تجدد المواجهات في المنطقة الخضراء في بغداد تصعيد خطير ينذر بتفاقم المأزق السياسي المستمر في العراق، وبسقوط المزيد من القتلى والجرحى، جراء غياب أي خريطة طريق للخروج من الحالة الراهنة، وجراء انتقال الاضطرابات إلى مناطق أخرى،
الأمر الذي ينذر بالمزيد من المواجهات التي لا يمكن وضع حد لها إلا عن طريق الحوار الجاد والمسؤول والشجاع بين جميع الأفرقاء.
لقد أعربت دولة قطر عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع، ودعت جميع الأطراف في العراق إلى التهدئة وتجنب التصعيد وتغليب صوت الحكمة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وشددت على ضرورة حل الخلافات عبر الحوار السياسي والطرق السلمية بما يحقق تطلعات الشعب العراقي الشقيق في الاستقرار والازدهار، وجددت التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والداعم لوحدة العراق وأمنه وسيادته، وهذه لا يمكن تحقيقها إلا عبر التوصل إلى تهدئة حقيقية تمهد لحوار بات ملحا أكثر من أي وقت مضى آخر.
لقد عانى العراق كثيرا خلال العقود الماضية، ومن المؤسف أن هذه المعاناة مازالت مستمرة دون أن تلوح في الأفق أي بادرة على الحلحلة، ما يعني أن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات السيئة ما لم يتم التداعي لحوار سريع بين جميع الأطراف من شأنه التوصل إلى اتفاقات تُخرج العراق من المأزق الراهن، وتعيد الأمل لملايين العراقيين الذين يواجهون ظروفا في غاية الخطورة نتيجة استمرار الخلافات بين القوى السياسية التي تسيطر على المشهد العراقي، في ظل تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة، على الرغم من مضي أكثر من عشرة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر عام «2021».
إن استقرار العراق وأمنه هو استقرار للمنطقة بأسرها، والعكس صحيح تماما، الأمر الذي بستدعي تغليب المصلحة العليا والانخراط في حوار يبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى آخر.