بعد أن قاربت على إنجاز وعدها في الجنوب من شبه الجزيرة العربية بتحرير اليمن من ميليشيات الحوثي المعتدية على الشرعية، عبر تحالف تقوده المملكة العربية السعودية، بمشاركة عدد من الدول الخليجية والإسلامية، ها هي «مملكة الحزم» تنظم على أرضها تمرينا عسكريا، هو الأضخم في العالم، عتادا وأفرادا، وبمشاركة قطرية بارزة، وبتحالف وتعاضد عدد من الدول الشقيقة والصديقة، التي تشاركنا في الرؤية المبنية على التعاون، لإعلاء كلمة الحق، وردع الظلم، وإنصاف المضطهدين، وإرساء العدل، ومواجهة الطغاة والأنظمة القمعية، ودعم الإسلام والمسلمين، والدفاع عن النفس، باعتباره حقا أصيلا من حقوق الدول، سواء كانت منفردة أو مجتمعة ضد الاعتداء الخارجي، استنادا إلى نص المادة «15» من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تم على ضوئها توقيع معاهدة الدفاع العربي المشترك عام «1950».
والملاحظ أن هذه الاتفاقية، وملحقها العسكري، تنص صراحة على تشكيل لجنة عسكرية دائمة ومجلس للدفاع المشترك، وكلاهما يعد الخطط العسكرية لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة، كما يقومان بتقديم المقترحات لتنظيم قوات الدول المتعاقدة وزيادة كفاية قواتها، من حيث تسليحها وتدريبها، لتتماشى مع أحدث الأساليب والتطورات العسكرية، لكن ضعف الإرادة السياسية للدول العربية، وحالة التشرذم السائدة منذ سنوات طويلة، أديا إلى تجميد هذه الاتفاقية، التي بدت الحاجة إليها ملحة للغاية، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية، سواء بسبب انتشار تنظيم «داعش» وتزايد جرائمه بحق المدنيين العزل في أكثر من دولة عربية، أو بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي زادت من حدة الصراعات وأججت نيرانها.
كان واضحا أن هذه الاتفاقية لن تُفعّل، وكان واضحا أيضا أن مستوى الفوضى والاختراق صار كبيرا للغاية،
الأمر الذي يتطلب تدخلات عاجلة، قبل استفحال الأمور، ووصولها إلى نقطة اللاعودة، فكان التدخل السريع للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سواء عبر «عاصفة الحزم»، التي منعت سقوط اليمن في براثن الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، ومحاولة بعض القوى المعادية لتحويله إلى خنجر مسموم في شبه الجزيرة العربية، أو عبر دعم المعارضة السورية، لذات الأسباب والمبررات، وهي ماثلة للعيان بطبيعة الحال، وأهمها الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها، ومنع سقوطها هي الأخرى بيد القوى التي وجدت فيها ضالتها، من أجل تغيير خرائط العالم العربي، عبر شرذمته وتفتيته وإنهاكه، وصولا إلى ما هو أوسع وأكثر خطورة.
لم يكن هدف التدخلات الإقليمية والدولية المعادية دعم فئة ضد أخرى، أو تغليب نظام على آخر، بقدر ما كان الهدف تدمير مكامن القوة العربية لتحقيق مصالح في غاية الخطورة، تستهدف هذه الأمة من محيطها إلى خليجها، سواء عبر التحالف مع أنظمة قمعية وحشية، أو عبر تنظيمات عميلة باعت نفسها للشيطان بأبخس الأثمان، فكان أن حملت دول الخليج لواء الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية، وتحركت بكل الطرق القانونية، لإحباط المخططات المعادية ومحاصرتها، من أجل القضاء عليها في نهاية الأمر.
لكن التصدي لهذه الهجمة الشرسة، التي تستهدف حاضر ومستقبل أمتنا، لم يكن سهلا أو دون ثمن، وهو ثمن اختارت المملكة العربية السعودية، ومعها دول الخليج العربية، تسديده عن طيب خاطر، دفاعا عن وجود أمتنا، وحق شعوبنا في الأمن والاستقرار والأمان.
في هذا السياق، تحديدا، جاءت مناورات «رعد الشمال»، التمرين العسكري الأضخم في العالم، لتؤكد أن دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، لديها العزيمة الصلبة، لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمتي سوريا واليمن، وأنها لن تسمح بتحويل هذين البلدين العربيين المهمين، إلى قاعدة للتآمر على الأمة العربية والنيل منها، وقد أدركت دولنا هذه، ومعها الأغلبية الساحقة في العالم العربي والإسلامي، أن المهمة ليست يسيرة، وأن التصدي للهجمة المعادية للمنطقة العربية وتاريخها وتراثها ومستقبلها يحتاج إلى بناء تحالف فعّال قادر على المواجهة، وقادر على إجهاض ما يخطط له الأعداء في الظلام، فجاء هذا التحالف الذي يضم «20» دولة عربية وإسلامية، ليكون بمستوى التحدي، وسوف يمضي إلى النهاية لإجهاض المخططات الخبيثة ضد المنطقة.
لقد اتسمت السياسات الخليجية على الدوام بترجيح كفة الحوار، وتقديم المساعدات لكل من يحتاجها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن هناك من رأى في ذلك ضعفا يمكن استغلاله، أو مرونة مبالغا فيها، أو منفذا يمكن الولوج من خلاله، فزاد من تدخلاته واعتداءاته، وواصل تمرده وعناده وفساده، بهدف إضرام النيران في المنطقة، وما حدث في سوريا واليمن برهان، فكان لابد من إعادة ترتيب الأوراق وجدول الأولويات وإحداث تغيير في المشهد الدامي الراهن الذي أسفر، في سوريا وحدها، عن مقتل حوالي نصف مليون إنسان، وتشريد الملايين والزج بعشرات الآلاف في السجون والمعتقلات، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
وكان لابد، والحال هذا، من التدخل ومن بناء أوسع تحالف ممكن، فهدفهم أبعد من سوريا واليمن، واستخدموا الإرهاب كعنوان رئيسي لمهمتهم الإجرامية، عبر تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، المدفوعة بدعم قوى شريرة وجدت ضالتها في هذه العقول المفخخة، فكان إما أنها صنعتها، أو اخترقتها، لتحقيق مآربها وأطماعها.
بهذه المعاني فإن «رعد الشمال» ليس مجرد مناورة عسكرية ضخمة، وإنما أيضا رسالة سياسية قوية، مفادها أن دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبدعم من كل الدول العربية والإسلامية، لديها القدرة والتصميم على مواجهة الإرهاب ورعاته وداعميه، وأنها في معركة مصيرية لن تتوقف إلا بالقضاء على أدوات الشر ومحاوره.
لقد لجأت دولنا إلى النصح، ومدت يدها للحوار، وآثرت حل الأمور بكل طريقة سلمية ممكنة على قاعدة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن الطغاة أمعنوا في ظلمهم، والإرهابيين تمادوا في جرائمهم، حتى انتهت الأمور إلى ما نرى اليوم، فكان لابد من وقفة حاسمة وحازمة، تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتبعث برسائل واضحة لا لبس فيها، مفادها أن دول الخليج لا تقف وحدها في معركة المصير هذه، وأنه حين تتحرك، فإن وراءها كل العرب والمسلمين.
لقد صبرت دولنا وصابرت، وهي فعلت ذلك من منطق إيمانها العميق بالسلام والتعايش وحسن الجوار وبناء أفضل العلاقات، سواء في ما بينها، أو في ما بينها وبين جميع دول العالم.. تحملت أذى الطامعين، وشرور المغرضين، وجرائم الإرهابيين، وهي تدعو للسلام والوئام بالموعظة الحسنة، فكان أن رأى البعض في ذلك علامة ضعف، وإشارة تردد، لكن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، فللصبر حدود، وللحلم نهاية، وكانت نهاية كل ذلك سياسة «الحزم» لإعادة الأمور إلى نصابها واستئصال الخلايا السرطانية من شبه الجزيرة العربية، سواء كانت نظاما يقتل شعبه، أو ميليشيا تحارب الشرعية، أو جماعات إرهابية تقتل على الهوية وتثير الفتنة الطائفية.
«رعد الشمال» الذي شاركت فيه أهم القوى العربية والإسلامية، وفي طليعتها قطر ودول الخليج، قدم للعالم الوجه الجديد لمنطقتنا.. وجه الحسم والحزم أمام كل من يريد النيل من ديننا السمح ومبادئنا الإنسانية التي تقوم على الحوار البناء، من أجل تحقيق السلم والأمن، لنا ولغيرنا من الشعوب.
«رعد الشمال» بعث برسالة من «تحت الماء» وعبر الأجواء، بأن دول الخليج قادرة على تشكيل تحالفات مهمة ومؤثرة وجاهزة للتصدي لكل عابث بأمن المنطقة واستقرارها.. والرسالة وصلت..!
والملاحظ أن هذه الاتفاقية، وملحقها العسكري، تنص صراحة على تشكيل لجنة عسكرية دائمة ومجلس للدفاع المشترك، وكلاهما يعد الخطط العسكرية لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة، كما يقومان بتقديم المقترحات لتنظيم قوات الدول المتعاقدة وزيادة كفاية قواتها، من حيث تسليحها وتدريبها، لتتماشى مع أحدث الأساليب والتطورات العسكرية، لكن ضعف الإرادة السياسية للدول العربية، وحالة التشرذم السائدة منذ سنوات طويلة، أديا إلى تجميد هذه الاتفاقية، التي بدت الحاجة إليها ملحة للغاية، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية، سواء بسبب انتشار تنظيم «داعش» وتزايد جرائمه بحق المدنيين العزل في أكثر من دولة عربية، أو بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي زادت من حدة الصراعات وأججت نيرانها.
كان واضحا أن هذه الاتفاقية لن تُفعّل، وكان واضحا أيضا أن مستوى الفوضى والاختراق صار كبيرا للغاية،
الأمر الذي يتطلب تدخلات عاجلة، قبل استفحال الأمور، ووصولها إلى نقطة اللاعودة، فكان التدخل السريع للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سواء عبر «عاصفة الحزم»، التي منعت سقوط اليمن في براثن الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، ومحاولة بعض القوى المعادية لتحويله إلى خنجر مسموم في شبه الجزيرة العربية، أو عبر دعم المعارضة السورية، لذات الأسباب والمبررات، وهي ماثلة للعيان بطبيعة الحال، وأهمها الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها، ومنع سقوطها هي الأخرى بيد القوى التي وجدت فيها ضالتها، من أجل تغيير خرائط العالم العربي، عبر شرذمته وتفتيته وإنهاكه، وصولا إلى ما هو أوسع وأكثر خطورة.
لم يكن هدف التدخلات الإقليمية والدولية المعادية دعم فئة ضد أخرى، أو تغليب نظام على آخر، بقدر ما كان الهدف تدمير مكامن القوة العربية لتحقيق مصالح في غاية الخطورة، تستهدف هذه الأمة من محيطها إلى خليجها، سواء عبر التحالف مع أنظمة قمعية وحشية، أو عبر تنظيمات عميلة باعت نفسها للشيطان بأبخس الأثمان، فكان أن حملت دول الخليج لواء الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية، وتحركت بكل الطرق القانونية، لإحباط المخططات المعادية ومحاصرتها، من أجل القضاء عليها في نهاية الأمر.
لكن التصدي لهذه الهجمة الشرسة، التي تستهدف حاضر ومستقبل أمتنا، لم يكن سهلا أو دون ثمن، وهو ثمن اختارت المملكة العربية السعودية، ومعها دول الخليج العربية، تسديده عن طيب خاطر، دفاعا عن وجود أمتنا، وحق شعوبنا في الأمن والاستقرار والأمان.
في هذا السياق، تحديدا، جاءت مناورات «رعد الشمال»، التمرين العسكري الأضخم في العالم، لتؤكد أن دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، لديها العزيمة الصلبة، لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمتي سوريا واليمن، وأنها لن تسمح بتحويل هذين البلدين العربيين المهمين، إلى قاعدة للتآمر على الأمة العربية والنيل منها، وقد أدركت دولنا هذه، ومعها الأغلبية الساحقة في العالم العربي والإسلامي، أن المهمة ليست يسيرة، وأن التصدي للهجمة المعادية للمنطقة العربية وتاريخها وتراثها ومستقبلها يحتاج إلى بناء تحالف فعّال قادر على المواجهة، وقادر على إجهاض ما يخطط له الأعداء في الظلام، فجاء هذا التحالف الذي يضم «20» دولة عربية وإسلامية، ليكون بمستوى التحدي، وسوف يمضي إلى النهاية لإجهاض المخططات الخبيثة ضد المنطقة.
لقد اتسمت السياسات الخليجية على الدوام بترجيح كفة الحوار، وتقديم المساعدات لكل من يحتاجها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن هناك من رأى في ذلك ضعفا يمكن استغلاله، أو مرونة مبالغا فيها، أو منفذا يمكن الولوج من خلاله، فزاد من تدخلاته واعتداءاته، وواصل تمرده وعناده وفساده، بهدف إضرام النيران في المنطقة، وما حدث في سوريا واليمن برهان، فكان لابد من إعادة ترتيب الأوراق وجدول الأولويات وإحداث تغيير في المشهد الدامي الراهن الذي أسفر، في سوريا وحدها، عن مقتل حوالي نصف مليون إنسان، وتشريد الملايين والزج بعشرات الآلاف في السجون والمعتقلات، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
وكان لابد، والحال هذا، من التدخل ومن بناء أوسع تحالف ممكن، فهدفهم أبعد من سوريا واليمن، واستخدموا الإرهاب كعنوان رئيسي لمهمتهم الإجرامية، عبر تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، المدفوعة بدعم قوى شريرة وجدت ضالتها في هذه العقول المفخخة، فكان إما أنها صنعتها، أو اخترقتها، لتحقيق مآربها وأطماعها.
بهذه المعاني فإن «رعد الشمال» ليس مجرد مناورة عسكرية ضخمة، وإنما أيضا رسالة سياسية قوية، مفادها أن دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبدعم من كل الدول العربية والإسلامية، لديها القدرة والتصميم على مواجهة الإرهاب ورعاته وداعميه، وأنها في معركة مصيرية لن تتوقف إلا بالقضاء على أدوات الشر ومحاوره.
لقد لجأت دولنا إلى النصح، ومدت يدها للحوار، وآثرت حل الأمور بكل طريقة سلمية ممكنة على قاعدة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن الطغاة أمعنوا في ظلمهم، والإرهابيين تمادوا في جرائمهم، حتى انتهت الأمور إلى ما نرى اليوم، فكان لابد من وقفة حاسمة وحازمة، تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتبعث برسائل واضحة لا لبس فيها، مفادها أن دول الخليج لا تقف وحدها في معركة المصير هذه، وأنه حين تتحرك، فإن وراءها كل العرب والمسلمين.
لقد صبرت دولنا وصابرت، وهي فعلت ذلك من منطق إيمانها العميق بالسلام والتعايش وحسن الجوار وبناء أفضل العلاقات، سواء في ما بينها، أو في ما بينها وبين جميع دول العالم.. تحملت أذى الطامعين، وشرور المغرضين، وجرائم الإرهابيين، وهي تدعو للسلام والوئام بالموعظة الحسنة، فكان أن رأى البعض في ذلك علامة ضعف، وإشارة تردد، لكن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، فللصبر حدود، وللحلم نهاية، وكانت نهاية كل ذلك سياسة «الحزم» لإعادة الأمور إلى نصابها واستئصال الخلايا السرطانية من شبه الجزيرة العربية، سواء كانت نظاما يقتل شعبه، أو ميليشيا تحارب الشرعية، أو جماعات إرهابية تقتل على الهوية وتثير الفتنة الطائفية.
«رعد الشمال» الذي شاركت فيه أهم القوى العربية والإسلامية، وفي طليعتها قطر ودول الخليج، قدم للعالم الوجه الجديد لمنطقتنا.. وجه الحسم والحزم أمام كل من يريد النيل من ديننا السمح ومبادئنا الإنسانية التي تقوم على الحوار البناء، من أجل تحقيق السلم والأمن، لنا ولغيرنا من الشعوب.
«رعد الشمال» بعث برسالة من «تحت الماء» وعبر الأجواء، بأن دول الخليج قادرة على تشكيل تحالفات مهمة ومؤثرة وجاهزة للتصدي لكل عابث بأمن المنطقة واستقرارها.. والرسالة وصلت..!