حمد حسن التميميالإنسان فضولي حشري بطبعه، وهذا ما يفسر ميل البعض إلى التدخل في شؤون الآخرين وحياتهم الشخصية. وتكثر مثل هذه الظاهرة في أوساط المجتمع العربي على وجه الخصوص، وهي في الواقع ظاهرة سلبية لأبعد الحدود، يجب التخلص منها نهائيا إذا أردنا بالفعل أن نرتقي فكريا وروحيا.
ربما تتساءل: ما الذي يضر الآخرين لو كان لدي فضول بحياتهم؟
الإجابة هي أن الفضول ليس عيباً، لكن أن يصبح الأمر هاجساً يطارد المرء فيجعله يتدخل في حياة من حوله، فينصّب نفسه قاضياً وناصحاً لكل شخص يلقاه؛ فهو العيب كله، وله آثار مدمرة على المجتمع بأسره.
في مقابلات العمل لدينا على سبيل المثال لا الحصر، والتي يجب أن تكون مهنية لأبعد الحدود، يقوم العديد من القائمين عليها بطرح مجموعة أسئلة على المتقدمين للوظيفة، من بينها وضعهم الاجتماعي، منتظرين الإجابة التي يفترض أن تكون كلمة واحدة لا غير (عازب، متزوجة، مطلق..).
لكن للأسف الشديد ترى كثيراً من مدراء الموارد البشرية يتدخلون في حياة طالب الوظيفة، فيتبع واحدهم السؤال الأول بالسؤال التالي في حال أجابة الشخص بأنه «عازب» مثلاً: «لماذا أنتَ عازب؟».
هل لك أن تتخيل مقابلة عمل يُسأل فيها مثل هذا السؤال السخيف، الذي لا يعدو كونه إحراجاً وتدخلاً في حياة شخص يبحث عن لقمة العيش، بل واستغلالا لحالة الضعف التي يشعر بها المتقدم إلى الوظيفة، كون معظم من يبحثون عن عمل هم في الحقيقة يفتشون عن مصدر رزق بعدما ضاقت بهم السبل!
أما في الحياة الاعتيادية «فحدّث ولا حرج» كما يقول المثل، حيث يحق لأي شخص أن يتدخل في حياتك الشخصية، ويطرح عليك أي سؤال يخطر في باله. والويل لك إن رفضت الإجابة، أو أجبت بشيء لا يتوافق مع قيم وعادات طارح السؤال!
يمتاز أفراد المجتمع في العالم العربي بكونهم اجتماعيين أكثر من الشعوب الأخرى، وربما هذا يفسر جانباً من جوانب ظاهرة التدخل غير الصحية. لكن بالتأكيد هناك أسباب أخرى أكثر عمقاً، فمردّ ذلك أولاً وآخراً يرجع إلى التربية التي يتلقاها الطفل في بيته ومدرسته.
إن أنت علّمت الطفل منذ نعومة أظفاره على احترام خصوصية الآخرين، وعدم التدخل في حياتهم، والأهم من ذلك عدم الحكم عليهم؛ فلقد ساهمت في صناعة إنسان رائع نبيل بكل ما للكلمة من معنى.
كم يحزنني عندما أسمع شخصاً يسأل زوجين لم يستطيعا الإنجاب أو لا يريدان الإنجاب في الوقت الحالي سؤالاً من قبيل: «لماذا لم تنجبا حتى اليوم؟»، أو آخر يزعج – كل مرة - قريباً له أنجب طفلاً واحداً بالسؤال التالي: «ألا تريد أن تنجب طفلاً آخر؟». وهلم جرّاً من أسئلة محرجة، وأخرى تجرح مشاعر الآخرين، وثالثة يمكن أن تحطم معنوياتهم، وتشعرهم بالدونية والنقص والرفض المجتمعي.
لهذا كله، فزواج الآخرين شأن يخصهم وحدهم، وتأخر تخرجهم في الجامعة لا علاقة لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد، وإنجاب الأطفال موضوع لا يعنينا نهائياً لأي سبب كان. إن اختيارات الناس تعكس أذواقهم وميولهم الذاتية، والذوق موضوع نسبي يختلف من شخص لآخر، فلا تشغل حياتك بملاحقة الآخرين وطرح الأسئلة المزعجة عليهم؛ لأن حياة الناس تخصهم ولا تخصك، وفي حياتك أسئلة كثيرة لم تجب عنها حتى اليوم، لذا ركز على حياتك! , لا تضيع وقتك ووقت الغير بتلك الأسئلة الساذجة، والتطفليّة التي لا تعنيك إجاباتها في شيء. ركز على اكتشاف ذاتك، وتطوير مهاراتك، وعيش الحياة بمحبة ووئام مع الناس من حولك. لن تستفيد بشيء إن أنت تدخلت في حياة شخص آخر، بل ستتسبب في إزعاجه، والانتقاص من قدره أحياناً، أو حتى إحراجه وجعله يشعر بالكآبة!
كن إنساناً محباً لجميع من حولك؛ إنساناً لا يزجّ أنفه في حياة أحد، ولا يطلق أحكاماً على اختيارات أحد، بل يحترم كل الناس، ويركز بالدرجة الأولى على حياته الشخصية. فيا ليتنا نعمّق مثل هذه المفاهيم الجميلة في مجتمعاتنا التي رغم بعض سلبياتها، إلا أنها تنطوي على الكثير من العادات الجميلة والقيم النبيلة.
ربما تتساءل: ما الذي يضر الآخرين لو كان لدي فضول بحياتهم؟
الإجابة هي أن الفضول ليس عيباً، لكن أن يصبح الأمر هاجساً يطارد المرء فيجعله يتدخل في حياة من حوله، فينصّب نفسه قاضياً وناصحاً لكل شخص يلقاه؛ فهو العيب كله، وله آثار مدمرة على المجتمع بأسره.
في مقابلات العمل لدينا على سبيل المثال لا الحصر، والتي يجب أن تكون مهنية لأبعد الحدود، يقوم العديد من القائمين عليها بطرح مجموعة أسئلة على المتقدمين للوظيفة، من بينها وضعهم الاجتماعي، منتظرين الإجابة التي يفترض أن تكون كلمة واحدة لا غير (عازب، متزوجة، مطلق..).
لكن للأسف الشديد ترى كثيراً من مدراء الموارد البشرية يتدخلون في حياة طالب الوظيفة، فيتبع واحدهم السؤال الأول بالسؤال التالي في حال أجابة الشخص بأنه «عازب» مثلاً: «لماذا أنتَ عازب؟».
هل لك أن تتخيل مقابلة عمل يُسأل فيها مثل هذا السؤال السخيف، الذي لا يعدو كونه إحراجاً وتدخلاً في حياة شخص يبحث عن لقمة العيش، بل واستغلالا لحالة الضعف التي يشعر بها المتقدم إلى الوظيفة، كون معظم من يبحثون عن عمل هم في الحقيقة يفتشون عن مصدر رزق بعدما ضاقت بهم السبل!
أما في الحياة الاعتيادية «فحدّث ولا حرج» كما يقول المثل، حيث يحق لأي شخص أن يتدخل في حياتك الشخصية، ويطرح عليك أي سؤال يخطر في باله. والويل لك إن رفضت الإجابة، أو أجبت بشيء لا يتوافق مع قيم وعادات طارح السؤال!
يمتاز أفراد المجتمع في العالم العربي بكونهم اجتماعيين أكثر من الشعوب الأخرى، وربما هذا يفسر جانباً من جوانب ظاهرة التدخل غير الصحية. لكن بالتأكيد هناك أسباب أخرى أكثر عمقاً، فمردّ ذلك أولاً وآخراً يرجع إلى التربية التي يتلقاها الطفل في بيته ومدرسته.
إن أنت علّمت الطفل منذ نعومة أظفاره على احترام خصوصية الآخرين، وعدم التدخل في حياتهم، والأهم من ذلك عدم الحكم عليهم؛ فلقد ساهمت في صناعة إنسان رائع نبيل بكل ما للكلمة من معنى.
كم يحزنني عندما أسمع شخصاً يسأل زوجين لم يستطيعا الإنجاب أو لا يريدان الإنجاب في الوقت الحالي سؤالاً من قبيل: «لماذا لم تنجبا حتى اليوم؟»، أو آخر يزعج – كل مرة - قريباً له أنجب طفلاً واحداً بالسؤال التالي: «ألا تريد أن تنجب طفلاً آخر؟». وهلم جرّاً من أسئلة محرجة، وأخرى تجرح مشاعر الآخرين، وثالثة يمكن أن تحطم معنوياتهم، وتشعرهم بالدونية والنقص والرفض المجتمعي.
لهذا كله، فزواج الآخرين شأن يخصهم وحدهم، وتأخر تخرجهم في الجامعة لا علاقة لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد، وإنجاب الأطفال موضوع لا يعنينا نهائياً لأي سبب كان. إن اختيارات الناس تعكس أذواقهم وميولهم الذاتية، والذوق موضوع نسبي يختلف من شخص لآخر، فلا تشغل حياتك بملاحقة الآخرين وطرح الأسئلة المزعجة عليهم؛ لأن حياة الناس تخصهم ولا تخصك، وفي حياتك أسئلة كثيرة لم تجب عنها حتى اليوم، لذا ركز على حياتك! , لا تضيع وقتك ووقت الغير بتلك الأسئلة الساذجة، والتطفليّة التي لا تعنيك إجاباتها في شيء. ركز على اكتشاف ذاتك، وتطوير مهاراتك، وعيش الحياة بمحبة ووئام مع الناس من حولك. لن تستفيد بشيء إن أنت تدخلت في حياة شخص آخر، بل ستتسبب في إزعاجه، والانتقاص من قدره أحياناً، أو حتى إحراجه وجعله يشعر بالكآبة!
كن إنساناً محباً لجميع من حولك؛ إنساناً لا يزجّ أنفه في حياة أحد، ولا يطلق أحكاماً على اختيارات أحد، بل يحترم كل الناس، ويركز بالدرجة الأولى على حياته الشخصية. فيا ليتنا نعمّق مثل هذه المفاهيم الجميلة في مجتمعاتنا التي رغم بعض سلبياتها، إلا أنها تنطوي على الكثير من العادات الجميلة والقيم النبيلة.