أكد سعادة السفير فيصل علي إبراهيم سفير مفوض فوق العادة لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية لدى دولة قطر أن إثيوبيا وقطر تتمتعان بعلاقات ممتازة، وهذه العلاقات ضاربة في التاريخ منذ عصر الهجرة، حيث مثلت الهجرة للمسلمين الأوائل إلى أرض الحبشة، وأن العلاقات الثنائية بين البلدين على أعلى مستوى، مشيرا إلى قيام حضرة صاحب السمو الشيخ بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة أديس أبابا وأيضاً قيام رئيسي الوزراء الحالي والسابق بزيارة الدوحة.وقال السفير الإثيوبي خلال تصريحات صحفية أن هناك قرابة 13 اتفاقية بين الدولتين بعضها في انتظار التصديق والآخر تم تنفيذه بالفعل، إضافة إلى 10 مذكرات تفاهم تعتمد عليها علاقاتنا الثنائية حالياً.وتم الاتفاق على تشكل لجنة وزارية مشتركة لمتابعة العلاقات الثنائية والاتفاقيات المبرمة، وأن قطر وإثيوبيا تتشاركان اهتمامات كبيرة على المستوى الدولي، فكلتا الدولتين حريصتان على تحقيق السلام العالمي، ولا أحد يستطيع أن يغفل الدور الكبير الذي تلعبه قطر في الوساطة بين أطراف عدة لتحقيق السلام العالمي، ونرى ذلك في عدة مناطق من العالم، على سبيل المثال ما تحقق في المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة الأميركية ودور قطر واضح جداً، وما تم التوصل إليه في السودان وتشاد.وأضاف السفير فيصل علي إبراهيم أن مبادرات قطر لإحلال السلام لا تقتصر على محيطها الإقليمي فقط وإنما تشمل أماكن عدة من عالمنا الكبير، وهكذا نحن في إثيوبيا حريصون على تحقيق السلام العالمي في محيطنا الإقليمي باعتبارنا دولة مقر الاتحاد الإفريقي، ونتعاون مع الأمم المتحدة في قوات إحلال السلام، موضحا أن الدولتان تتشاركان مبدأ مهم وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام السيادة والوحدة الوطنية لكل دول العالم، وانطلاقا من هذه المبادئ تتطور علاقاتنا مع دولة قطر.وقال: كوني سفيرا جديدا لإثيوبيا لدى قطر، بالرغم من أني عملت لمدة ثلاث سنوات هنا في الدوحة من 2017 حتى 2020، وعدت لإثيوبيا عامين مديراً للمراسم ثم عينت سفيراً لدى الدوحة مايو الماضي، وبالتالي فأنا لست غريباً عن الدوحة التي أعرفها جيداً ولي فيها أصدقاء كثيرون، ونقاط الالتقاء بين الدولتين على المستوى الإقليمي والدولي كثيرة جداً، حيث نقوم بمشاورات سياسية مع دولة قطر كل عامين ونقوم بمراجعة كافة الارتباطات المشتركة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع، كما نقوم باكتشاف مناطق أوسع للتعاون.وأضاف السفير الإثيوبي: تقوم إثيوبيا تحت قيادة رئيس الوزراء بإصلاحات اقتصادية كبيرة، من شأنها تحسين الدخل القومي لدولة ذات تعداد كبير مثل إثيوبيا، فنحن ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان بعد نيجيريا، وتسعى تلك الإصلاحات لانتشال المواطنين الإثيوبيين من الفقر وتحسين ظروف المعيشة.وأضاف: إثيوبيا كانت دولة مغلقة من حيث الاستثمار، وتم سن العديد من القوانين لجذب الاستثمارات الأجنبية والسماح للشركات الأجنبية بالعمل والاستثمار في إثيوبيا في قطاعات مختلفة حتى إنه لم تعد هناك قيود للعمل في إثيوبيا، على سبيل المثال في قطاع الطيران المدني نحن نسمح لشركات أخرى غير الطيران الإثيوبي بالمنافسة والعمل داخل الدولة، ومؤخراً أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي عن السماح للشركات الأجنبية بالعمل في القطاع المالي، وهذا يسمح لدولة قطر بالتوسع في الاستثمار في هذا المجال الهام. وأوضح أن التعاون الاقتصادي والإعلامي والثقافي يسير بشكل رائع، وعملي هنا كسفير لإثيوبيا يجعلني حريصا على دعم العلاقات والتعاون في المجالات القائمة وأيضاً السعي لإيجاد مناطق أخرى للتعاون بين البلدين، وحيث إن قطر من الدول الشديدة النشاط في كافة المجالات على المستوى العالمي نود الاستفادة من علاقاتنا الطيبة مع دولة قطر، ونسعى بشكل دائم لتنمية تلك العلاقات، ومن أهم المجالات التي سيتم التركيز عليها قريبا هي السياحة ونسعى لجعل إثيوبيا من الوجهات السياحية التي تجذب انتباه السائح القطري أو المقيم في الدولة. وقال السفير الإثيوبي: ان القيم التي نتشاركها مع قطر تجعلنا نحافظ على علاقات متوازنة مع دول الجوار وإعطاء الأولوية لمحيطها الإقليمي، ونحن في إثيوبيا نحافظ دائماً على مصالح جيراننا في القرن الإفريقي، ونؤمن أن عملنا المشترك يثمر عن نتائج جيدة دائماً.وهناك رحلات يومياً بين الدوحة وأديس أبابا، والمجالات التي ندعو المستثمرين القطريين للتوسع فيها تشمل الزراعة والطاقة والعقارات والضيافة والبنية التحتية والعديد من الصناعات، وهناك حالياً 13 منطقة صناعية جديدة إضافة إلى منطقة حرة، وهناك العديد من المناطق في الطريق حيث نسعى للتوسع في الصناعة والتعليم والقطاع الصحي. حيث يوجد في إثيوبيا 30 مليون طالب و70 % من السكان هم من الشباب.وأضاف السفير فيصل علي إبراهيم: بهذه المناسبة أود أن أتوجه بالشكر لمقام حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر على منحه مدرسة للجالية الإثيوبية في الدوحة والتي تقارب 30 ألف مواطن إثيوبي، وأيضاً هناك مشروع مستشفى تخصصي لعلاج الكلى تحت الإنشاء في إثيوبيا بمنحة كريمة من سموه.وأيضاً مبادرة التعليم فوق الجميع تحت قيادة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لمشروعهم الرائد بتوفير غذاء لقرابة 10000 طالب في مراحل تعليم مختلفة.وهناك أيضاً مبادرات كريمة من قطر في مجالات الصحة لإجراء العديد من عمليات المياه البيضاء لمواطنين إثيوبيين.وأوضح إن إثيوبيا تسعى جاهدة لانتشال شعبها من الفقر والتخلف إلى طريق الازدهار تحت قيادة رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد.قائلا: رئيس الوزراء أبي أحمد، كما تعلمون جميعًا، هو الفائز بجائزة نوبل للسلام لجهوده للوصول إلى اتفاق سلام تاريخي مع إريتريا الذي استغرق أكثر من عقدين من حالة اللاحرب واللاسلم.ويدافع رئيس الوزراء عن السلام والتعاون لأن إثيوبيا بحاجة إلى السلام والاستقرار الدخلي ومع الدول المجاوره أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى السلام لإطعام شعبنا، نحن بحاجة إلى السلام للتركيز على مساعينا التنموية، كما إن إثيوبيا بحاجة إلى دعم جيرانها وجميع الدول الصديقة بما في ذلك قطر لتعزيز أجندتها التنمويةوأضاف: إثيوبيا باعتبارها الدولة الوحيدة غير الساحلية في القرن الأفريقي، فقد أعطت سياستها الخارجية الأولوية القصوى لجميع العلاقات المستديرة مع جيرانها.وعلى عكس رغبتنا وطموحنا في انتشال شعبنا من الفقر، بدأت جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF)، الجماعة التي كانت تحكم سابقًا في إثيوبيا على مدى العقود الماضية، حربًا للمرة الثالثة على أمهرة المجاورة ومناطق عفار، ويتوافق سلوك جبهة تحرير شعب تيغراي مع سجلها الحافل في رفض نداءات كبار السن، الأمهات وعلماء الدين في المجتمع. وهجومها الشرس على القيادة الشمالية الذي أشعل فتيل الصراع الأول، وفي صباح يوم 24 أغسطس 2022م، بدأت جبهة تحرير شعب تيغراي هجوماً مكثفاً يعم الصراع وينتهك بعبق الهدنة الإنسانية.وقد أدت الحرب بالفعل إلى أضرار كارثية على الممتلكات، البنية التحتية ونهب المستشفيات والبنوك والمدارس وقتل المدنيين من سكان أمهرة وعفار المجاورين وجميع أنواع الانتهاكات خلال هذا الموسم الزراعي المهم في إثيوبيا.
قطر وإثيوبيا تتشاركان اهتمامات كبيرة
- 09/09/2022
- /
- الوطن
أكد أن البلدين يتمتعان بعلاقات ممتازة..السفير فيصل إبراهيم:
+ A
A -