تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن شن الحروب، واستخدام القوة، من شأنهما إحداث تغيير يضمن لها الأمن والاستقرار، فكان أن لجأت إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، عبر تنفيذ مخططها القائم على استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، وتدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما يجري الآن في مدن جنين وطولكرم ومخيماتهما، وطوباس، وعمليات القتل التي أدت إلى استشهاد العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية، وتوسيع الاعتداءات لتشمل لبنان وسوريا.
إن ما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الترويج له عبر تكرار العبارة القائلة بأن إسرائيل ستغير وجه الشرق الأوسط، ينطوي على تفكير أرعن لن يقود سوى إلى المزيد من الدمار، وبطبيعة الحال لن يمنح إسرائيل الاستقرار والأمن، طالما لم يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولة مستقلة وذات سيادة سوف تكون ضمانة أمنية قوية للشرق الأوسط بأكمله.
إن ما هو ملح اليوم، ليس وقف الاعتداءات الإسرائيلية فحسب، وإنما استئناف مفاوضات السلام، وإطلاق حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة دولة مستقلة على حدود العام «1967»، وعاصمتها القدس الشرقية، وبغير ذلك فإن كل ما يحاول نتانياهو التسويق له هو الفوضى، ولا شيء غيرها.
إن الخطوة الأولى للمضي في الطريق الصحيح تكمن في تحقيق وقف إطلاق نار فوري في غزة والإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين، ثم الشروع فورا في مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة ففي ذلك وحده ضمانة للأمن المتين لمنطقة الشرق الأوسط بأكمله، وكل شيء آخر يحاول نتانياهو الترويج له، هو مجرد أوهام بائسة.