فيما كان مسجلي يدور ينسخ ذاكرة الدكتور حجر احمد حجر البنعلي وزير الصحة الأسبق استشاري القلب عرج سعادته كثيرا إلى ذكر علماء قطريين عاصرهم وتوقف أمام قصيدة رثاء للوالد الشيخ عبدالله الأنصاري الذي استحضرته الذاكرة لنسأل الله له الرحمة.
وهو الشيخ الجليل عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله بن علي بن رضا بن علي بن حمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحيم بن مصطفى بن حمد بن عبدالله بن محمد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عباده بن دليم بن حارثه بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعده بن كعب الخزرجي الأنصار ويرجع نسبه إلى سعد بن عباده سيد الخزرج وسيد الأنصار بعد وفاة سعد بن معاذ الأوسي الذي كان سيد الأنصار.
ولد الشيخ الجليل في مدينة «الخور» بقطر 1340هـ، وكان أبوه قاضياً، وقد تلقى العلم على يد والده، حيث حفظ القرآن الكريم ولما يتجاوز الثانية عشرة، ودرس كتب الفقه الشافعي، والحديث النبوي وعلم النحو واللغة وعلوم الميراث، ثم رحل إلى الاحساء للدراسة على يد علمائها أمثال: الشيخ عبدالعزيز المبارك، والشيخ أبوبكر الملا، والشيخ عبدالعزيز بن صالح، والشيخ عبدالله بن عُمير، والشيخ عبدالله الخطيب وغيرهم
عمل بالغوص على اللؤلؤ في أول شبابه، وكان نوخذة في جالبوت سلطان بن خلف، وكان غيصا مدللا ومضرب المثل في شجاعته، وكان إذا نزل في أعماق البحر يطول مكثه تحت الماء لطول نفَسه، وكان يتأخر في الوقت قليلاً بعد إخوانه الذين ينزلون معه للبحث عن اللؤلؤ.
تعمَّق في دراسة الفقه والمواريث والتجويد والحديث والنحو والتفسير، ثم عاد إلى قطر، حيث درس لمدة سنة على والده، ثم سافر إلى الحج وهناك بقي بمكة المكرمة للدراسة بالمدرسة الصولتية التي أنشأها العلامة الدهلوي حيث درس على مشايخ مكة المكرمة أمثال الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، والشيخ محمد بن مانع، والشيخ علوي المالكي وغيرهم، وبعد خمس سنوات من الإقامة بمكة المكرمة للدراسة والتفقه في علوم الدين عاد إلى قطر.
ولم يطل بقاؤه في قطر، حيث سافر بعد سنوات إلى المملكة العربية السعودية، وعمل إماماً وخطيباً ومدرساً في قرية «دارين» بالمنطقة الشرقية، وبعد سنة استدعاه قاضي القطيف ليكون مساعداً له في عمله القضائي، ثم انتقل كمدرس ومدير للمدرسة الرسمية التي أنشأتها وزارة المعارف السعودية، حيث قضى فيها ثلاث سنوات.
ثم عاد إلى قطر ليتولى القضاء والعلم وليكون واحدا من رجالاتها البررة .
هكذا يصنع العلماء فهل نعود لذاكرة وطن نستخلص منها العبر في صناعة العلماء.

بقلم : سمير البرغوثي