كهل مثلي، عايش هذه الأمة، لم يعد ينتظر من حكامها أكثر مما قدموا..
عايشت ثورة الجزائر، وهتفت مع أترابي تحيا.. تحيا.. الجزائر..
ذبت في ثورة تونس، وخرجت مع الأطفال المستقبلين لمحرر الخضراء نحاول تقبيل السيارة التي يقلها، وحين أعلن بورقيبة في رام الله عام 1956 حقيقة أن الأمة العربية ماتت والسلام هو الحل مع إسرائيل
رفضنا الحقيقة وقذفنا أبو رقيبة بالبيض الفاسد والطماطم المخمجة، صدقنا كل دكاكين الأحزاب التي أعطت الأمل بأن تحرير فلسطين بالثورة وكانوا هم أول الهاربين من مواجهة المتربصين بالثورة..
الشيوعيون، البعثيون، الاشتراكيون، الإخوان، التحرير، كلهم رفعوا شعار تحرير فلسطين ولا أحد صدق ما وعد،
ثورة في سوريا وزعيم جديد كل ستة أشهر ومع كل قادم نهلل وترحب بالمحور وخافوا كلهم..
ثورات متتالية في العراق.. وذهب قاسم وعارف وعارف الثاني والبكر وصدام وجاء حكام من نوع آخر هدفهم القضاء على آخر رجل عربي عامة وسني خاصة خرجنا مع أحمد مطر ننشد أن كل من جاء حاكما وأعمل سيفه في الشعوب العربية ليس عربيا..
ليس مِنّا هؤلاءْ.
ألفُ كـلاّ
هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا
وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ!
وَأذاعوا: (كُلُّنا راعٍ..)
وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ رعيانٌ
وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ!
ثُمَّ ساقُونا إلى المَسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى
وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ!
ليسَ مِنّا هؤلاءْ.
هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
دُونَ عَقـدٍ..
وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ.
وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..
انفراط عقد الجامعة العربية قبل انعقادها يؤكد أننا بحاجة لرؤية جديدة، لحكام يتحملون مسؤولية شعوبهم ومسؤولية أوطانهم، فكيف يقبل حكام العراق هذا الحال في العراق وهذا الحال في سوريا وهذا الحال في أمة باتت في ذيل الامم؟!
نريد زعيما عربيا يعلن عن مبادرة عربية جديدة لنظام عربي جديد يخلف الجامعة العتيدة، فلم تعد منا ولم نعد منها، فهي مؤسسة أقيمت برعاية دولة مستعمرة تؤمن بنظرية «فرق تسد»، ومنذ قيام الجامعة لم يلتق وطن عربي مع شقيقه العربي.. نريد أمة عربية واحدة فقط رسالتها احترام الإنسان واحترام الأمة التي منها أشرف خلق الله محمد.

بقلم : سمير البرغوثي