كتب- أكرم الفرجابي
أكدت الدكتورة هلا السعيد استشارية التوحد والتعليم الخاص، أن تجربة علاج الأطفال المصابين بمرض التوحد عن طريق «الفن التشكيلي»، قد أحرزت تقدماً ملحوظاً، وساهمت في اكتشاف العديد من المواهب لدى الأطفال، وشجعت مدير مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في حديثها مع «الوطن» أمس، على الاستعانة بالبرامج المتقدمة في تدريب أطفال التوحد، والتي من ضمنها برنامج الفن التشكيلي، وأشارت إلى أن الفن وحده لا يستطيع تقديم العلاج الشافي للطفل التوحدي، ولكنه قد يقوم بدور الوسيط في تنمية بعض المهارات لدى الطفل أو المساعدة في تنمية عمل بعض الحواس، وأضافت عن طريق اللعب بالرسم يمكننا أن نفهم بعض الأمور الأخرى، إلى جانب أنه قد يخدم في تعديل السلوك في المستقبل، وذلك في ضوء التحليل النفسي للرسومات.
ولم يعد الفن التشكيلي لوحة تُرسم، أو مجسماً يُنحت، بحسب استشارية التوحد والتعليم الخاص د. هلا السعيد إنما تعدى ذلك ليكون واحداً من الأساليب العلاجية المعترف بها على المستوى المحلي والعالمي، وقد وصفت الرابطة الأميركية للعلاج بالفن التشكيلي هذا النوع من العلاج بأنه الاستعمال العلاجي للإنتاج الفني من خلال ابتكار الفن والتمعن في إنتاجه وعملياته، يستطيع الأفراد أن يرفعوا من درجة إدراكهم لأنفسهم والآخرين، والتأقلم مع أعراضهم المرضية والضغوط التي تنتابهم، والصدمات التي يمرون بها، فيحسنون من قدراتهم المعرفية، ويستمتعون بمتعة الحياة الأكيدة من خلال عمل الفن. والمعالجون بالفن هم مهنيون مدربون في كل من الفن والعلاج بحيث يمكن استخدامه في علاج مرض التوحد، بوصفه أحد الاضطرابات التي تجعله يصنف كإحدى الفئات من ذوي الاعاقة التي تحتاج بصفة أساسية إلى العلاج بالفن، وخاصة الفن التشكيلي ليلبي لهؤلاء الأطفال الحاجات الأساسية لديهم وليتماشى مع التخطيط العام لتأهيلهم من النواحي البدنية، والفكرية، والاجتماعية، والانفعالية ومساعدة من يقوم برعاية هو لا الأطفال إلى توجيه الأنشطة الفنية التي يقدمونها لأطفال هذه الفئة لأن تكون هادفة وليست عشوائية أو لشغل وقت فراغهم، حيث إنه من الممكن للفن التشكيلي أن يعلب دوراً موازياً في البرامج التنموية التي تقدم لتلك الفئة لما تلعبه المجالات والتخصصات الأخرى داخل المراكز العلاجية، ويقول خبراء التوحد والتعليم الخاص: قد نصل بطفل التوحد إلى أن يكتسب مهارات فنية ولغوية، وإدراكية، واجتماعية بطرق أكثر بساطة وأكثر قرباً وواقعية من عالم هذا الطفل.
فرص التعبير
يلعب الفن دوراً هاماً ومؤثراً، في تنمية وإثراء وعلاج عملية الاتصال، لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو، أو اضطرابات في مهارات الاتصال، ويعتبر الفن بحسب الخبراء والمختصين لغة في حد ذاته تتيح للأفراد سواء كانوا أطفالا أو مراهقين عاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة للتعبير عما بداخلهم والاتصال بالآخرين، ومن هنا يصبح الفن بجانب أنه وسيلة تطهيرية وسيلة تساعد على علاج المشكلات الاتصالية لدى الأفراد، ويعمل الفن على إيجاد علاقة اتصالية بين الفرد والقطعة الفنية، وبالتالي يبدأ يتسع نطاق الاتصال بالبيئة المحيطة به سواء هذه البيئة أشياء أو أفراد، والأنشطة الفنية تعتبر من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال التوحديين ذلك لأنها تساعد هؤلاء الأطفال في تنمية إدراكهم الحسي، وذلك من خلال تنمية إدراكهم البصري، عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراك باللمس، عن طريق ملامسة السطوح، ومن هنا يعتبر الفن الوسيط الناجح في علاج الاضطرابات المختلفة التي يعاني منها الكثير من الأفراد، كما أنها جزء أساسي من برامج تنمية المهارات للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وبالطبع منهم الأطفال التوحديين.
استراتيجية العلاج
لتحقيق هذه الأهداف التأهيلية والعلاجية مع أطفال التوحد لابد للمعالج بالفن التشكيلي أن يضع استراتيجية تضم طرق التعرف على قدرات الطفل، ويعني ذلك أن نتعرف على المشكلات التي يعاني منها الطفل، حتى نستطيع أن نساعده في التكيف معها، كذلك معرفة درجة نموه في المجالات الإدراكية والحسية والقدرات الحركية والاجتماعية وقدرته على الاتصال بالمعالج وبالعالم المحيط به بل ومعرفة سلوكه، ومزاجه، طريقة لعبه، طريقة تعبيره عن مشاعره، طريقة تنظيمه لوقته، متى يغضب، ومتى يكون سعيداً، وما هي أفضل الطرق للتعامل معه؟ فبإمكان المعالج عن طريق الفت التشكيلي أن يحصل على هذه المعلومات من خلال ملف الطفل أو عن طريق فريق العمل، ومن الممكن أيضاً الحصول على تلك المعلومات من خلال الممارسة الفنية وذلك من خلال التعامل المباشر بين المعالج والطفل والأعمال الفنية، فعلى سبيل المثال من الممكن للمعالج قياس الجانب الادراكي للطفل عن طريق ملاحظته المباشرة وهو ينفذ نشاطًا في الرسم أو في التشكيل الخزفي، كذلك من الممكن التعرف على قدرات الطفل الحركية والاجتماعية وقدرته على الاتصال من خلال اختباره في مادة الكولاج على سبيل المثال، لذلك لابد للمعالج بالفن أن يضع ملفا خاصاً لكل حالة من الحالات التي يعمل معها، ويضع داخله تلك الاختبارات التي طبقها والمعلومات التي حصل عليها ومصادر معلوماته حتى تساعده في البدء مع الطفل ومن ثم تأهيله عن طريق الفن.
تشخيص المهارات
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي أن يقوم المعالج بالفن التشكيلي بتشخيص المهارات والقدرات الفنية للطفل وهي تعني بمعنى أكثر وضوحا التعرف على القدرات والمهارات الفنية التي تم للطفل اكتسابها من قبل، وهنا يقوم المعالج بقياس خبرات الطفل الفنية.فيتعرف على ماذا أو كيف يرسم، أو يشكل، أو يستعمل الأدوات الفنية، وطرق وإرشادات تنفيذ النشاط الفني، وكيفية تكييف القدرات والأدوات وورشة التأهيل بالفن التشكيلي، ثم تأتي المرحلة الثالثة حيث يقوم المعالج بتنفيذ النشاط الفني ويعني ذلك اتباع الطريقة المثلى للتعرف على المشاكل المصاحبة لتنفيذ النشاط في غرفة الفن، وتبعاً لذلك يجب أن يقوم المعالج بالفن التشكيلي بتنفيذ النشاط بينه وبين نفسه أو لا قبل أن يقدمه لطفل التوحد مع التأكيد على أن يتم وضع تصور واقعي لينجح ذلك النشاط، وعلى هذا الأساس يجب مراعاة عملية التدرج في تنفيذ النشاط مع الطفل وتوزيعه وتجزئته إلى عدة أجزاء متطورة من البسيط إلى الأصعب، وتقسيم النشاط إلى دورات متتالية حتى يستطيع طفل التوحد استيعاب طرق التنفيذ وتفهم العمل بشكل جيد وبطريقه تحقق الأهداف العامة من التأهيل كذلك لابد للمعالج من اختبار الأهداف التأهيلية التي وضعها مسبقًا ويستطيع تقديم خطته التأهيلية متفاديًا ما قد يحدث من مشكلات تتخلل عملية التنفيذ.
أهمية العلاج
يساهم العلاج بالفن في إطلاق الشعور التعبيري والانفعالي لدى الطفل، وذلك من خلال تطور التفاعل الإنساني بينه وبين العمل الفني والمعالجة، كما أنه يعمل على تنمية وعي الطفل بنفسه، بحيث إنه يكون قادرا على إخراج عمل جميل، وأيضاً في بداية إحساس الطفل بنفسه هي بداية منظمة لإحساسه بالبيئة من حوله، ويثري الأسلوب الجامد الذي يتبعه أطفال التوحد في الرسم ويجعله أكثر ليونة فيما يتعلق بالأعمال المصنعة، ومن خلال هذه الطرق يتعلم الطفل الكثير من طرق التواصل مع البيئة المحيطة، إن المشاكل التي يمر بها التوحديون في التفاعل الاجتماعي، ومشاكل في الاتصال وفهم اللغة المنطوقة يجعل برنامج العلاج بالفن بالنسبة لهم له أهمية خاصة، وأن العلاقة التي تحدث بين (الطفل – العمل الفني – المعالجة) تتفاعل في علاقة داخلية مستمرة، وذلك لأن الكلام ليس هو الذي يعبر عن العمل الفني فقط، ولكن المعايشة والانصهار في هذا العمل يعني الكثير بالنسبة للمعالجة، إن أهم الأشياء التي يهتم بها برنامج العلاج بالفن هي مراحل تقبل الطفل لكيفية صناعة العمل الفني واستقباله للخامات المناسبة، برنامج العلاج بالفن يساعد الطفل التوحدي على الخروج من حيز التفاعل مع نفسه إلى التفاعل مع المعالجة ومع العمل الفني، ومن ثم الأصحاب من حوله، ومن هنا يحدث الاتصال اللغوي أو الاجتماعي، ويشير الخبراء والمختصين هنا إلى أن العلاج بالفن التشكيلي يختلف اختلافا تاما عن تدريس مادة التربية الفنية فالهدف الأساسي من عملية التأهيل بالفن التشكيلي هي إعداد طفل التوحد لأن يكون قادراً على الاندماج في المجتمع وليس تدريبه لأن يكون فنانًا تشكيليا، لذلك يجب التأكد مسبقًا بأن النشاط الفني الذي يقدم لهذا الطفل لابد أن يتفق مع قدراته وإمكانياته والأهداف الموضوعة في البرنامج العام داخل المركز، كما أنه من الممكن أن تحدث بعض المشكلات التي تواجه المعالج بالفن مثل عدم تجاوب الطفل مع المعالج منذ البداية وشرود الذهن وقلة التركيز في العمل الفني.أو عدم رغبة الطفل في الاستمرار في العمل لفترات طويلة، ومن الممكن أيضاً تخطي تلك المشكلات قبل حدوثها عن طريق إقامة علاقة مهنية جيدة مع الطفل أو الاستعانة بالاخصائي النفسي للقيام ببعض أساليب تعديل السلوك للطفل.
أكدت الدكتورة هلا السعيد استشارية التوحد والتعليم الخاص، أن تجربة علاج الأطفال المصابين بمرض التوحد عن طريق «الفن التشكيلي»، قد أحرزت تقدماً ملحوظاً، وساهمت في اكتشاف العديد من المواهب لدى الأطفال، وشجعت مدير مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في حديثها مع «الوطن» أمس، على الاستعانة بالبرامج المتقدمة في تدريب أطفال التوحد، والتي من ضمنها برنامج الفن التشكيلي، وأشارت إلى أن الفن وحده لا يستطيع تقديم العلاج الشافي للطفل التوحدي، ولكنه قد يقوم بدور الوسيط في تنمية بعض المهارات لدى الطفل أو المساعدة في تنمية عمل بعض الحواس، وأضافت عن طريق اللعب بالرسم يمكننا أن نفهم بعض الأمور الأخرى، إلى جانب أنه قد يخدم في تعديل السلوك في المستقبل، وذلك في ضوء التحليل النفسي للرسومات.
ولم يعد الفن التشكيلي لوحة تُرسم، أو مجسماً يُنحت، بحسب استشارية التوحد والتعليم الخاص د. هلا السعيد إنما تعدى ذلك ليكون واحداً من الأساليب العلاجية المعترف بها على المستوى المحلي والعالمي، وقد وصفت الرابطة الأميركية للعلاج بالفن التشكيلي هذا النوع من العلاج بأنه الاستعمال العلاجي للإنتاج الفني من خلال ابتكار الفن والتمعن في إنتاجه وعملياته، يستطيع الأفراد أن يرفعوا من درجة إدراكهم لأنفسهم والآخرين، والتأقلم مع أعراضهم المرضية والضغوط التي تنتابهم، والصدمات التي يمرون بها، فيحسنون من قدراتهم المعرفية، ويستمتعون بمتعة الحياة الأكيدة من خلال عمل الفن. والمعالجون بالفن هم مهنيون مدربون في كل من الفن والعلاج بحيث يمكن استخدامه في علاج مرض التوحد، بوصفه أحد الاضطرابات التي تجعله يصنف كإحدى الفئات من ذوي الاعاقة التي تحتاج بصفة أساسية إلى العلاج بالفن، وخاصة الفن التشكيلي ليلبي لهؤلاء الأطفال الحاجات الأساسية لديهم وليتماشى مع التخطيط العام لتأهيلهم من النواحي البدنية، والفكرية، والاجتماعية، والانفعالية ومساعدة من يقوم برعاية هو لا الأطفال إلى توجيه الأنشطة الفنية التي يقدمونها لأطفال هذه الفئة لأن تكون هادفة وليست عشوائية أو لشغل وقت فراغهم، حيث إنه من الممكن للفن التشكيلي أن يعلب دوراً موازياً في البرامج التنموية التي تقدم لتلك الفئة لما تلعبه المجالات والتخصصات الأخرى داخل المراكز العلاجية، ويقول خبراء التوحد والتعليم الخاص: قد نصل بطفل التوحد إلى أن يكتسب مهارات فنية ولغوية، وإدراكية، واجتماعية بطرق أكثر بساطة وأكثر قرباً وواقعية من عالم هذا الطفل.
فرص التعبير
يلعب الفن دوراً هاماً ومؤثراً، في تنمية وإثراء وعلاج عملية الاتصال، لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو، أو اضطرابات في مهارات الاتصال، ويعتبر الفن بحسب الخبراء والمختصين لغة في حد ذاته تتيح للأفراد سواء كانوا أطفالا أو مراهقين عاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة للتعبير عما بداخلهم والاتصال بالآخرين، ومن هنا يصبح الفن بجانب أنه وسيلة تطهيرية وسيلة تساعد على علاج المشكلات الاتصالية لدى الأفراد، ويعمل الفن على إيجاد علاقة اتصالية بين الفرد والقطعة الفنية، وبالتالي يبدأ يتسع نطاق الاتصال بالبيئة المحيطة به سواء هذه البيئة أشياء أو أفراد، والأنشطة الفنية تعتبر من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال التوحديين ذلك لأنها تساعد هؤلاء الأطفال في تنمية إدراكهم الحسي، وذلك من خلال تنمية إدراكهم البصري، عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراك باللمس، عن طريق ملامسة السطوح، ومن هنا يعتبر الفن الوسيط الناجح في علاج الاضطرابات المختلفة التي يعاني منها الكثير من الأفراد، كما أنها جزء أساسي من برامج تنمية المهارات للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وبالطبع منهم الأطفال التوحديين.
استراتيجية العلاج
لتحقيق هذه الأهداف التأهيلية والعلاجية مع أطفال التوحد لابد للمعالج بالفن التشكيلي أن يضع استراتيجية تضم طرق التعرف على قدرات الطفل، ويعني ذلك أن نتعرف على المشكلات التي يعاني منها الطفل، حتى نستطيع أن نساعده في التكيف معها، كذلك معرفة درجة نموه في المجالات الإدراكية والحسية والقدرات الحركية والاجتماعية وقدرته على الاتصال بالمعالج وبالعالم المحيط به بل ومعرفة سلوكه، ومزاجه، طريقة لعبه، طريقة تعبيره عن مشاعره، طريقة تنظيمه لوقته، متى يغضب، ومتى يكون سعيداً، وما هي أفضل الطرق للتعامل معه؟ فبإمكان المعالج عن طريق الفت التشكيلي أن يحصل على هذه المعلومات من خلال ملف الطفل أو عن طريق فريق العمل، ومن الممكن أيضاً الحصول على تلك المعلومات من خلال الممارسة الفنية وذلك من خلال التعامل المباشر بين المعالج والطفل والأعمال الفنية، فعلى سبيل المثال من الممكن للمعالج قياس الجانب الادراكي للطفل عن طريق ملاحظته المباشرة وهو ينفذ نشاطًا في الرسم أو في التشكيل الخزفي، كذلك من الممكن التعرف على قدرات الطفل الحركية والاجتماعية وقدرته على الاتصال من خلال اختباره في مادة الكولاج على سبيل المثال، لذلك لابد للمعالج بالفن أن يضع ملفا خاصاً لكل حالة من الحالات التي يعمل معها، ويضع داخله تلك الاختبارات التي طبقها والمعلومات التي حصل عليها ومصادر معلوماته حتى تساعده في البدء مع الطفل ومن ثم تأهيله عن طريق الفن.
تشخيص المهارات
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي أن يقوم المعالج بالفن التشكيلي بتشخيص المهارات والقدرات الفنية للطفل وهي تعني بمعنى أكثر وضوحا التعرف على القدرات والمهارات الفنية التي تم للطفل اكتسابها من قبل، وهنا يقوم المعالج بقياس خبرات الطفل الفنية.فيتعرف على ماذا أو كيف يرسم، أو يشكل، أو يستعمل الأدوات الفنية، وطرق وإرشادات تنفيذ النشاط الفني، وكيفية تكييف القدرات والأدوات وورشة التأهيل بالفن التشكيلي، ثم تأتي المرحلة الثالثة حيث يقوم المعالج بتنفيذ النشاط الفني ويعني ذلك اتباع الطريقة المثلى للتعرف على المشاكل المصاحبة لتنفيذ النشاط في غرفة الفن، وتبعاً لذلك يجب أن يقوم المعالج بالفن التشكيلي بتنفيذ النشاط بينه وبين نفسه أو لا قبل أن يقدمه لطفل التوحد مع التأكيد على أن يتم وضع تصور واقعي لينجح ذلك النشاط، وعلى هذا الأساس يجب مراعاة عملية التدرج في تنفيذ النشاط مع الطفل وتوزيعه وتجزئته إلى عدة أجزاء متطورة من البسيط إلى الأصعب، وتقسيم النشاط إلى دورات متتالية حتى يستطيع طفل التوحد استيعاب طرق التنفيذ وتفهم العمل بشكل جيد وبطريقه تحقق الأهداف العامة من التأهيل كذلك لابد للمعالج من اختبار الأهداف التأهيلية التي وضعها مسبقًا ويستطيع تقديم خطته التأهيلية متفاديًا ما قد يحدث من مشكلات تتخلل عملية التنفيذ.
أهمية العلاج
يساهم العلاج بالفن في إطلاق الشعور التعبيري والانفعالي لدى الطفل، وذلك من خلال تطور التفاعل الإنساني بينه وبين العمل الفني والمعالجة، كما أنه يعمل على تنمية وعي الطفل بنفسه، بحيث إنه يكون قادرا على إخراج عمل جميل، وأيضاً في بداية إحساس الطفل بنفسه هي بداية منظمة لإحساسه بالبيئة من حوله، ويثري الأسلوب الجامد الذي يتبعه أطفال التوحد في الرسم ويجعله أكثر ليونة فيما يتعلق بالأعمال المصنعة، ومن خلال هذه الطرق يتعلم الطفل الكثير من طرق التواصل مع البيئة المحيطة، إن المشاكل التي يمر بها التوحديون في التفاعل الاجتماعي، ومشاكل في الاتصال وفهم اللغة المنطوقة يجعل برنامج العلاج بالفن بالنسبة لهم له أهمية خاصة، وأن العلاقة التي تحدث بين (الطفل – العمل الفني – المعالجة) تتفاعل في علاقة داخلية مستمرة، وذلك لأن الكلام ليس هو الذي يعبر عن العمل الفني فقط، ولكن المعايشة والانصهار في هذا العمل يعني الكثير بالنسبة للمعالجة، إن أهم الأشياء التي يهتم بها برنامج العلاج بالفن هي مراحل تقبل الطفل لكيفية صناعة العمل الفني واستقباله للخامات المناسبة، برنامج العلاج بالفن يساعد الطفل التوحدي على الخروج من حيز التفاعل مع نفسه إلى التفاعل مع المعالجة ومع العمل الفني، ومن ثم الأصحاب من حوله، ومن هنا يحدث الاتصال اللغوي أو الاجتماعي، ويشير الخبراء والمختصين هنا إلى أن العلاج بالفن التشكيلي يختلف اختلافا تاما عن تدريس مادة التربية الفنية فالهدف الأساسي من عملية التأهيل بالفن التشكيلي هي إعداد طفل التوحد لأن يكون قادراً على الاندماج في المجتمع وليس تدريبه لأن يكون فنانًا تشكيليا، لذلك يجب التأكد مسبقًا بأن النشاط الفني الذي يقدم لهذا الطفل لابد أن يتفق مع قدراته وإمكانياته والأهداف الموضوعة في البرنامج العام داخل المركز، كما أنه من الممكن أن تحدث بعض المشكلات التي تواجه المعالج بالفن مثل عدم تجاوب الطفل مع المعالج منذ البداية وشرود الذهن وقلة التركيز في العمل الفني.أو عدم رغبة الطفل في الاستمرار في العمل لفترات طويلة، ومن الممكن أيضاً تخطي تلك المشكلات قبل حدوثها عن طريق إقامة علاقة مهنية جيدة مع الطفل أو الاستعانة بالاخصائي النفسي للقيام ببعض أساليب تعديل السلوك للطفل.