سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني
حين رفعت شيرين أبو عاقلة يديها إلى السماء وهي تحت القصف أرض أرض وجو أرض وجو جو وهي تقول: (يا رب احم غزة)، لم تكن تعرف أن هذا الدعاء سيعلقه أهل غزة تعويذة في رقابهم ورقاب أطفالهم ونسائهم وعلى مداخل بيوتهم، فهي ابنة زهرة المدائن ومعمدة في نهر الأردن وتصلي في محراب مريم وتتهجد تحت صخرة الإسراء وترابط مع مريميات الأقصى وتثور ضد مغتصبي البراق، لم تكن تعتقد للحظة أن عملها سيكون جواز سفرها إلى قلوب كل الفلسطينيين ومناصريهم وأحرار العالم.
وقفت غزة خلف أمام الجمعة تعلن أنها (طلابة دم) للراحلة شيرين أبو عاقلة، ودعا خطيب الجمعة الشباب إلى أن يأخذوا ثأرهم بدم شيرين التي عملت على مدى ربع قرن تنقل همومهم وتفضح جرائم المحتل، ودعاهم إلى النيل من القاتل بكل الوسائل بالرصاص والمدي والبلطات والصابون، موجها نقده لمن انشغلوا في جواز الترحم عليها وهل هي شهيدة أم لا، وقال: نحن في فلسطين منذ عهد عيسى إلى عهد عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين إلى الهاشميين لا نفرق بين سكان فلسطين من مسلمين ومسيحيين.. وبعد الاحتلال الصهيوني حاولت إسرائيل ان تفرق بين مسلم ومسيحي من خلال منح ميزات لهذا دون ذاك، لكن هذا لم يؤثر فكان المطران كابوتشي الفدائي الأول.. وكان عطا الله عطا الله اول من يقف في وجه جرائم المحتل.
الفلسطينيون جميعا ابناء وطن
هنيئا لفلسطين وقد ضمت في ترابها رفاة شيرين وهنيئا لشيرين ان رفاتها في ارض الاسراء والمعراج ونحن جميعا مع غزة طلاب دم.