رضا الناس غاية لا تُدرك، ولكن رضا الجمهور غاية لا تُترك أيضاً، عرفنا ونحن على مقاعد الدراسة في الجامعة في كليات الصحافة والإعلام في تلك الفترة أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، عبارة جميلة كنا نرددها ويتشدق بها البعض من المسؤولين.. ولكن ؟ وما أدراك ما بعد ولكن ؟ لا يطبقها الكثير من الأحيان البعض من باب «أخذته العزة بالإثم». إن الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية ولكن حين يفسد الود بسبب اختلاف الرأي يصاب الوعي في مقتل لا ينجو منه إلا من رحم ربي، ثقافة الاختلاف، والرأي والرأي الآخر، وآراء للناس، لا تستحق التعامل معها بالتنقيص والتشكيك، هي آراء فيها الصحيح وفيها الخطأ، رفض النقد ومقالات النقد وتغريدات النقد، والتشكيك بالنقد، واتهام الجمهور بالتسرع والجهل والتنقيص بنقدهم، هو آفة خطيرة يمارسها البعض ضد مخالفيه في الرأي مما يوجد إرهاباً فكرياً يمهد لسيادة الرأي الواحد وقمع المخالفين له، والنتيجة أن يسود الرأي الواحد على حرية الآخرين، نحن نعيش في دولة العدل والقانون، ونعيش في دولة الرأي والرأي الآخر، ونمارس الكتابة والتغريد والنقد وإبداء وجهات النظر. وربما يأتي النقد بخلاف ما يتوافق مع أجندة المسؤول أو الوزارة أو المؤسسة، النقد حق للجمهور، يمارس ما يراه حقاً له، إن الإقصاء ورفض النقد لا يعبر أبداً عن حق الآخرين في أن يكونوا شركاء في المسيرة، النقد وإبداء الرأي والحوار وتعدد الآراء، حق للجميع وليس حكراً لـ (س) أو (ص) من المسؤولين، أو ناس دون ناس،، إنها ثقافة، نعم ثقافة، ينبغي أن تسود وتنتشر ويتربى عليها الناس حتى تتحول إلى ممارسة ينعم بها جميع أفراد المجتمع. يا سادة إننا نتحدث عن الوعي، والوعي ينهض بالمجتمع، حتى ننعم بالخير والسؤدد والرفعة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.