يوقف القاضي في جلستي أسرة مرتين حيا فيهما زوجين...الأول أطلق سراح زوجته سراحا جميلا ووافق على إعطائها كل حقوقها من مؤخر صداق ونفقة متعة وعدة ونفقة أولاد وحق التمتع بسكن الزوجية مع الأولاد... وحمل حقيبته وغادر..
فقال له القاضي نعم الرجال أنت وكثر من أمثالك وعسى أن يعود الله عليك بالخير العميم وزوجة تعوضك وتتفهمك وتكون عونا لك لا فرعون عليك..
وقفز القاضي من مقعده حين طلب من زوج أن يبلغ زوجته الأولى أنه ينوي الزواج بالثانية.. فرد الزوج قائلا هذه زوجتي الأولى أمامك.. حضرت معي حتى تسهل أمر عقد قراني اليوم.. اسألها. فقالت: لقد استشارني يا سيدي القاضي وأنا من بحثت له عن الزوجة الثانية.. تقديرا له واحتراما.. لقد أحبني حبا يعادل حجم الكون لكن لم أنجب له الولد.. أوافق يا سيدي القاضي وقد هيأ زوجي لضرتي مسكنا لائقا ومنحني حقي بالاستقلال.
فقال القاضي: أحييك أيتها الزوجة بأن حررت زوجك من قيدك.. مع استمرار الحياة الزوجية، ونظر إلى الزوج وقال له: أما أنت فسوف أوزع عنك الحلوى.. فنعم الرجل أنت.. ووافق على عقد القران وخرج الرجل متأبطا ذراعي زوجتيه... وسط ترحيب من الرجال وذهول من النساء.. وكادت الزوجة الثانية تزغرد لهذا القبول الذي تم من قبل الضرة التي كانت أول من بارك لها، قائلة: سنكون معا على الحلوة والمرة، وإذا أحببتِه كما أحبه سيكون ابنك ابني نتشارك تربيته والتعب والسهر عليه..
هذه الروح قلما تجدها بين النساء في زماننا هذا.. فالمرأة لو آمنت بصدق بالكتاب والسنة لما كان هناك فتيات تجاوزن الثلاثين لم يتزوجن وباتت مجتمعاتنا تعاني من ارتفاع نسبة العنوسة.. تحية للزوج العريس وللزوجة الأولى التي خرجت متشابكة مع ضرتها الثانية.