حين أربكهم نجم الدين اربكان برؤيته الإسلامية للحكم والديمقراطية عام 1997 انقلبوا عليه واضطروه للتوقيع على دستور جديد يحظر ارتداء الحجاب في المدارس ويمنع تشكيل الاحزاب، وحين ردد اردوغان مقولته: مساجدنا ثكناتنا، قبابنا.. خوذاتنا، مآذننا.. حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا، سجنوه بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.
وهو الخطاب نفسه الذي ردده كل من عرف اردوغان ومواقفه الإسلامية المشرفة وإنجازاته الوطنية الكبرى في العاصمة حين كان رئيساً لبلديتها وفي المدن التركية التي تعامل معها على حد سواء. فكل تركيا بلده وشعبها شعبه ومنذ توليه رئاسة تركيا عمل اردوغان على الارتقاء بسمعة الإنسان التركي الذي بات يشعر بالسمو والشموخ في دولة ارتفع دخل الفرد فيها إلى اكثر من 11 ألف دولار وباتت واحدة من الدول الصناعية الكبرى وتتطلع إلى ان تستحضر زمن محمد الفاتح لتعود الآستانة عاصمة الأمة الإسلامية من جديد ليجمع العرب والمسلمين واليهود والمسيحيين من المغرب إلى الصين. وزمن سليمان القانوني الذي أسس دولة القانون وقبل الآخر وتسامح مع أعداء الدولة.
تمازجنا مع الأتراك في عهد الدولة العثمانية فكانت المصاهرة والأنساب، فاختلطت الثقافة العربية بالتركية خاصة وأن شهادة لا إله الا الله تجمعنا بين الطرفين ومعظم جدات آبائنا في بلاد الشام تعود في أصولها للعثمانيين.
زرت تركيا مؤخراً، ووقفت على أبواب أيا صوفيا وكأني بمحمد الفاتح أقف معه على أبواب اليونان ودول البلقان وعلى أبواب المدينة المقدسة صَليْت في مسجد السلطان احمد، وكأني أقف مع السلطان عبدالحميد وهو يرفض منح قطعة ارض لليهود في فلسطين.
تجولت في انتاليا المحافظة التركية التي تفتح ابوابها للجميع للعيش بسلام، وجاء خبر الانقلاب الفاشل ليؤكد انه لازال من هم على ضلالهم القديم في تركيا، وللأسف أن دولاً عربية تستقبل آلافاً من الأتراك العلويين الذين يتآمرون ويدعمون المؤامرة على الإسلام السنة وهؤلاء يحتاجون إلى غربلة لأنهم يشكلون خطراً على الدول المضيفة إذا وقعت الواقعة.
والله من وراء القصد
بقلم : سمير البرغوثي