الدوحة- قنا- تشهد العلاقات الثقافية بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية، تطورا ملحوظا، انعكاسا للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، حيث يجمعهما العديد من المشتركات الثقافية والفنية والتراثية، تنطلق من عمق الثقافة العربية، وجذورها الممتدة عبر التاريخ.
وترسخ الفعاليات الثقافية المتبادلة بين البلدين، روح الأخوة والتفاهم، وسط حرص الجانبين على تعميقها، في ظل تطلع مبدعي الدولتين الدائم إلى مزيد من التعاون الثقافي والفني المشترك، على نحو ما تعكسه مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية المختلفة، بما يسهم بدوره في تعزيز التقارب وتبادل الخبرات والتجارب بينهم، انطلاقا مما يزخر به البلدان من عمق ثقافي، وحراك فني، وجذور تراثية.
ويتجلى التعاون الثقافي المشترك بين البلدين في جوانب متنوعة ما في ذلك الفعاليات الثقافية المتبادلة مثل الأسبوع الثقافي المصري الذي استضافته دولة قطر خلال شهر يناير الماضي، في درب الساعي، حيث شكلت فعالياته، محطة انطلاق جديدة للتعاون الثقافي بين البلدين، إذ قدمت خلاله وزارة الثقافة المصرية مختلف ألوان الحياة المصرية إلى الجمهور في قطر، من فنون وموسيقى ومأكولات مصرية شعبية، استقطبت إليها جمهورا غفيرا من المواطنين والمقيمين.
وأعاد هذا الأسبوع، الذاكرة إلى أسبوع مماثل، شاركت به وزارة الثقافة المصرية، الدوحة، اختيارها عاصمة للثقافة العربية في عام 2010، عندما جرى تقديم عرض مسرحي، ومعرض للفن التشكيلي، وندوات أدبية، عن الثقافة المصرية، والمشترك بينها وبين نظيرتها القطرية، بمشاركة نخبة من مبدعي البلدين.
ويدعم البلدان الجهود العربية المشتركة، لحفظ التراث، وتحقيق تكامل عربي من خلال مشروعات رقمية، وورش عمل إقليمية، لاسيما التعاون المشترك مع لجنة «ذاكرة العالم» للمنطقة العربية، والتي جرى إطلاقها في ختام المؤتمر الإقليمي «الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية»، ونظمته دار الوثائق القطرية خلال شهر يناير الماضي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وشهد انتخاب الدكتور أحمد عبدالله البوعينين أمين عام دار الوثائق القطرية، رئيسا للجنة، والدكتور شريف كامل شاهين، أستاذ المكتبات والوثائق في كلية الآداب بجامعة القاهرة، نائبا للرئيس.
وفي هذا السياق، يظهر التعاون في الملفات التراثية المشتركة لتسجيل عناصر تراثية عربية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي التابعة لـ «اليونسكو»، مثل ملفات النخلة، والخط العربي، وغيرهما، والاتجاه حاليا إلى ترشيح «السنبوك: المراكب الشراعية»، كملف عربي مشترك، حيث شهدت الدوحة خلال شهر فبراير الماضي، الاجتماع الثاني لهذا الغرض، ضمن اجتماعات متتالية، تمهيدا لإعداد هذا الملف.