+ A
A -
في هذه الأجواء الصيفيّة الحارّة، مازال الكثير من النّاس يقصدون وجهات سياحية عديدة، في بلاد أكثر اعتدالا مناخيا، علّهم يتجنّبون بعضًا من لظى الصيف اللافح. والشكر لوسائل السفر الحديثة التي جعلت تجربة السفر أسهل وأكثر متعة. ويظل للسفر متعته الخاصة وغرابته وسحره، فخلال عدّة ساعات تنتقل من بيئة طبيعية إلى أخرى ومن لغة لأخرى ومن ثقافة لأخرى.. فكل شيء مختلف من وجوه وتضاريس وعادات وغيرها الكثير.. إلخ. وهذه إحدى الفوائد التي نجنيها من السفر في تنميتها لحس المغامرة واكتشاف المجهول.
فالهدف المتفق عليه من السفر هو الاصطياف والتّرفيه، ولكن هناك فوائد جمّة للسفر وخاصة للأطفال واليافعين المتلقفين لكل جديد، فتجربة السفر تؤثر فيهم كثيراً، فأول ما يلاحظه الطفل في هذه التجربة هو أنه لكل مجتمع تقاليده وقوانينه، وما هو مقبول في مجتمع ما، قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر. والأمثلة تتعدد ابتداءً من طريقة التحية مرورًا بعادات الأكل والشرب وصولًا إلى المقدّسات والماورائيات. والخطوة الأهم، هي تقبُّل هذا الاختلاف واحترام القوانين الجديدة، حتى لو لم نستسغ بعضها، وهذا سيؤدي بنا إلى تقبل الآخر واحترام ثقافته وقيمه. وهذه فائدة عظيمة تمهد الطريق إلى حوار الحضارات وتجفف مصادر تصادم الحضارات أو ما يسمى بصراع الحضارات والذي هو منشأ كل شر ومبدأ كل حرب وقتل.
ومن الفوائد الأخرى للسفر التعرف على بيئات طبيعية قد لا تكون متوافرة في بلادنا كالأنهار والشلالات، والجبال الشاهقة والغابات الخضراء والكثير من التضاريس الخاصة بكل بلد أو قارّة والتي تميزها عن غيرها. هذا يغني الطفل عن ألف كتاب نظري حول التنوع التضاريسي والمناخي لأن المعلومة عندما تدخل باستخدامهم لحواسهم كالأذن والعين والمعايشة، سترسخ في أذهانهم لا محالة.
والفائدة الأخيرة للسفر التي سأتحدث عنها، هي أن السفر يعلم الإنسان كبيرًا كان أم صغيرًا، الحيطة والحذر والاعتماد على الذات. فأي موقف طارئ يتعرض له المسافر يجب أن يتم التعامل معه بسرعة بديهة وحنكة، حيث يكون لازما في بعض المواقف اتخاذ قرارات سريعة لا مجال فيها لفسحة التفكير لتجنب مشكلة أو موقف سيئ أو حتى معالجتها. فالسفر يزيد سرعة البديهة ويرفع معدل الحس بالمسؤولية عند الكبير والصغير على حد سواء.
فمن لم يبدأ إجازته بعد، فليتوجه إلى مكاتب حجوزات الطيران وليبدأ مغامرة جديدة مليئة بالفائدة والمتعة.
بقلم : دانة درويش
فالهدف المتفق عليه من السفر هو الاصطياف والتّرفيه، ولكن هناك فوائد جمّة للسفر وخاصة للأطفال واليافعين المتلقفين لكل جديد، فتجربة السفر تؤثر فيهم كثيراً، فأول ما يلاحظه الطفل في هذه التجربة هو أنه لكل مجتمع تقاليده وقوانينه، وما هو مقبول في مجتمع ما، قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر. والأمثلة تتعدد ابتداءً من طريقة التحية مرورًا بعادات الأكل والشرب وصولًا إلى المقدّسات والماورائيات. والخطوة الأهم، هي تقبُّل هذا الاختلاف واحترام القوانين الجديدة، حتى لو لم نستسغ بعضها، وهذا سيؤدي بنا إلى تقبل الآخر واحترام ثقافته وقيمه. وهذه فائدة عظيمة تمهد الطريق إلى حوار الحضارات وتجفف مصادر تصادم الحضارات أو ما يسمى بصراع الحضارات والذي هو منشأ كل شر ومبدأ كل حرب وقتل.
ومن الفوائد الأخرى للسفر التعرف على بيئات طبيعية قد لا تكون متوافرة في بلادنا كالأنهار والشلالات، والجبال الشاهقة والغابات الخضراء والكثير من التضاريس الخاصة بكل بلد أو قارّة والتي تميزها عن غيرها. هذا يغني الطفل عن ألف كتاب نظري حول التنوع التضاريسي والمناخي لأن المعلومة عندما تدخل باستخدامهم لحواسهم كالأذن والعين والمعايشة، سترسخ في أذهانهم لا محالة.
والفائدة الأخيرة للسفر التي سأتحدث عنها، هي أن السفر يعلم الإنسان كبيرًا كان أم صغيرًا، الحيطة والحذر والاعتماد على الذات. فأي موقف طارئ يتعرض له المسافر يجب أن يتم التعامل معه بسرعة بديهة وحنكة، حيث يكون لازما في بعض المواقف اتخاذ قرارات سريعة لا مجال فيها لفسحة التفكير لتجنب مشكلة أو موقف سيئ أو حتى معالجتها. فالسفر يزيد سرعة البديهة ويرفع معدل الحس بالمسؤولية عند الكبير والصغير على حد سواء.
فمن لم يبدأ إجازته بعد، فليتوجه إلى مكاتب حجوزات الطيران وليبدأ مغامرة جديدة مليئة بالفائدة والمتعة.
بقلم : دانة درويش