+ A
A -
قال الزُّبير بن بكار: قالتْ بنتُ أُختي لزوجتي: خالي خير رجلٍ لأهله، لا يتخذ ضُرةً، ولا يشتهي جارية.
فقالتْ لها زوجتي: واللهِ لهذه الكُتب أشدُّ عليَّ من ثلاث ضرائر!
وكانِ للأميرِ «ابن فاتك»، وهو من أُمراءِ مصر في القرنِ الخامسِ الهجري، مكتبة ضخمة، كانَ يجلسُ فيها أكثر أوقاته ولا يُفارقها، وكانتْ له زوجة داخَلَتْها الغيرة من الكُتُب!
فلمَّا تُوفيَ الأمير، نهضتْ هي وجواريها إلى المكتبة، وجعلتْ تبكيه وتندبه، وتناولَ جواريها الكتاب بعد الكتاب ليُلقينه في الماءِ انتقاماً لانشغالِهِ بها عنها!
وروى «ابن الجوزي» في كتابه «أخبار الظُّراف والمتماجنين» قال:
تزوجَ الفقيهُ «أبو عبد الله بن المحرَّم» امرأةً كانتْ تضيقُ ذرعاً بانشغاله بكتبه عنها، اشتكتْ إلى أمها، وفي ليلةٍ جلسَ أبو عبد الله يقرأُ في كتابٍ له، إذ جاءت حماته، فأخذتْ الكتاب منه، ورمته أرضاً وقالت: هذا الكتابُ شرٌّ على ابنتي من ضُرَّة!
الفكرةُ أنَّ الكتب ليستْ عدوة للنساء، وإنما المرأة تكرهُ كل ما يُشغل زوجها عنها! فموقف زوجة كل من «الزبير بن بكار» و«ابن فاتك» و«أبو عبد الله بن المحرَّم» مُشابهٌ لموقفِ زوجةٍ انشغلَ عنها زوجها بالصيدِ حتى تولَّعَ به كثيراً، أو بالجلوسِ في المقاهي مع أصحابه وتركها في البيت وحدها!
الفكرةُ في الانشغالِ وليستْ فيما يُشغِل!
على الزوجة أن تعرفَ أن للزوجِ هوايات وأشياء يُحبها، يجدُ بها ذاته، ويشعرُ معها بسعادة! وأنه لا يُمكنه أن يُعطيها وقته كله، فيجلسُ قبالتها طيلة اليوم، وللمرأةِ أيضاً هوايات يجب أن تُراعى، وهناك مساحة خاصة بين الزوجين من الجميلِ الانتباهِ لها، ومعرفةِ أنها ليستْ ضد الشريك!
وعلى الزوجِ أيضاً أن يعرفَ أن المرأة تحبُّ الاهتمام، وتكرهُ أن تشعرَ أنها كأثاثِ البيت! وأنَّ الأمور تحتاجُ إلى تسديدٍ ومُقاربة، فلا ينشغل عنها بعمله وهواياته إلى درجةِ الإهمال، ولا يترك عمله وهواياته ويجلسُ قبالتها!بقلم: أدهم شرقاوي
فقالتْ لها زوجتي: واللهِ لهذه الكُتب أشدُّ عليَّ من ثلاث ضرائر!
وكانِ للأميرِ «ابن فاتك»، وهو من أُمراءِ مصر في القرنِ الخامسِ الهجري، مكتبة ضخمة، كانَ يجلسُ فيها أكثر أوقاته ولا يُفارقها، وكانتْ له زوجة داخَلَتْها الغيرة من الكُتُب!
فلمَّا تُوفيَ الأمير، نهضتْ هي وجواريها إلى المكتبة، وجعلتْ تبكيه وتندبه، وتناولَ جواريها الكتاب بعد الكتاب ليُلقينه في الماءِ انتقاماً لانشغالِهِ بها عنها!
وروى «ابن الجوزي» في كتابه «أخبار الظُّراف والمتماجنين» قال:
تزوجَ الفقيهُ «أبو عبد الله بن المحرَّم» امرأةً كانتْ تضيقُ ذرعاً بانشغاله بكتبه عنها، اشتكتْ إلى أمها، وفي ليلةٍ جلسَ أبو عبد الله يقرأُ في كتابٍ له، إذ جاءت حماته، فأخذتْ الكتاب منه، ورمته أرضاً وقالت: هذا الكتابُ شرٌّ على ابنتي من ضُرَّة!
الفكرةُ أنَّ الكتب ليستْ عدوة للنساء، وإنما المرأة تكرهُ كل ما يُشغل زوجها عنها! فموقف زوجة كل من «الزبير بن بكار» و«ابن فاتك» و«أبو عبد الله بن المحرَّم» مُشابهٌ لموقفِ زوجةٍ انشغلَ عنها زوجها بالصيدِ حتى تولَّعَ به كثيراً، أو بالجلوسِ في المقاهي مع أصحابه وتركها في البيت وحدها!
الفكرةُ في الانشغالِ وليستْ فيما يُشغِل!
على الزوجة أن تعرفَ أن للزوجِ هوايات وأشياء يُحبها، يجدُ بها ذاته، ويشعرُ معها بسعادة! وأنه لا يُمكنه أن يُعطيها وقته كله، فيجلسُ قبالتها طيلة اليوم، وللمرأةِ أيضاً هوايات يجب أن تُراعى، وهناك مساحة خاصة بين الزوجين من الجميلِ الانتباهِ لها، ومعرفةِ أنها ليستْ ضد الشريك!
وعلى الزوجِ أيضاً أن يعرفَ أن المرأة تحبُّ الاهتمام، وتكرهُ أن تشعرَ أنها كأثاثِ البيت! وأنَّ الأمور تحتاجُ إلى تسديدٍ ومُقاربة، فلا ينشغل عنها بعمله وهواياته إلى درجةِ الإهمال، ولا يترك عمله وهواياته ويجلسُ قبالتها!بقلم: أدهم شرقاوي