سوريا العزيزة.. إنها عبارة منتشرة في قطر، التي لا تكتفي بالموقف السياسي الصارم الرافض ما يمارس ضد الأشقاء السوريين، وسعيها الحثيث في كافة المحافل لإعلاء مطالب الحرية والكرامة للسوريين، وإنما تقوم مؤسساتها الخيرية، بالتوازي مع ذلك، بجهود دؤوبة، لتقديم المساعدات والاغاثات، لأهل سوريا العزيزة، على قلب الشعب القطري كله.
تلك المساعدات أبرز ما يميزها، هو ذلك الشكل المؤسسي والمدروس في تقديمها - وهو ما تفعله قطر دائما - بما يعظم فوائد هذه المساعدات، ويحقق أكبر أثر لها، على الأشقاء المستفيدين منها.
وانطلاقا من هذا الأسلوب المؤسسي، فقد أكمل الهلال الأحمر القطري مشروع زراعة محصول القمح في سوريا الذي بدأه العام الماضي، وتوسع فيه خلال العام الجاري، ليشمل 6 محافظات هي: حلب وحمص وريف دمشق وحماة وإدلب ودرعا، ليبلغ مجموع المساحات المزروعة هذه السنة 2.340 هكتارا، وهو ما يحل مشكلة مزارعي القمح في سوريا المتمثلة في صعوبة توفير المدخلات الزراعية وتسويق الإنتاج، حيث يستفيد من هذا المشروع ألف و650 فلاحا.
المشروع لن يكتفي بذلك، وإنما سيقوم الهلال الأحمر القطري بشراء ما نسبته 60 بالمائة من المحصول، ويحتفظ المزارع المستفيد بنسبة 40 بالمائة. كما سيتم توجيه جزء من المحصول لإنتاج الخبز، فيما سيتم تعقيم جزء آخر وبيعه بأسعار رمزية لدعم المزارعين.
تستحق سوريا العزيزة العمل الدائم للتخفيف على أهلها الأعزاء إثر ما يعيشونه من مأساة.. وتستحق قطر ومؤسساتها الإنسانية التقدير والإشادة.
الوطن