الألقاب عرفتها الإنسانية منذ الأزل، وعرفها التاريخ منذ القدم، العرب وغيرهم شغفوا بها، وتفننوا فيها، لأنها سريعة الحفظ والتداول، الكثير من القيادات والحكام العرب لهم ألقاب في عهدهم الميمون أو المجنون، ولكن أعذروني أن أتجاوزهم في هذه المساحة، وللشعراء والشخصيات والأدباء ألقابهم، فقد عرفنا ونحن على مقاعد الدراسة الجامعية وما بعدها، الشاعر امرأ القيس بالملك الضليل، ونزار قباني بشاعر النساء، أو المرأة، وقيس بن الملوح بمجنون ليلى، وأبو الطيب شاغل الناس، وأبو الشمقمق مروان بن محمد، وحسان بن ثابت بشاعر الرسول، والجواهري أبو الفرات، وبشار الخوري الأخطل الصغير، وأحمد شوقي أمير الشعراء، وعائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ، وفدوى طوقان خنساء القرن العشرين، وحافظ إبراهيم شاعر النيل، وطه حسين بعميد الأدب العربي، وشكيب أرسلان أمير البيان، وشاعر الخليج خالد الفرج والشاعر المحروم عبدالله الفيصل، كما أن هناك ألقابا للمطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات، فأم كلثوم كوكب الشرق، ونجاة الصغيرة قيثارة الغناء العربي، وتامر حسني ملك الجيل، وكاظم الساهر القيصر، ومحمد عبده مطرب العرب، وتجاوزت الألقاب كذلك إلى الأندية الرياضية الارسنال الإنجليزي المدفعجية، وريال مدريد الملكي، ومانشستر الإنجليزي الشياطين الحمر، ونادي ولفرهامتون الإنجليزي الذئاب، وبايرن ميونيخ البافاري، وفالنسيا الأسباني الخفافيش، ويوفنتوس الايطالي السيدة العجوز، والمنتخب القطري العنابي، ومنتخب إنجلترا الأسود الثلاثة، وهولندا الطواحين، والمنتخب المصري الفراعنة، والفرنسي الديوك، وساحل العاج الأفيال، والمنتخب الأردني النشامى، والسد القطري الزعيم، والريان الرهيب، والعربي الأحلام، والغرافة الفهود، والخور النواخذة، والوكرة الموج الأزرق، ونادي قطر الملك القطراوي، وكلها ألقاب لها وقع كبير في نفوس جماهيرها العريضة لا ينكرها أحد، إنها شخصيات وأصوات ومنتخبات وأندية مميزة، إن لم تكن تشكل معجزة، ذاع صيتها بالإجماع في أصقاع الأرض، ألقاب عاشت ولا غابت، ما ماتت حتى بعد رحيل أصحابها، وأفول مجدها وتراجع مستواها وإمكانياتها، ولكن من شدة تعلق الجمهور والنقاد والعشاق بها لا زالت تنبض بالحياة.

وللحديث تتمة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.