حاضر العرب، أزمات وحروب وفوضى، وأطماع توسعية في مساحتهم الجغرافية.. وبالنظر إلى هذه التحديات الكبرى، والتي تلقي- دون أدنى شك- بتعقيداتها ومضاعفاتها، على مستقبلهم، فإن قمتهم التي تنتظم حاليا في العاصمة الموريتانية- نواكشوط- تكتسب أهمية تاريخية.
الأمم العظيمة، لا تفقد الأمل مطلقا.. ولا تستكين للتحديات. تنازلها بكل ما في تاريخها من جسارة، وبكل ما في حاضرها من إيمان، وبكل ما في مستقبلها من قوة للصراع من أجل البقاء.. ومن هنا كان شعار قمة نواكشوط، هو «قمة الأمل».
حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمشاركته في هذه القمة، يعطي شعارها معناه الحقيقي، ذلك لأن الأمل، هو في روح الشباب، وفي عنفوانهم، وفي أشواقهم الطاغية لتكون أوطانهم من روح هذا الزمان.. زمانهم.. وفي سعيهم المثابر لصنع معجزاتهم هم.. وأعظم المعجزات على مر التاريخ هي معجزات بناء الأوطان، على أسس من الخير والعدل والأمن والاستقرار والرفاهية والسلام.
قمة الأمل، في هذه القمة، أن تنصت القمة جيدا لصوت شباب هذه الأمة، ذلك لأن صوتهم هو صوت الزمان- زمانهم.. وهذا زمان توسيع قاعدة المشاركة- بما يعرف بالديمقرطية.. وهو زمان العدل والاعتدال والشفافية، والتنمية المستدامة، والمواطنة تلك التي لا فروق فيها بين أي مواطن ومواطن، مهما كان اللون أو اللسان أو الدين أو التوجهات السياسية.
أيضا، قمة الأمل في هذه القمة، أن تخرج بقرارات واضحة وجريئة، وخطة عمل ملزمة بتجسيد هذه القرارات على الأرض، في سقف زمني محدد.. وأهم القرارات على الإطلاق، ان تتكامل إرادات الزعماء وفي تكامل هذه الإرادات تكامل لإرادات الشعوب- لمجابهة كافة التحديات بروح الشجاعة والأمل معا.
نعم.. الشجاعة أولا..
بالشجاعة، تستحيل الآمال إلى واقع، تعيشه الأوطان.. وتنعم به الشعوب.