الدمعة في عينه، والحزن يرسم خريطة وجهه، رأيته في بهو فندق بالعقبة المدينة الساحلية الأردنية الوحيدة المطلة على خليج أسماه رسامو الخرائط باسمها، رأيته مع أبنائه الخمسة، يغني مع سعدون جابر
اللي مضيّع ذهب بسوق الذهب يلقاه،
واللي مفارق محب يمكن سنة وينساه،
بس اللي مضيّع وطن وين الوطن يلقاه؟
اقتربت منه حتى أنهى ترنيمته التي باتت على ألسنة أبناء العروبة من الشام إلى بغدان ومن نجد إلى يمن ومن مصر إلى تطوان سألته ما الحكاية ومن أين أنت؟
قال أنا من «الشعب المكبل والمضيع» حكايتي قد تشابه حكايات الآلاف من ابناء الضفة الغربية، ولدت أردنيا في ارض غرب الاردن وعشت أردنيا في ارض شرق الاردن، هاجرت إلى الصين وقضيت فيها خمس عشرة سنة وحين عدت لأشارك في مناسبة في ارض غرب الاردن وعدت وجدت نفسي بلا رقم وطني أردني، عدت إلى الصين وخلال زيارة إلى لبنان التقيت فتاة مطرودة من الحشد الشعبي العراقي وجدتها زوجة مناسبة وتزوجنا وأنجبنا بنين وبنات وعدت إلى الأردن واشتريت بيتا وسجلته باسم أخي، انتهت وثيقة السفر اللبنانية راجعت السفارات فلا أحد يعترف بهذه الوثيقة وأبنائي على أبواب المدارس، والمدارس تطلب وثائق منها جنسية الأم وإقامتها وان لم يكن لها إقامة صالحة فلا قبول للأطفال، فأطفالي من المحرومين من التعليم، فلا وطن ولا إقامة ولا مستقبل أمامهم سوى التمرد ثم يلومون آلاف الشباب الذين يلتحقون بالمنظمات الإرهابية وتجد داوود الجائع يلوم علماء اجلاء في دعوة الشباب للجهاد ضد الصهيونية فلا يجدون سوى الدواعش ليلتحقوا معهم مع عدم وجود برامج عربية رسمية منظمة للجهاد ضد أعداء الأمة.
هذا الرجل يرجو من «برنامج التعليم للجميع» و«علم طفلا» ان يكون ابناؤه ممن يحظون برعاية احد هذين البرنامجين لوقاية ابنائه من الانحراف في المستقبل.
***
اتصلت بوالديها لتقول ان زوجها قرر عدم العودة إلى بلده وانه اصطحبها واولادهما الأربعة إلى العراق ولبت طلبه طاعة له.
وبعد أسبوع اتصلت لتزف نبأ استشهاد زوجها وان أطفالها اجبروا للانضمام إلى داعش وتخشى من ذبحهم- إما بأيدي داعش إذا رفضوا ارتكاب مآثم داعشية- أو بأيدي احد النظامين الرافضة الصفويين في العراق أو العلويين الرافضة في الشام، وأنها لا تستطيع ان تغادر وقد طلب الخليفة منها ان تشارك في جهاد النكاح كما آلاف المغرر بهن من عدة دول عربية.
وبعد، ان إنقاذ أمة تواجه هذا السوء هو بتشكيل قمة إنقاذ عربية فالأمر جد خطير فردة الفعل على القهر الذي صنعته اسرائيل في أمة العرب هو اللجوء إلى منظمات تعلمت في طهران وبيروت وبغداد ودمشق دروسا في التخريب.
والله من وراء القصد.
بقلم : سمير البرغوثي
اللي مضيّع ذهب بسوق الذهب يلقاه،
واللي مفارق محب يمكن سنة وينساه،
بس اللي مضيّع وطن وين الوطن يلقاه؟
اقتربت منه حتى أنهى ترنيمته التي باتت على ألسنة أبناء العروبة من الشام إلى بغدان ومن نجد إلى يمن ومن مصر إلى تطوان سألته ما الحكاية ومن أين أنت؟
قال أنا من «الشعب المكبل والمضيع» حكايتي قد تشابه حكايات الآلاف من ابناء الضفة الغربية، ولدت أردنيا في ارض غرب الاردن وعشت أردنيا في ارض شرق الاردن، هاجرت إلى الصين وقضيت فيها خمس عشرة سنة وحين عدت لأشارك في مناسبة في ارض غرب الاردن وعدت وجدت نفسي بلا رقم وطني أردني، عدت إلى الصين وخلال زيارة إلى لبنان التقيت فتاة مطرودة من الحشد الشعبي العراقي وجدتها زوجة مناسبة وتزوجنا وأنجبنا بنين وبنات وعدت إلى الأردن واشتريت بيتا وسجلته باسم أخي، انتهت وثيقة السفر اللبنانية راجعت السفارات فلا أحد يعترف بهذه الوثيقة وأبنائي على أبواب المدارس، والمدارس تطلب وثائق منها جنسية الأم وإقامتها وان لم يكن لها إقامة صالحة فلا قبول للأطفال، فأطفالي من المحرومين من التعليم، فلا وطن ولا إقامة ولا مستقبل أمامهم سوى التمرد ثم يلومون آلاف الشباب الذين يلتحقون بالمنظمات الإرهابية وتجد داوود الجائع يلوم علماء اجلاء في دعوة الشباب للجهاد ضد الصهيونية فلا يجدون سوى الدواعش ليلتحقوا معهم مع عدم وجود برامج عربية رسمية منظمة للجهاد ضد أعداء الأمة.
هذا الرجل يرجو من «برنامج التعليم للجميع» و«علم طفلا» ان يكون ابناؤه ممن يحظون برعاية احد هذين البرنامجين لوقاية ابنائه من الانحراف في المستقبل.
***
اتصلت بوالديها لتقول ان زوجها قرر عدم العودة إلى بلده وانه اصطحبها واولادهما الأربعة إلى العراق ولبت طلبه طاعة له.
وبعد أسبوع اتصلت لتزف نبأ استشهاد زوجها وان أطفالها اجبروا للانضمام إلى داعش وتخشى من ذبحهم- إما بأيدي داعش إذا رفضوا ارتكاب مآثم داعشية- أو بأيدي احد النظامين الرافضة الصفويين في العراق أو العلويين الرافضة في الشام، وأنها لا تستطيع ان تغادر وقد طلب الخليفة منها ان تشارك في جهاد النكاح كما آلاف المغرر بهن من عدة دول عربية.
وبعد، ان إنقاذ أمة تواجه هذا السوء هو بتشكيل قمة إنقاذ عربية فالأمر جد خطير فردة الفعل على القهر الذي صنعته اسرائيل في أمة العرب هو اللجوء إلى منظمات تعلمت في طهران وبيروت وبغداد ودمشق دروسا في التخريب.
والله من وراء القصد.
بقلم : سمير البرغوثي