.
جذبني الدكتور برايا بعمق نظرته وهدوء مجلسه وغزارة فكره وحبه لمصر وعقيدته، وإنه لم يكن يفكر في الهجرة فهو مستثمر ناجح، ولكنه نزل عند رغبة صديقه الدكتور المحمود رئيس الصيدلة فجاء لقضاء سنة أو سنتين ووجد راحته على ضفاف الدوحة، فأجل استثماره في مصر لفترة أخرى.
بعد جلسة طبية فنية أدبية في بهو أحد الفنادق ذات الخمس نجوم بحضور الدكتور محمود المحمود رئيس قسم الصيدلة في الرعاية الصحية، اختتمت بعشاء عربي أصيل (حمص وفول ومسبح وقدسية وفلافل)، قررنا أن نلتقي أسبوعيا وكنا أوفياء للقاء منذ تركت الوطن قبل خمس سنوات نتحدث وأذنه الصاغية تلتقط كل ما يقال، قررت أن أسجل له وأن يسجل لي، فقد كان ذاكرة مصر الدوائية والفنية والسياسية والاجتماعية، وقبل أن نبدأ بالمشروع أصيب بداء يصيب القلب اسمه (انكسار القلب) إثر فاجعة ألمت بنا، فقدان ولده البكر الدكتور الصيدلي أحمد، ابن التسعة والعشرين ربيعا.
كنا نتحدث هو في الشأن المصري وأنا في الشأن الفلسطيني، كان رحمه الله لا تغيب عنه شاردة أو واردة في علاقات المخابرات مع الفنانين والفنانات، وكان وفيا للجيش حيث تطوع وهو طالب ولا يتوانى عن تقديم أي عون يطلب منه، كان لا يتوانى عن مساعدة أي إنسان يطرق يبحث عن وظيفة، كان فخورا بأبنائه، ويعدهم لخدمة وطنهم والأمة العربية، بالأمس جاءه ولده الأوسط مهند ليسلمه شهادته في الماجستير في الصيدلة من ألمانيا وابتسم حين اطمأن على مواصلة ابنه الأصغر مازن دراسة الهندسة في ألمانيا حفظهم الله ورعاهم، وسلم الأمانة وغادر «إنا لله وإنا إليه راجعون».بقلم: سمير البرغوثي