ترشيح الحزب الديمقراطي لهيلاري كلينتون هو حدث تاريخيّ فعلاً لأنها أول امرأة تخوض سباق الرئاسة، ولكون أميركا هي أقوى وأغنى دولة في العالم، فإن تأثير هذا الخيار سينعكس على سياسات العالم أيضاً. كلينتون تدرك أيضاً أن هذه الانتخابات ستكون تاريخية بالفعل ليس فقط لأنها هي في السباق، ولكن لأن منافسها مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب هو أيضاً مرشح غير تقليدي، فهو منافس عنيد أثار عاصفة من الجدل وأحسن ركوب موجة العنصرية والخوف لتصدر السباق، وإن كان من الصعب وصفه بأنه شخصية تاريخية.
كلينتون أظهرت حتى الآن جدارة في المناظرات، واطلاعا واسعا على الملفات الاقتصادية والأمنية، وخبرة في الناحية السياسية.. وتستفيد من دعم اوباما، الذي يتمتع بشعبية جيدة نسبياً وخصوصا في أوساط الفئات التي انتخبته مرتين، والتي تحتاجها المرشحة الديمقراطية للفوز، أي الأميركيين من أصل افريقي والاميركيين اللاتينيين والنساء. لكن السؤال: هل إن انتخابها رئيسة سيحدث فرقاً حقيقياً في سياسات واشنطن والعالم، أم أنها ستكون شكلاً أنثويّاً لتنفيذ سياسات «الدولة العميقة» الأميركية، وهي لا تتعلّق بجنس سيد البيت الأبيض بل بخياراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟
بناء على مواقفها السابقة كرئيسة للدبلوماسية الأميركية، التي تجلت حيال أزمات تمتد من هايتي إلى سوريا مروراً بالعراق وليبيا، يظهر إجماع على اعتبار كلينتون من صقور السياسية الخارجية وتاليا أكثر تشدداً من الإدارة الحالية التي عرفت باستراتيجية «القيادة من الخلف» في كثير من الأزمات الساخنة، وخصوصاً في الشرق الأوسط.
في سورياً تحديداً، كلينتون غير راضية على اتفاق التعاون الاستخباراتي بين إدارة اوباما والروس لمحاربة الإرهاب، بحجة أنه يقوي نظام الأسد ويضعف المعارضة، لذا ترسل حملتها الانتخابية إشارات إلى نية في «مراجعة شاملة» للاستراتيجية الاميركية في سوريا التي تركز على القضاء على «داعش»، مؤكدة عزم المرشحة الديمقراطية إذا فازت، على السير على جبهتين متوازيتين لجهة محاربة التنظيم المتطرف، وإعادة تأكيد الطبيعة «الإجرامية» لنظام الأسد. كما تعيد الحملة إحياء اقتراح قديم لها لم ينفذ ويقضي بإنشاء «مناطق آمنة» للمدنيين، كان رفضه اوباما.
«الشقراء الفولاذية» ترى أهمية الزعامة الأميركية كمبدأ أول، وهي تعتقد أن المشاكل حول العالم «يمكن حلها بسهولة إذا تدخلت اميركا في كل من هذه المشاكل والأزمات». ويبدو أن هيلاري التي دعمت غزو العراق لن تشعر بأنها «مقيدة» على غرار ما شعر الكثيرون في إدارة أوباما في ضوء «إرثه الكارثي».
أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فسيكون رئيس حرب من اليوم الأول مع سلطة وقدرة على القيام بعروض قوة وشن ضربات بطائرات من دون طيار وعمليات خاصة، وحتى زيادة التدخلات العسكري. فحالياً، تعلن قرارات دعم الحروب المفتوحة في أماكن مثل اليمن والتي يشنها شركاء مثل السعودية في بيانات صحفية، وتتحول جلسات استماع الكونغرس إلى التماسات من القادة العسكريين المطالبين بمزيد من القوات وقواعد ارتباط أقل قيوداً. وخلافاً لترامب الذي غير موقفه مراراً وادعى بأنه يملك خططاً «سرية» لإلحاق الهزيمة بتنظيم البغدادي، تتمتع كلينــتون بسجل مكثف من هايتي إلى سوريا يظهر أنها تطلعت دائماً إلى أن تصير رئيسة حرب يوماً ما.
- أمين قمورية
كلينتون أظهرت حتى الآن جدارة في المناظرات، واطلاعا واسعا على الملفات الاقتصادية والأمنية، وخبرة في الناحية السياسية.. وتستفيد من دعم اوباما، الذي يتمتع بشعبية جيدة نسبياً وخصوصا في أوساط الفئات التي انتخبته مرتين، والتي تحتاجها المرشحة الديمقراطية للفوز، أي الأميركيين من أصل افريقي والاميركيين اللاتينيين والنساء. لكن السؤال: هل إن انتخابها رئيسة سيحدث فرقاً حقيقياً في سياسات واشنطن والعالم، أم أنها ستكون شكلاً أنثويّاً لتنفيذ سياسات «الدولة العميقة» الأميركية، وهي لا تتعلّق بجنس سيد البيت الأبيض بل بخياراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟
بناء على مواقفها السابقة كرئيسة للدبلوماسية الأميركية، التي تجلت حيال أزمات تمتد من هايتي إلى سوريا مروراً بالعراق وليبيا، يظهر إجماع على اعتبار كلينتون من صقور السياسية الخارجية وتاليا أكثر تشدداً من الإدارة الحالية التي عرفت باستراتيجية «القيادة من الخلف» في كثير من الأزمات الساخنة، وخصوصاً في الشرق الأوسط.
في سورياً تحديداً، كلينتون غير راضية على اتفاق التعاون الاستخباراتي بين إدارة اوباما والروس لمحاربة الإرهاب، بحجة أنه يقوي نظام الأسد ويضعف المعارضة، لذا ترسل حملتها الانتخابية إشارات إلى نية في «مراجعة شاملة» للاستراتيجية الاميركية في سوريا التي تركز على القضاء على «داعش»، مؤكدة عزم المرشحة الديمقراطية إذا فازت، على السير على جبهتين متوازيتين لجهة محاربة التنظيم المتطرف، وإعادة تأكيد الطبيعة «الإجرامية» لنظام الأسد. كما تعيد الحملة إحياء اقتراح قديم لها لم ينفذ ويقضي بإنشاء «مناطق آمنة» للمدنيين، كان رفضه اوباما.
«الشقراء الفولاذية» ترى أهمية الزعامة الأميركية كمبدأ أول، وهي تعتقد أن المشاكل حول العالم «يمكن حلها بسهولة إذا تدخلت اميركا في كل من هذه المشاكل والأزمات». ويبدو أن هيلاري التي دعمت غزو العراق لن تشعر بأنها «مقيدة» على غرار ما شعر الكثيرون في إدارة أوباما في ضوء «إرثه الكارثي».
أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فسيكون رئيس حرب من اليوم الأول مع سلطة وقدرة على القيام بعروض قوة وشن ضربات بطائرات من دون طيار وعمليات خاصة، وحتى زيادة التدخلات العسكري. فحالياً، تعلن قرارات دعم الحروب المفتوحة في أماكن مثل اليمن والتي يشنها شركاء مثل السعودية في بيانات صحفية، وتتحول جلسات استماع الكونغرس إلى التماسات من القادة العسكريين المطالبين بمزيد من القوات وقواعد ارتباط أقل قيوداً. وخلافاً لترامب الذي غير موقفه مراراً وادعى بأنه يملك خططاً «سرية» لإلحاق الهزيمة بتنظيم البغدادي، تتمتع كلينــتون بسجل مكثف من هايتي إلى سوريا يظهر أنها تطلعت دائماً إلى أن تصير رئيسة حرب يوماً ما.
- أمين قمورية