+ A
A -
كتب - محمد حربي{ تصوير - أسامة الروسان
أشاد سعادة السفير نزار الحراكي، سفير سوريا لدى الدوحة، بالدعم القطري السخي للسوريين، مؤكدا أن دولة قطر لا تدخر جهداً في تقديم المساعدات للشعب السوري، عبر منظمات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن حملة «أغيثوا عرسال»، كانت لفتة كريمة وأنهم لن ينسوا الأيادي البيضاء للشعب القطري وقيادته الحكيمة والمبادرات والمكرمات الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتاً إلى أنه سوف تكون هناك مشاركة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في المؤتمر الذي سيعقد يومي 14 و15 أبريل بالدوحة بإشراف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، مشدداً على أنه سوف يخصص خلال هذا المؤتمر جلسة حول الملف السوري، ومحاسبة النظام ومجرمي الحرب على الانتهاكات وعدم الإفلات من العقاب والعدالة الدولية في ذلك.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية.
قال السفير الحراكي: إن دعوات إعادة إعمار سوريا هدفها تضليل العالم بأن العمل العسكري انتهى، وأن النظام باقٍ ممثلا في بشار الأسد وبالتالي يمكن للمدنيين العودة وممارسة حياتهم الطبيعية، وهو كلام غير دقيق لأن النظام لايزال يمارس ضغوطاً على السكان المدنيين.. ولاتزال المظاهرات مستمرة ضده بدليل ما حدث منذ أيام من رفض شعبي واسع لمحاولة النظام إعادة تنصيب تمثال جديد لحافظ الأسد في مدينة درعا ما يثبت أيضا أن النظام لم يغير منهجه في إذلال وإهانة الشعب السوري.
إرهاب نظام
واستنكر السفير الحراكي في سياق متصل هرولة بعض الدول إلى تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد بدون أي مقابل.. قائلا إنه أمر لا يليق لافتا إلى أن استمرار خروج المظاهرات ضد النظام يؤكد أن الثورة السورية لم تمت وأن الرهان على الأسد رهان خاسر، لافتا إلى أن عودة المظاهرات المدنية السلمية في إدلب خلال الأشهر الماضية، هي رسالة إلى العالم، أنه بعد القضاء على داعش وغيره من الدخلاء على الثورة السورية، فلابد للمجتمع الدولي أن يقضي على إرهاب النظام، وتقديمه للمحاكمة، بعد أن استخدم ولايزال كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعبه.
وعن ثورات الشعوب في الجزائر والسودان وإمكانية تأثيرها في عودة الربيع العربي، قال السفير الحراكي: نرى موجة جديدة مهمة جدا في العديد من الدول وهذا دليل على أن الشعوب يمكن أن تصبر قليلا لكنها لا تقبل أن يتم حكمها بالحديد والنار وأتمنى السلامة لكل الشعوب.
الحل الحائر
وحول مسار الحل السياسي للأزمة السورية، قال : إن الحل السياسي للأزمة يبدو حائرا ولم تعد هناك خيوط واضحة يمكن الإمساك بها وذلك بسبب طول المدة وتغير المعطيات على الأرض والانتقال من الحالة السلمية للعسكرية والعكس والتدخل المباشر لبعض الدول في الملف السوري بالإضافة إلى تراجع وعدم وضوح الدور الأميركي.
وشدد على أن دور الولايات المتحدة مهم ويمكن أن يكون فاصلا، لكنها تركت الأمر لروسيا التي استطاعت إضعاف مسار مباحثات جنيف من خلال 12 فيتو لصالح بشار الأسد وخلق مسار موازٍ متمثلا في مفاوضات آستانة وهو مسار ضرار لأنه أضعف جنيف وأدى إلى تشتيت الجهود الدولية، موضحا أن مؤتمر آستانة كان فخا للثورة السورية بدعوى خفض التوتر والتصعيد لكنه كان خطوة من أجل عملية التسليم للنظام وإنهاء الثورة عسكريا على الأقل وجعلها بالخط السياسي طويل الأمد، مشيرا إلى أن توصل آستانة لوقف إطلاق النار في بعض المناطق يعود لإرادة ومصالح الدول الذي ترعاه.. أما جنيف فهو تحت رعاية الأمم المتحدة التي لا تملك أدوات الضغط إلا من خلال دول لم تكن فاعلة لافتا إلى أنه رغم أن شمال سوريا تحت ضمانة آستانة إلا أنه يتم قصفه حاليا.
وأضاف:، إن الإدارة الأميركية الحالية تدير ملفاتها عن طريق دبلوماسية التغريدات، وتتخذ قرارات مفاجئة، حتى بالنسبة للجانب التركي ذاته، الذي كان حتى وقت قريب بينهما مباحثات وتفاهمات حول الانسحاب الأميركي من سوريا، والتي جعلت وزير دفاع أميركا يستقيل، ثم بعد ذلك تعود إدارة البيت الأبيض في واشنطن، لتعلن تراجعها، ويبدأ الحديث عن مائتين من قوات الأميركان، ثم اليوم نسمع عن بقاء 400 عنصر من القوات الأميركية، ومثل هذه الطرق لن ينتج عنها أي حلول، ولابد من التوافق، خاصة حينما يكون الحديث منطقة محصورة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا فقط.
لا للانفصاليين
وأوضح أن هناك طرحا، ومبادرة من سكان وعشائر هذه المنطقة، من الأكراد الوطنيين، الذين يتحدثون عن شراكة وليس الانفصاليين مثل «بي كا كا»، من أجل أن يكون لهم دور، ويمارسون الحكم عبر مجالس محلية منتخبة من أهالي المنطقة، وفي نفس الوقت يكون هناك دور للجيش الحر، والفيالق الموجودة في درع الفرات، من أجل أن تساعد في نشر الأمان بتلك المنطقة،، وضمان عدم عودة داعش، وهذا يمكن أن يكون الحل الأنسب.
ونفى سعادة اتهامات البعض لتركيا بأنها تريد أن تبيد الأكراد، ووصفه بأنه كلام عار عن الصحة تماما، مشيرا إلى أن الأكراد يتواجدون في تركيا، بعشرات الملايين، ويساهمون في نهضة تركيا، لافتا إلى أنه لا يوجد هناك من يقبل بانفصال منطقة الأكراد عن سوريا، ولا أحد يقبل بدعوة الأكراد الانفصاليين.
وأشار الحراكي إلى أنه لا يمكن القول بأن مسار جنيف قد انتهى، بل هو مازال موجودا، إلا أنه مجمد، وكذلك مسار الآستانة، والذي لم يتم تفعيل أي شيء منه، منذ عدة أشهر، مما يجعل الأمور والمشاهد ضبابية، وكل شيء مجمد، في ما يتعلق بإدلب، دون معرفة ما إذا كان سيتم الهجوم على تلك المنطقة أم سيتم التقيد بالاتفاق، خفض التسليح، أم ستستمر تركيا بالزحف في منطقة شمال شرق سوريا، هل النظام بإمكانه العودة، وبسط سيطرته، وإرادته، على الرغم من أنه فشل في تحقيق ذلك بمنطقة درعا، التي احتلها بمساعدة الروس، مما يعني أنه نظام مهلهل، سواء على مستوى المؤسسات، أو الجيش، لا يملك إمكانية حقيقية لإدارة البلاد. وأضاف أن الثورة السورية لم تمت، وأن الرهان على إعادة تأهيل نظام الأسد، هو رهان خاسر.. موضحا أنه فيما يتردد حول دعوة الرئيس بوتين للقوات الأجنبية للخروج من سوريا، فعليه أن يبدأ بنفسه، وإخلاء قاعدة «حميميم»، لكنها مجرد مناورة، لأن روسيا عندما دخلت إلى سوريا 2014، دخلت بموافقة إسرائيلية أميركية دولية، لكي تلعب دور القضاء على الثورة السورية عسكريا على الأقل، مما يعني أن دخول روسيا، والأموال الهائلة التي أنفقتها، يعني أن سوريا كانت المعقل الأخير لما كان يسمى الاتحاد السوفيتي سابقا، وروسيا حاليا، وبالتالي لا يمكن أن تتنازل عنه بهذه السهولة، الأمر الذي يعني أنها مجرد مناورة لا أكثر ولا أقل، وهي موجهة لأميركا وتركيا، وحتى إيران رغم تعرضها لمحاولات قصف من إسرائيل وغيرها في مناطق محددة، لكنها لن تغادر سوريا بهذه السهولة، حيث إن إيران تشتغل بطريقة ناعمة جدا، والآن لديها عشرات المدارس، وعدد كبير من الجامعات، كما أدخلت اللغة الفارسية في التعليم، ولديها جمعيات خيرية، ومنظمات، عاملة داخل سوريا، وعدد كبير من السكان الذين جاؤوا، وأخذوا مناطق، واستقروا، وبالتالي فإن خروج إيران أصبح صعبا، وهي قد تخرج عسكريا، لكنها مدنيا وثقافيا للأسف الشديد متغلغلة.
مصالح إسرائيلية
وقال السفير الحراكي: إنه يعتقد بوجود رغبة إسرائيلية في إخراج إيران من سوريا، لأن الدور الإيراني قد انتهى، مما يعني أن دخول الإيرانيين كان بإرادة أميركية وإسرائيلية، والغاية من دخولها هو القضاء على الثورة السورية، دون أن تتكبد أو تتكلف إسرائيل أي شيء، وكل ما فعلته أنها قد أتت بطرف إقليمي لا يقاتله الجيش الحر، كما خلقت داعش الجسم الإرهابي، المتطرف من قبل السنة، والميليشيات وهي القسم المتطرف من الشيعة، حتى تحول الصراع من بين الحق والباطل والشعب والنظام والظلم والعدل، إلى الطائفية، الآن بعد أن إسرائيل الثورة عسكريا من خلال الإيرانيين الذين لم يستطيعوا أن ينتصروا، دخلت روسيا على الخط، ليس من أجل النظام، بل حرق الثورة السنية، وبعد انتهاء هذا الموضوع، فهي تريد الآن استخدام السنة السوريين من أجل أن يطردوا الشيعة الذين جاؤوا من إيران، والرابح الحقيقي هو إسرائيل.
وشدد على وجود مخطط لوقوع الصدام بين السنة والإيرانيين، وأصبح هناك من يعتبر أن إسرائيل أفضل من إيران، حيث قدم الجانب الإسرائيلي المخيمات، وقام بمعالجة المصابين، وهذه النبرة يلعب عليها الحلف الجديد مثل الإمارات البحرين مصر والسعودية، والذين حاولوا استقطاب ما تبقى من الجيش الحر في الجنوب، ودعوتهم تدعيمه في مقابل القضاء على إيران، كما يتم محاولة إغراء أحد التيارين داخل النظام، بأن يكون له دور في إعادة الإعمار، مقابل الترويج بأن إيران أن لديها مشروعا، في حين يرى التيار الآخر صورة معاكسة، ويعتبر يرى أنه مع إيران والدور الإيراني، مما يعني أن المسألة معقدة، ولكن بعد ما رأينا المظاهرات في درعا، هذا يدل على أن حاجز الوهم زال ولن يعود، لذا يتم التعويل على المقاومة الشعبية، وأن الحاجز قد انكسر حتى داخل سوريا، مشددا على أنهم كائتلاف سوري، لم يستغلوا الظروف المواتية، وكانت التجربة صعبة، وصارت عندهم اختراقات، ربما يكون قد أثر على نجاح الثورة ولكنه لم يؤثر على استمرار الثورة، وهذا ما أكدته درعا مؤخرا.
أشاد سعادة السفير نزار الحراكي، سفير سوريا لدى الدوحة، بالدعم القطري السخي للسوريين، مؤكدا أن دولة قطر لا تدخر جهداً في تقديم المساعدات للشعب السوري، عبر منظمات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن حملة «أغيثوا عرسال»، كانت لفتة كريمة وأنهم لن ينسوا الأيادي البيضاء للشعب القطري وقيادته الحكيمة والمبادرات والمكرمات الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتاً إلى أنه سوف تكون هناك مشاركة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في المؤتمر الذي سيعقد يومي 14 و15 أبريل بالدوحة بإشراف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، مشدداً على أنه سوف يخصص خلال هذا المؤتمر جلسة حول الملف السوري، ومحاسبة النظام ومجرمي الحرب على الانتهاكات وعدم الإفلات من العقاب والعدالة الدولية في ذلك.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية.
قال السفير الحراكي: إن دعوات إعادة إعمار سوريا هدفها تضليل العالم بأن العمل العسكري انتهى، وأن النظام باقٍ ممثلا في بشار الأسد وبالتالي يمكن للمدنيين العودة وممارسة حياتهم الطبيعية، وهو كلام غير دقيق لأن النظام لايزال يمارس ضغوطاً على السكان المدنيين.. ولاتزال المظاهرات مستمرة ضده بدليل ما حدث منذ أيام من رفض شعبي واسع لمحاولة النظام إعادة تنصيب تمثال جديد لحافظ الأسد في مدينة درعا ما يثبت أيضا أن النظام لم يغير منهجه في إذلال وإهانة الشعب السوري.
إرهاب نظام
واستنكر السفير الحراكي في سياق متصل هرولة بعض الدول إلى تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد بدون أي مقابل.. قائلا إنه أمر لا يليق لافتا إلى أن استمرار خروج المظاهرات ضد النظام يؤكد أن الثورة السورية لم تمت وأن الرهان على الأسد رهان خاسر، لافتا إلى أن عودة المظاهرات المدنية السلمية في إدلب خلال الأشهر الماضية، هي رسالة إلى العالم، أنه بعد القضاء على داعش وغيره من الدخلاء على الثورة السورية، فلابد للمجتمع الدولي أن يقضي على إرهاب النظام، وتقديمه للمحاكمة، بعد أن استخدم ولايزال كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعبه.
وعن ثورات الشعوب في الجزائر والسودان وإمكانية تأثيرها في عودة الربيع العربي، قال السفير الحراكي: نرى موجة جديدة مهمة جدا في العديد من الدول وهذا دليل على أن الشعوب يمكن أن تصبر قليلا لكنها لا تقبل أن يتم حكمها بالحديد والنار وأتمنى السلامة لكل الشعوب.
الحل الحائر
وحول مسار الحل السياسي للأزمة السورية، قال : إن الحل السياسي للأزمة يبدو حائرا ولم تعد هناك خيوط واضحة يمكن الإمساك بها وذلك بسبب طول المدة وتغير المعطيات على الأرض والانتقال من الحالة السلمية للعسكرية والعكس والتدخل المباشر لبعض الدول في الملف السوري بالإضافة إلى تراجع وعدم وضوح الدور الأميركي.
وشدد على أن دور الولايات المتحدة مهم ويمكن أن يكون فاصلا، لكنها تركت الأمر لروسيا التي استطاعت إضعاف مسار مباحثات جنيف من خلال 12 فيتو لصالح بشار الأسد وخلق مسار موازٍ متمثلا في مفاوضات آستانة وهو مسار ضرار لأنه أضعف جنيف وأدى إلى تشتيت الجهود الدولية، موضحا أن مؤتمر آستانة كان فخا للثورة السورية بدعوى خفض التوتر والتصعيد لكنه كان خطوة من أجل عملية التسليم للنظام وإنهاء الثورة عسكريا على الأقل وجعلها بالخط السياسي طويل الأمد، مشيرا إلى أن توصل آستانة لوقف إطلاق النار في بعض المناطق يعود لإرادة ومصالح الدول الذي ترعاه.. أما جنيف فهو تحت رعاية الأمم المتحدة التي لا تملك أدوات الضغط إلا من خلال دول لم تكن فاعلة لافتا إلى أنه رغم أن شمال سوريا تحت ضمانة آستانة إلا أنه يتم قصفه حاليا.
وأضاف:، إن الإدارة الأميركية الحالية تدير ملفاتها عن طريق دبلوماسية التغريدات، وتتخذ قرارات مفاجئة، حتى بالنسبة للجانب التركي ذاته، الذي كان حتى وقت قريب بينهما مباحثات وتفاهمات حول الانسحاب الأميركي من سوريا، والتي جعلت وزير دفاع أميركا يستقيل، ثم بعد ذلك تعود إدارة البيت الأبيض في واشنطن، لتعلن تراجعها، ويبدأ الحديث عن مائتين من قوات الأميركان، ثم اليوم نسمع عن بقاء 400 عنصر من القوات الأميركية، ومثل هذه الطرق لن ينتج عنها أي حلول، ولابد من التوافق، خاصة حينما يكون الحديث منطقة محصورة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا فقط.
لا للانفصاليين
وأوضح أن هناك طرحا، ومبادرة من سكان وعشائر هذه المنطقة، من الأكراد الوطنيين، الذين يتحدثون عن شراكة وليس الانفصاليين مثل «بي كا كا»، من أجل أن يكون لهم دور، ويمارسون الحكم عبر مجالس محلية منتخبة من أهالي المنطقة، وفي نفس الوقت يكون هناك دور للجيش الحر، والفيالق الموجودة في درع الفرات، من أجل أن تساعد في نشر الأمان بتلك المنطقة،، وضمان عدم عودة داعش، وهذا يمكن أن يكون الحل الأنسب.
ونفى سعادة اتهامات البعض لتركيا بأنها تريد أن تبيد الأكراد، ووصفه بأنه كلام عار عن الصحة تماما، مشيرا إلى أن الأكراد يتواجدون في تركيا، بعشرات الملايين، ويساهمون في نهضة تركيا، لافتا إلى أنه لا يوجد هناك من يقبل بانفصال منطقة الأكراد عن سوريا، ولا أحد يقبل بدعوة الأكراد الانفصاليين.
وأشار الحراكي إلى أنه لا يمكن القول بأن مسار جنيف قد انتهى، بل هو مازال موجودا، إلا أنه مجمد، وكذلك مسار الآستانة، والذي لم يتم تفعيل أي شيء منه، منذ عدة أشهر، مما يجعل الأمور والمشاهد ضبابية، وكل شيء مجمد، في ما يتعلق بإدلب، دون معرفة ما إذا كان سيتم الهجوم على تلك المنطقة أم سيتم التقيد بالاتفاق، خفض التسليح، أم ستستمر تركيا بالزحف في منطقة شمال شرق سوريا، هل النظام بإمكانه العودة، وبسط سيطرته، وإرادته، على الرغم من أنه فشل في تحقيق ذلك بمنطقة درعا، التي احتلها بمساعدة الروس، مما يعني أنه نظام مهلهل، سواء على مستوى المؤسسات، أو الجيش، لا يملك إمكانية حقيقية لإدارة البلاد. وأضاف أن الثورة السورية لم تمت، وأن الرهان على إعادة تأهيل نظام الأسد، هو رهان خاسر.. موضحا أنه فيما يتردد حول دعوة الرئيس بوتين للقوات الأجنبية للخروج من سوريا، فعليه أن يبدأ بنفسه، وإخلاء قاعدة «حميميم»، لكنها مجرد مناورة، لأن روسيا عندما دخلت إلى سوريا 2014، دخلت بموافقة إسرائيلية أميركية دولية، لكي تلعب دور القضاء على الثورة السورية عسكريا على الأقل، مما يعني أن دخول روسيا، والأموال الهائلة التي أنفقتها، يعني أن سوريا كانت المعقل الأخير لما كان يسمى الاتحاد السوفيتي سابقا، وروسيا حاليا، وبالتالي لا يمكن أن تتنازل عنه بهذه السهولة، الأمر الذي يعني أنها مجرد مناورة لا أكثر ولا أقل، وهي موجهة لأميركا وتركيا، وحتى إيران رغم تعرضها لمحاولات قصف من إسرائيل وغيرها في مناطق محددة، لكنها لن تغادر سوريا بهذه السهولة، حيث إن إيران تشتغل بطريقة ناعمة جدا، والآن لديها عشرات المدارس، وعدد كبير من الجامعات، كما أدخلت اللغة الفارسية في التعليم، ولديها جمعيات خيرية، ومنظمات، عاملة داخل سوريا، وعدد كبير من السكان الذين جاؤوا، وأخذوا مناطق، واستقروا، وبالتالي فإن خروج إيران أصبح صعبا، وهي قد تخرج عسكريا، لكنها مدنيا وثقافيا للأسف الشديد متغلغلة.
مصالح إسرائيلية
وقال السفير الحراكي: إنه يعتقد بوجود رغبة إسرائيلية في إخراج إيران من سوريا، لأن الدور الإيراني قد انتهى، مما يعني أن دخول الإيرانيين كان بإرادة أميركية وإسرائيلية، والغاية من دخولها هو القضاء على الثورة السورية، دون أن تتكبد أو تتكلف إسرائيل أي شيء، وكل ما فعلته أنها قد أتت بطرف إقليمي لا يقاتله الجيش الحر، كما خلقت داعش الجسم الإرهابي، المتطرف من قبل السنة، والميليشيات وهي القسم المتطرف من الشيعة، حتى تحول الصراع من بين الحق والباطل والشعب والنظام والظلم والعدل، إلى الطائفية، الآن بعد أن إسرائيل الثورة عسكريا من خلال الإيرانيين الذين لم يستطيعوا أن ينتصروا، دخلت روسيا على الخط، ليس من أجل النظام، بل حرق الثورة السنية، وبعد انتهاء هذا الموضوع، فهي تريد الآن استخدام السنة السوريين من أجل أن يطردوا الشيعة الذين جاؤوا من إيران، والرابح الحقيقي هو إسرائيل.
وشدد على وجود مخطط لوقوع الصدام بين السنة والإيرانيين، وأصبح هناك من يعتبر أن إسرائيل أفضل من إيران، حيث قدم الجانب الإسرائيلي المخيمات، وقام بمعالجة المصابين، وهذه النبرة يلعب عليها الحلف الجديد مثل الإمارات البحرين مصر والسعودية، والذين حاولوا استقطاب ما تبقى من الجيش الحر في الجنوب، ودعوتهم تدعيمه في مقابل القضاء على إيران، كما يتم محاولة إغراء أحد التيارين داخل النظام، بأن يكون له دور في إعادة الإعمار، مقابل الترويج بأن إيران أن لديها مشروعا، في حين يرى التيار الآخر صورة معاكسة، ويعتبر يرى أنه مع إيران والدور الإيراني، مما يعني أن المسألة معقدة، ولكن بعد ما رأينا المظاهرات في درعا، هذا يدل على أن حاجز الوهم زال ولن يعود، لذا يتم التعويل على المقاومة الشعبية، وأن الحاجز قد انكسر حتى داخل سوريا، مشددا على أنهم كائتلاف سوري، لم يستغلوا الظروف المواتية، وكانت التجربة صعبة، وصارت عندهم اختراقات، ربما يكون قد أثر على نجاح الثورة ولكنه لم يؤثر على استمرار الثورة، وهذا ما أكدته درعا مؤخرا.