حين تصبح القهوة شكلاً من أشكال الشعائر اليومية، يصعب أن نحس بالاسترخاء والراحة بدونها، من آداب شرب القهوة استنشاق رائحتها، حتى تدغدغك وتداعب خلايا رأسك، صديقنا وحبيبنا وزميلنا حمد اليافعي اعتاد صناعة القهوة واحتساءها بمزاج عال، واعتاد مولانا الشيخ أحمد الأنصاري جلب القهوة بالبندق معه، حتى أدمنا شربها وتناولها قبل فترة الظهيرة ونحن نتناولها باشتياق ووفاق مع الرفاق، تعدها لنا الشيف (موسوما) العاملة التي تضفي على المكان السرور والمرح، كم هو جميل تناول القهوة بالبندق بصمت أو على أنغام صوت البلبل الكابتن حسن جوهر الذي يمتعك بحديثه الآسر، أو استفزازه للآخر، كم هو ممتع تناولها، ومسك فناجينها، واستلذاذك بابتلاعها، خذ راحتك مع القهوة وأدِر ظهرك للعالم واستمتع بلحظاتك، لولا مرارة القَهْوَة، ما استمتعنا بلذّة طعم البندق،، القهوة بالبندق تسري في أوردتي، وتعيد سريان دم تباطأ تدفقه، كم هي دافعة ودافقة، القهوة بالبندق تجعلك سعيداً وعريساً، وفنجان قهوة حمد اليافعي الصديق الصدوق، هي الشراب الأكمل، وفنجان قهوة أحمد الأنصاري بالبندق هي المذاق الأسلم، كم هو جميل شرب القهوة ودلال القهوة وفناجين القهوة، تسعد وتطرب، ومع فنجان القهوة بالبندق تتسرّب الحروف الذائبة بالسّكر فتبوح بالحبّ، كعطور الغالي وعود الغالي ودهن عوده الذي ينثر الفرح، ويعيد ترميم عظامي وأوصالي، مع القهوة بالبندق تتوسد الجمال وتحلق في الخيال لتفوز بالمآل، القهوة صديقتي وحبيبتي، أعشق رائحتها ومذاقها وطريقة إعدادها وارتشافها، هي من أساسيات الحياة، تجعل يومك سعيداً، وخفيفاً وحبيباً، هي الساحرة والكاشفة والعاصفة في الليل والنهار، تحلو معها الأخبار والأسرار ويفرح معها السمار، مع فنجان القهوة تتحفز المشاعر والأحاسيس، تحلق في السماء، وتشعرك بالهناء، القهوة تحتويني، تعدل مزاجي، وتبعدني عن ضجيج العالم من حولي، إنها سمراء فاتنة، فيها طعم حبيبتي، القهوة بالبندق حبيبتي، شيخنا وزميلنا ومولانا الأنصاري أهداني من قريب كيساً منها لأشربه في عزلتي، بلا صراخ أو أزيز أو مع حبيب عزيز، وحتى أشعر مع كل فنجان قهوه أنني في حالة حب، شكراً للأحبة اليافعي والأنصاري وفناجين القهوة الممتعة الماتعة، وعليّ بألف عافية، وعلى الخير والمحبة نلتقي.