انتصرت إرادة الشعب التركي.. وكان للنموذج البطولي الذي قدمه الأتراك، الفضل الأول في إحباط المحاولة الانقلابية الإجرامية الفاشلة.
ثمة دروس كبرى لابد أن تخرج بها تركيا، التي عاشت وعاش معها أنصار الديمقراطية، والمؤيدون لإرادة الشعوب، ساعات عصيبة، إلى أن انجلت غمة الانقلاب.
أول تلك الدروس، هو ضرورة استمرار وتواصل الوعي الشعبي العميق، للأشقاء في تركيا، ورفضهم القاطع للانقضاض على التجربة الديمقراطية التي تعيشها تركيا.
فقد قدم الشعب والسياسيون الأتراك نموذجا ملهما، لكيفية إدارة الصراع السياسي، بشكل ديمقراطي، لا مكان فيه لفرض الرأي بالعنف، أو استخدام السلاح، أو القوة العسكرية، التي ينحصر دورها فقط في حماية حدود البلاد، وتنفيذ أوامر القيادة المنتخبة من قبل الشعب بشكل ديمقراطي شفاف.
نموذج خروج الملايين من الأتراك إلى الميادين، لمواجهة الانقلابيين، توازى معه، ذلك الموقف الحازم من المعارضة التركية في رفض الانقلاب، على الرغم من شراسة معارضتها للرئيس والحكومة، لكنها أكدت على أن الصراع مدني سياسي فقط، لا مكان فيه للسلاح، أو القوة العسكرية.
الخطر ما زال ماثلا.. لذا فإن تلك الحالة من الوعي العميق التي قدمها الشعب والسياسيون الأتراك، لابد أن ألا تخفت جذوتها، ولا يبهت توهجها، بل من الضرورة بمكان أن يواصل الشعب والأحزاب السياسية بكافة تنوعاتها، هذا الوعي، وذلك التلاحم النموذجي، والترفع عن الخلافات، لحماية ديمقراطيتهم، ومكتسباتهم الاقتصادية والتنموية.

بقلم : رأي الوطن